مراعاة العهد في الطلاق
إذا استحالت العشرة بين الزوجين، ولم يكن من الطلاق بدٌّ، فلابد من مراعاة العهد، وحفظ السر، ومن مراعاة العهد الوفاء بما بذل لها من المهر، قلَّ ذلك أو كَثُرَ...
- التصنيفات: أحكام النساء -
إذا لم يكن من الطلاقِ بدٌ، فلابد من مراعاةِ العهدِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21].
تأمل قول الله تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ}، وذِكْرَ الميثاقِ الغليظِ، وعلاقة ذلك بالمهر الذي بذله الزوج لزوجته!
إذا استحالت العشرة بين الزوجين، ولم يكن من الطلاق بدٌّ، فلابد من مراعاة العهد، وحفظ السر، ومن مراعاة العهد الوفاء بما بذل لها من المهر، قلَّ ذلك أو كَثُرَ، وقد يحمل البغض الذي أدى إلى الفراق الزوج على ظلم زوجه، بحرمانها من المهر أو بعضه إن كان مؤجلًا، والظلم من شِيم النفوس، وإنما استحلَّ منها ما استحل بهذا المهر، فيذكره الله تعالى بتلك الأمانة، ثم يذكِّره بأمر آخر متمِّم لتلك الأمانة، وهو حفظ ما بينهما من أسرار ائْتَمَنَ كلٌّ منها صاحبه عليها، سرت في أوصال العشرة بينهما، {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ}.
{وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}، ومن مقتضيات ذلك الميثاق الغليظ، الوفاء ببنوده ومنها المهر في مقابل البُضْعِ، وهو حقٌّ واجبٌ، ويبقى الفضل والإحسان، وقد ذكره الله تعالى في قوله: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237].
________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب