الإيمان أكبر علوم الحياة
الإنسان لا يَقْوَى على مواجهة ما تلِده له الأيام من مزعجاتٍ، وما يأتي به الزمن من فواجعَ، مهما كان مستواه المعرفي، ومكانته في المجتمع، وقوته المالية والبدنية.
الإنسان لا يَقْوَى على مواجهة ما تلِده له الأيام من مزعجاتٍ، وما يأتي به الزمن من فواجعَ، مهما كان مستواه المعرفي، ومكانته في المجتمع، وقوته المالية والبدنية.
فكمْ مِن شخصٍ تنزل به نازلة يضيق منها ذَرْعًا، وتصغُر من أجلها الدنيا في عينيه، ويظن أن الأبواب كلها مغلقة في وجهه، فيريد الخلاص مما نزل به ولو كان مقابل حياته، فيُقْدِم على الانتحار!
لكنْ هناك شيءٌ واحدٌ يجعل الإنسان ثابتًا في وجه كل الأحداث، لا يضجَر، ولا يمَلُّ، ولا تُغلَق الأبواب في وجهه مهما نزل به؛ هذا الشيء هو الذي تحتاجه أمَّتُنا اليوم؛ فهي أمَّةٌ مكلومة كثُرت فيها الهموم، والأحزان، والمصائب، هذا الشيء ليس شيئًا بعيدًا عن قاموس ألفاظنا، فنحن نعرفه>
إنه الإيمان، الذي ينبغي أن نغرس معناه الحقيقي في نفوس أطفالنا، وأن نعلمهم إياه؛ فهو أكبر علوم الحياة؛ قال الأديب الرافعي رحمه الله: "والإيمان وحده هو أكبر علوم الحياة، يبصرك إن عميتَ في الحادثة، ويهديك إن ضللتَ عن السَّكِينة، ويجعلك صديقَ نفسك، تكون وإياها على المصيبة، لا عدوها، تكون المصيبة وإياها عليك، وإذا أخرجت الليالي من الأحزان والهموم عسكرَ ظلامها لقتالِ نفسٍ أو محاصرتها، فما يدفع المالُ، ولا تَرُدُّ القوة، ولا يمنع السلطان، ولا يكون شيء حينئذٍ أضعف من قوة القويِّ، ولا أضْيعَ من حيلة المحتال، ولا أفقرَ من غِنى الغنيٍّ، ولا أجهل من علم العالم، ويبقى الجهد والحيلة، والقوة والعلم، والغِنى والسلطان للإيمان وحده؛ فهو يكسِر الحادث ويقلِّل من شأنه، ويؤيِّد النفس ويضاعِف من قوتها، ويردُّ قدر الله إلى حكمة الله، فلا يلبث ما جاء أن يرجع، وتعود النفس من الرضا بالقدر والإيمان به، كأنما تشهد ما يقع أمامها لا ما يقع فيها".
[وحي القلم (1 /226)، ط: المكتبة العصرية، 1427ه - 2006م].
_____________________________________________
الجيلالي نمير
- التصنيف: