الرافضة والشيعة تاريخ وحقائق 2
ملفات متنوعة
- التصنيفات: الفرق والجماعات الإسلامية -
الرافضة والشيعة تاريخ وحقائق 2
الكـاتب: عبد اللّه شاكر الجنيدي
المختار الإسلامي
الحلقة الثالثة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد تحدثت في العدد الماضي عن أحق الناس بالخلافة بعد النبي عند الشيعة الرافضة، وعصمة الأئمة عندهم، وفي هذا العدد نتحدث عن عقيدة الشيعة الرافضة في أصحاب رسول اللَّه:
أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابي على كل من روى عن النبي حديثًا، أو كلمة، ويتوسعون حتى يعدوا من رآه ولو مرة واحدة من الصحابة، وذلك لشرف منزلة النبي وقد اختلف في تعريف الصحابي على أقوال؛ منها ما قاله البخاري رحمه الله: "ومن صحب رسول اللَّه، أو رآه فهو من أصحابه".
وقد ذكر ابن حجر أن تعريف البخاري هذا هو أولى التعريفات إلا أنه قيده بقيد وهو "ومات على ذلك"، حتى يخرج من ارتد، وعليه فقد عرَّف الصحابي بقوله: "وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي رسول اللَّه مؤمنًا ومات على الإسلام، فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن لم يره لعارض كالعمى".
وبهذا يظهر لنا مكانة صحابة النبي ومنزلتهم من الدين، فهم قوم اختصهم اللَّه بصحبة نبيه، وقد أثنى عليهم وزكاهم، وأخبر برضاه عنهم في آيات من كتابه، وذلك كقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُْ} [التّوبَة:100].
وقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفَتْح:18].
وقال سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفَتْح:29].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي: « » (الراوي:أبو هريرة، المحدث:مسلم خلاصة حكم المحدث: صحيح).
هذا شيء يسير مما قاله رب العالمين ورسوله الأمين في شأن صحابة خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد ذهب جميع أهل السنة إلى ذلك، فأثنوا على جميع الصحابة خيرًا، وترضوا عنهم، ولم يتكلموا في عرض واحد منهم.
قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله: "ومن الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة ذكر محاسن أصحاب رسول اللَّه كلهم أجمعين، والكف عن ذكر مساوئهم والخلاف الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول اللَّه أو أحدًا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث، مخالف لا يقبل اللَّـه منه صرفًا ولا عدلًا، بل حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة".
وقال ابن حجر العسقلاني: "اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شرذمة من المبتدعة".
وقال ابن حجر الهيثمي: "اعلم أن الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة، أنه يجب على كل مسلم تزكية جميع الصحابة بإثبات العدالة لهم، والكف عن الطعن فيهم، والثناء عليهم، ثم نقل قول أبي زرعة: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول اللَّه فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول اللَّه حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدَّى إلينا ذلك كله الصحابة، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به ألصق، والحكم عليه بالزندقة والضلال والكذب والفساد هو الأقوم الأحق".
وقد ذكر نحو هذا الإجماع من أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري، ومع إجماع المسلمين على ما ذكرته عن الصحابة خالف الروافض في ذلك وطعنوا عليهم طعنًا شديدًا، متبرئين منهم، فخالفوا بذلك إجماع المسلمين، وقالوا بما لم يقله أحد من الأمم السابقة في أتباع أنبيائهم، فكانوا بذلك شرًا من اليهود والنصارى، وقد ذكر ابن تيمية عن الإمام التابعي الجليل أبي عمرو عامر بن شراحيل الشعبي أنه قال: "فضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين سئلت اليهود من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسُئلت النصارى من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى، وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد، أُمروا بالاستغفار لهم فسبوهم، فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا تثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة، ولا تُجاب لهم دعوة، دعوتهم مدحوضة، وكلمتهم مختلفة، وجمعهم متفرق، كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها اللَّه".
وبعد هذا العرض والبيان، أود أن أسوق هنا بعض ما قاله الرافضة القدامى والمحدثون في صحابة النبي من كتبهم ليقف القارئ على معتقدهم ونظرتهم إلى خير الناس بعد الأنبياء؛ وليعرف مدى مخالفتهم للمسلمين، وأحب أن أنبه هنا إلى أنه لا يخلو مصنف من مصنفاتهم فيما وقفت عليه في مسألة الإمامة ونحوها، إلا وفيه من التكفير والسب واللعن للصحابة الكرام رضي الله عنهم.
يقول القمي والصافي في تفسيرهما عن الصادق: "لما أقام رسول اللَّه يوم غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين وهم أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة، وسالم مولى أبي حذيفة، والمغيرة بن شعبة، قال عمر: أما ترون عينه كأنما عين مجنون، يعني نبي الساعة يقوم ويقول: قال لي ربي، فلما قام، قال: أيها الناس، من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللَّه ورسوله، قال: اللهم فاشهد، ثم قال ألا من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، فنزل جبرائيل وأعلم رسول اللَّه بمقالة القوم، فدعاهم وسألهم، فأنكروا وحلفوا، فأنزل اللَّه: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ} [التّوبَة:74]. ولا يجد المسلم أمام هذا الكلام إلا أن يبرأ إلى اللَّه منه ومن قائليه، كما لا يحتاج النص السابق إلى التعليق عليه وبيان ما فيه من ضلال، غير أني أقول إنه في الحقيقة طعن على النبي.
يقول الإمام ابن القيم: "وأما الرافضة فقدحهم وطعنهم في الأصل الثاني وهو شهادة أن محمدًا رسول اللَّه، وإن كانوا يظهرون موالاة أهل بيت الرسول ومحبتهم، قال طائفة من أهل العلم منهم مالك بن أنس وغيره هؤلاء قوم أرادوا الطعن في رسول اللَّه فلم يمكنهم ذلك، فطعنوا في الصحابة ليقول القائل رجل سوء كان له أصحاب سوء ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين".
وإلى جانب موقف هؤلاء من عموم الصحابة فقد طعنوا أيضًا في بعض آل بيت النبي وتناولوهم بالتكفير، كعم النبي العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- حتى قالوا بأنه نزل فيه قول اللَّه تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسرَاء:72]. بل نفى بعضهم أن يكون للنبي بنات سوى فاطمة رضي الله عنها.
يقول حسن الأمين الشيعي: "ذكر المؤرخون أن للنبي أربع بنات، ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلًا على ثبوت بنوة غير الزهراء -رضي الله عنها- منهن، بل الظاهر أن البنات الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد".
وبعد هذا أتساءل فأقول: هل يحب رسول اللَّه وآل بيته من يقول هذا الكلام؟ كلا، ثم كلا، ولذلك أحسن وأجاد الشيخ إحسان إلهي ظهير في قوله: "إن الشيعة لم يكونوا يومًا من الأيام محبين لأهل البيت ومطيعين لهم، بل ثبت ذلك بنصوص الكتب الشيعية أنهم لم ينشئوا ولم يوجدوا من أول يوم إلا لإفساد العقائد الإسلامية الصحيحة ومخالفتها، ولإضرار المسلمين وسبهم وشتمهم، وإهانة أعيانهم وأسلافهم، وعلى رأسهم حامل الشريعة الحنيفية البيضاء، إمام هذه الأمة المجيدة وأصحابه، وتلامذته ونوابه الراشدين، وأهل بيته الطيبين".
أفعال منكرة تنبئ عن حقد الرافضة على الخلفاء الثلاثة:
وفي يوم عاشوراء يفعلون أفعالًا منكرة تنبئ عن حقد في قلوبهم على الخلفاء الراشدين، فبعضهم يصنع ثلاثة تماثيل، ويملأ بطونها بالعسل، ويسمي أحدها أبا بكر، والثاني عمر، والثالث عثمان، ثم يبقرون بطونها بسكين، فيسيل منها العسل فيصفقون فرحًا بأخذ الثار لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من تماثيل العجين، وتجد آخرين منهم يأتون بسخلة الذكر أو الأنثى من ولد الضأن والمعْز ساعة يولد فيسمونها عائشة، ثم يبدأون بنتف شعرها، وينهالون عليها ضربًا بالأحذية حتى تموت، ثم يأتون بكلب فيسمونه عمر، ثم ينهالون عليه ضربًا بالعصى ورجمًا بالحجارة حتى يموت.
ولم يرجع أحد من الروافض عن هذا المعتقد، وأقوالهم وأفعالهم شاهدة عليهم، فالخميني مع عمله بمبدأ التقية يتجاهل حكومة الخلفاء الراشدين الثلاثة الذين سبقوا عليًّا، ولا يشير إلا إلى حكم الرسول وحكم علي -رضي الله عنه-، وفي ذلك يقول: "لقد ثبت بضرورة الشرع والعقل أن ما كان ضروريًّا أيام الرسول وفي عهد الإمام أمير المؤمنين من وجود الحكومة لا يزال ضروريًّا إلى يومنا هذا".
فهم لا يعتبرون ولا يعترفون بخلافة الراشدين السابقين الثلاثة، وكيف يعتبرونها وهم يلعنونهم ويكفرونهم؟ كما قال الخميني أيضًا عن حكومة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-: "ولم تكن حكومة معاوية تمثل الحكومة الإسلامية، أو تشبهها من قريب ولا بعيد".
وإلى اللقاء في العدد القادم بإذن الله تعالى حول عقيدة الشيعة الرافضة في القرآن الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.