(الكذب)
هناك الكثيرَ مِن الناس يختَلق القصص على نحوٍ مُستمرٍّ وثابت؛ لأجلِ مصْلحته الشخصية، ولا يدْري ماذا هو فاعلٌ بنفسه، فإنَّه يجرُّها إلى الهَلاكِ، بتصوُّره الشَّخْصي أنَّه شيءٌ مُفيد للغاية.
إنَّ عادةَ الكذب مَقيتة، وتشمئزُّ منها القلوبُ الصافية؛ بحيث إنَّ هناك الكثيرَ مِن الناس يختَلق القصص على نحوٍ مُستمرٍّ وثابت؛ لأجلِ مصْلحته الشخصية، ولا يدْري ماذا هو فاعلٌ بنفسه، فإنَّه يجرُّها إلى الهَلاكِ، بتصوُّره الشَّخْصي أنَّه شيءٌ مُفيد للغاية.
ذلك الكذِب غير المُجدي، نُلاحِظه في مُجتمعاتنا الإسلامية، وبالذات العربيَّة منها؛ لأنَّ المسلِمين فقَدوا رُوحَ الإسلام - إلا مَن رَحِم الله - ولَم يَتَبَقَّ شيءٌ سوى واجباتٍ نُؤدِّيها، لإرضاءِ مَن؟ هل لإرضاءِ الله، أم لإرضاء أنفسِنا؟!
وهذا دليلٌ على الفشل؛ لأنَّ بالكذب وعدم الصدق لا يَستطيع أيُّ أحد أن يُنقِذ حتى نفسَه، فكيف بالآخَرين؟!
وبالتأكيد أنَّ هذه الصفةَ السيِّئة تجرُّ إلى غيرِها، وهكذا إلى أن يفقدَ المجتمعُ الطباعَ الإيجابيَّة، وينجرف نحوَ الهاوية، ويُصبح مُجتمعًا غيرَ قادرٍ على البِناء، وطبعًا هذا الأمرُ ليس طبيعيًّا، بل هو اضطرابٌ نفْسي قدْ يكونُ الإنسان قد تَربَّى عليه منذُ الصِّغر، وطُبِع في دِماغه، فكيف به وهو إنسانٌ ناضِج يُغيِّر ما تربَّى عليه، إلا بمُجاهدةِ النَّفْس، وهذا شيءٌ صعب جدًّا، لكن الشخص الذي يُريد أن يُغيِّر مِن حياته الماضية نحوَ حياة ناجِحة، يجب عليه أن يُغيِّر ما بداخِله، ويُمزِّق أوراقَه التي كادتْ أن تعصِف به نحوَ الانْحِراف.
______________________________________________________
الكاتب: د. آيات يوسف صالح
- التصنيف: