الغش غير الممنوع
سهام علي
قال صلى الله عليه وسلم: " «من غش فليس منا» "
الراوي : أبو هريرة (المصدر : الجامع الصغير رقم [8860])
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
قال صلى الله عليه وسلم: " «من غش فليس منا» "
الراوي : أبو هريرة (المصدر : الجامع الصغير رقم [8860])
والغش هنا بمعنى الخداع، والخداع خلق يأباه الإسلام وقد استشعرنا هذا المصطلح وقت الاختبارات، فاطلقناه على من ينقل إجابة الآخرين بعد أن يسترق النظر إلى أوراقهم، فلا يُعبر عن حقيقة مستواه العلمي وبذلك يكون خداع للمجتمع عندما يخرج إلينا طبيب غاش ليقتل المرضى أو مهندس مخادع أو مدرس كذلك لينهار المجتمع بأسره.
وقد أعجبتني جدًا مقولة على منصات التواصل تنصح أن يركز كل مرء على تصرفاته وأفعاله لأننا كلنا في اختبار ويجب أن ينشغل كلٌ بورقته لا بورق الآخرين.
وطبعا المقصود بهذا أن ينشغل الإنسان بتقييم نفسه وتقويمها وليس تقييم وتقويم الآخرين.
لكن ما المسموح به حتى يباح لنا النظر في ورق الآخرين ؟
نعم إنه الاقتداء، فحين أريد أن أُحسن من نفسي وأرقى بها انظر لأجمل وأروع ما في ورقة الآخر، وهنا الغش بمعنى التقليد جائز بل ومطلوب ومحبوب، فكم من الأفعال الجميلة التي تصدر عن الآخرين ويغبطه عليها الناس.
ولِما الغبطة والإنسان ما زال حيًا؟
كل ما عليه هو أن يبذل جهده للتشبه بالصالحين في الجانب الإيجابي من حياتهم.
فما أسرع أن يمر العمر والفائز بحق من يلحق بركب المفلحين.
و قد أحزنني وفاة إحدى الممثلات التي كنت اتوسم فيها الخير واتوقع لها حسن الخاتمة وقد قيل بالفعل أنها كانت تتمنى الاعتزال والتوبة والاحتجاب اقتداءً بممثلة سابقة ماتت على توبة إلا أن هذا كان أحد النواقيس التي تنذر أن طول الأمل لن يؤخر الأجل وأن النية الطيبة لا تكفي وإنما سرعة المبادرة.
وفي المقابل عندما يرى المرء ما يسوؤه من آخر فبدلًا من اغتيابه وانتقاده هوالبعد التام عن محاولة التشبه به فكما قال صلى الله عليه وسلم
:" «من تشبه بقوم فهو منهم» "الراوي : عبد الله بن عمر (المصدر : سنن أبي داود رقم [4031])
بل عليه نصحه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
فالنظر وقتها في ورقة الآخر لينتقي الأطيب ويبتعد عن الخبيث نسأل الله الهدى والرشاد.