الحياة وجهة نظر
الحياة وجهة نظر، إذا منحتها الأمل والإشراق، أضاءت فُؤادك، وإذا كُنت معها مجافيًا ومدبرًا، أدبرت عنك، وولَّت بوجهها عن وجهك.
- التصنيفات: تزكية النفس - تنمية المهارات -
بحسب النظرة التي تتبناها، تكون الحياة بالنسبة إليك، فإذا كانت نظرتك إيجابيةً، كانت الحياةُ مشرقةً وجميلةً ومزهرةً، وربيعًا منقطع النظير، وإذا كانت نظرتك سلبيةً، كانت ظلامًا دامسًا، وسوادًا قاتمًا، وفشلًا على طول الخط.
لو تأمَّلت في سير الناجحين، وقارنتها بسير الفاشلين، لوجدت الفارق بسيطًا؛ يتمثل في الاستعداد الذاتي، والقابلية لتطوير الذات، والنفس هي التي تأبى الجمود والفشل، وتبحثُ عن الإيجابية والأمل.
يُزوَّد بعض الناس بقدرات تُمكِّنهم من تلافي العقبات بنجاح، وهم يطوِّرون هذه الإمكانيات بالخبرات التي يحصِّلونها، والإمكانيات التي يُطوِّرونها، فيتقدَّمون إلى الأمام بعزم وثبات تامَّين.
نستشهدُ بالآية الكريمة التي تقول: ﴿ {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} ﴾ [التوبة: 105]، فالعمل والاجتهاد يقذفان بالفرد إلى الأمام، فيسبقُ غيره بخطوات.
يقول الشاعر:
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا ** وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ واكتسابُ مَعيشَــــــــــةٍ ** وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِــــــــدِ
شحذُ الهمة هو المطلوب، والتَّسلُّح بالطاقة هو المرغوب، أمران أساسيان في حياة كل إنسان، وبهما يتقدَّم إلى الأمام، وبفضلهما يُحقِّق المرغوب الذي يسعى إليه ويبحث عنه بشغف كبير.
لِتَكُنْ نظرتك إيجابية وعازمة وفاعلة، ومَتِّع الآخرين بها، اجعلهم يستلهمون منك النجاح والإنجاز، لا تترك خلفك إلا الخير، واجعل سيرتك الطيِّبة والخيِّرة خيرَ لسانٍ ناطق عنك، فالحياة وجهة نظر، إذا منحتها الأمل والإشراق، أضاءت فُؤادك، وإذا كُنت معها مجافيًا ومدبرًا، أدبرت عنك، وولَّت بوجهها عن وجهك.
____________________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش