( ناصيتي بيدك )
أحمد قوشتي عبد الرحيم
( ناصيتي بيدك ) هذه جزء من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مشتمل على معان عظيمة في التوحيد والسلوك وأعمال القلوب ، تذهب الهم والغم لمن فهمها ووعاها ، وقالها بحضور قلب وخضوع وذل للرب سبحانه .
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
( ناصيتي بيدك ) هذه جزء من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مشتمل على معان عظيمة في التوحيد والسلوك وأعمال القلوب ، تذهب الهم والغم لمن فهمها ووعاها ، وقالها بحضور قلب وخضوع وذل للرب سبحانه .
ومعنى ناصيتي بيدك " أي أنت المتصرف في تصرفني كيف تشاء ، لست أنا المتصرف في نفسي ، وكيف يكون له في نفسه تصرف من نفسه بيد ربه وسيده ، وناصيته بيده ، وقلبه بين أصبعين من أصابعه ، وموته وحياته وسعادته وشقاوته وعافيته وبلاؤه كله إليه سبحانه ، ليس إلى العبد منه شيء ، بل هو في قبضة سيده أضعف من مملوك ضعيف حقير ناصيته بيد سلطان قاهر مالك له تحت تصرفه وقهره ،بل الأمر فوق ذلك .
ومتى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده ، يصرفهم كيف يشاء ، لم يخفهم بعد ذلك ، ولم يرجهم ، ولم ينزلهم منزلة المالكين بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين ، المتصرف فيهم سواهم ، والمدبر لهم غيرهم.
فمن شهد نفسه بهذا المشهد صار فقره وضرورته إلى ربه وصفا لازما له ، ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر إليهم ، ولم يعلق أمله ورجاءه بهم ،فاستقام توحيده وتوكله وعبوديته .
ولذا قال هود - عليه السلام - لقومه {{إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم}}
الفوائد لابن القيم ص 32 .