فوائد مختصرة من كتاب النكاح-3
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
فوائد مختصرة من كتاب النكاح من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين(3)
- التصنيفات: الفقه وأصوله -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذ الجزء الثالث من فوائد مختصرة من كتاب النكاح, من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام, بشرح بلوغ المرام, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- متفرقات:
& الواصلة: التي تصل شعرها بشعر آخر تطويلًا لشعر الرأس.
& المستوصلة التي تطلب من يصل شعرها, فالواصلة هي الفاعلة, والمستوصلة المفعول بها.
& الباروكة...الظاهر لي: أنها تدخل في الوصل, لأنها إذا لبست هذا على رأسها وتدلى الشعر الذي في هذه الباروكة فإن الناظر إليه يظنه شعرًا.
& الوشم: أن تغرز المرأة جلدها بإبرة حتى يبرز الدم, ثم تحشو هذا المكان بكحل أو نحوه فإذا فعلت ذلك ثم تلائم الجلد عليه بقيت هذه الصبغة دائمًا.. ويختلف النساء في الوشم فمنها من تشمه على صورة النخلة أو صوره أسد. والحديث يعم أي وشم
& المستوشمة: هي التي تطلب من يشنها فتعل هذا.
& الوصل والوشم من كبائر الذنوب, للعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله, واللعن لا يكون إلا على كبيرة من الكبائر.
& لعن النبي عليه الصلاة والسلام هاتين المرأتين لأنهما حاولتا مضادة الله في حكمه القدري حيث أرادتا أن تكملا أنفسهما فالأولى تكمل الشعر والثانية تكمل الجلد بهذه النقوش فلهذا استحقت كل واحدة منهما اللعنة وهي الطرد والإبعاد عن رحمه الله
& من حاول أن يجمل غيره نفسه بخلاف خلق الله فإنه داخل فيمن غيّر خلق الله, وهو من أوامر الشيطان.
& إذا غيّر خلق الله إزالة للعيب فإن هذا لا بأس به, ولا يدخل في النهي, كما لو كان في الإنسان أصبع زائد, فأراد أن يزيلها فإن له ذلك.
& إذا كان الشقاق من طرف واحد, فلا حاجة إلى إقامة الحكمين, والحكمان إنما يكونان فيما إذا كان الشقاق من الطرفين.
& كفر العشير معصية, وإذا أصرت المرأة عليه صار من الكبائر.
& الشرع والعقل يدل على أنه إذا كان الضرب سببًا للاستقامة والتقويم فإنه لا بأس به, لكن الممنوع هو الضرب الموجع المؤلم أو الجارح, أو الضرب الذي لا يناسب الحال, كضرب المرأة ضرب العبد.
& للإنسان أن يجلد امرأته, وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن جلد المرأة مطلقًا إنما نهي عن جلد خاص, وهو جلد العبد, وقد دلّ على أن الرجل له أن يضرب امرأته الكتاب والسنة.
& المرأة ناقصة العقل, وناقصة الدين, فإذا لم تضرب عند الحاجة فإنها لن تستقيم, فلا بد من الضرب إذا كانت لا تستقيم إلا به.
& الملائكة عالم غيبي, خلقهم الله عز وجل من نور, ليقوموا بعبادته, وهم صُمد, لا يأكلون ولا يشربون, لأنهم لا يحتاجون إلى أكل ولا شراب,...يسبحون الله الليل والنهار, ويفعلون ما يؤمرون, أعطاهم الله قوة وسمعًا وطاعة.
& وظائف الملائكة متعددة...يوجد ملائكة حفظة, يسمون: المعقبات, لأنها يعقب بعضها بعضًا.
& الإنسان يحيط به ملائكة يحفظونه من أمر الله, ويحيط به شياطين يأتون من كل جانب...فاستحضر يا أخي أن الملائكة تحفظك من هؤلاء الشياطين, لتزداد قوة, وتزول عنك الوحشة, ولا تخضع ولا تذل وتخف من الشياطين.
& بعض الناس تغلبه الشياطين, وينسى الملائكة الذين يحفظونه, فتجده في وحشة, وربما يدخله الشيطان من الوحشة, فيقشعر جلده ويفز, وحينئذ يكون سببًا لدخول الجني فيه فإذا شعر الإنسان بأن عنده ملائكة يحفظونه من أمر الله اطمأن.
& لا شك أن كثرة النسل عز للأمة, وأما قول من قال: إن كثرة النسل سبب لضائقة اقتصادية...فهؤلاء مع سوء ظنهم بالله عز وجل قد يبتلون, بأن يضيق الله عليهم الرزق...ولو اعتمدوا على الله لوجدوا أن الرزق ينفتح عليهم كلما كثر أولادهم
& الإنسان إذا اعتمد على الله فالله تعالى هو الذي يتكفل بالرزق, فأنا لست أرزق أولادي, بل الذي يرزقهم الله عز وجل, لكن اُصدق الاعتماد على الله سبحانه وتعالى يرزقك.
& ينبغي للإنسان أن يراعي قلوب الناس, فإذا انكسر قلب شخص فليحرص على جبره بما استطاع, لأن في هذا فضلًا عظيمًا, والإنسان ينبغي له أن...يجبر قلوب من انكسرت قلوبهم, أولًا: إشفاقًا عليهم, وثانيًا: رجاء لفضل الله سبحانه وتعالى.
& رحمة الله سبحانه وتعالى, وأنه إذا كَسرَ من وجه جَبَرَ من وجه آخر, وهذه فائدة عظيمة يستفيد منها الإنسان في سلوكه مع الله أنه إذا كسره من وجه فلينتظر الجبر من وجه آخر, ولا ييأس من رحمة الله, وربما يأتي الجبر من وجه لم يخطر له على بال.
& حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام: وذلك بضرب الأمثال, لأن الأمثال المحسوسة تقرب المعاني المعقولة.
& من طرق تعليم العلم السؤال...لأن الإنسان إذا سُئل تأهبت نفسه لقبول ما يكون جاهلًا به, بخلاف ما إذا أخبر به رأسًا.
& من أسباب المحبة: إفشاء السلام...الهدية...الإحسان إلى الناس بالمال والبدن والجاه...تبادل الزيارات...عيادة المرضى...فهذه أسباب قد يكون لها موانع, فليس كل سبب يؤثر ويؤتي مفعوله.
& المحبة...الموانع إما أن تكون من الإنسان نفسه, أو من الله عز وجل, فيلقي الله عز وجل في قلب هذا الرجل عدم المحبة لشخص, ولو كان يفشي السلام معه, ولو كان يهدي إليه, ولو كان يزوره, لأن هذا شيء من الله عز وجل.
& المرأة _ كما هو معلوم _ ناقصة العقل, سريعة العاطفة, لو أن الرجل تملّق لها, أو ضحك في وجهها لجذبها, كما يجذب الخروف إلى المجزرة.
& المرأة...إذا كانت لا تصلح أن تكون ولية على نفسها في التزويج, فإنه لا يصح أن تكون ولية على غيرها في الحكم والإمارة, ولهذا لا يصح أن تكون المرأة أميرة, ولا يصح أن تكون قاضية تقضى على الناس عمومًا.
& المرأة...أن يحكّمها نساء في أمر بينهن فلا بأس, أو تكون مديرة لمدرسة نساء فلا بأس, لكن أن تكون لها إمرة على الرجل, أو على العموم فإن ذلك لا يصح شرعًا.
& المرأة...تتطيب بما ظهر لونه لا بما ظهر ريحه, لأن المرأة يحصل منها الفتنة إذا ظهر منها رائحة الطيب, لكن اللون يعطيها نوعًا من الجمال, ومعلوم أنها لن تكشف هذا الجمال إلا لزوجها ونسائها ومحارمها.
& الطِّيب...من الأعمال التي ترغب الرجل في أهله, والمرأة في زوجها.
& كشف الوجه في أول الإسلام كان جائزًا, فإن الحجاب لم يفرض إلا في السنة الخامسة أو السادسة, فكل حديث يدلُّ على أن المرأة تكشف وجهها عند الرجال الأجانب, فإنه يحتمل أن يكون قبل الحجاب.
& الشاب يطلق على من تجاوز البلوغ إلى ثلاثين سنة, وبعضهم قال: إلى أربعين سنة
& الغلام: اسم للذكر الصغير, والأنثى الصغيرة يقال لها: جارية.
& ينبغي البداءة في الخطبة _ ولو كانت عارضة _ بالحمد والثناء وهذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
& إذا كنت تصلى في الليل, ورأيت أنك تنعس فكف عن الصلاة, وارقد.
& الأرحام عند العامة هم أقارب الزوج أو الزوجة, ولكن اللغة العربية تسمى أقارب الزوج والزوجة أصهارًا.
& البركة هي: الخير الكثير الثابت.
& الإنسان إذا صبر ظفر.
& يذكر أن عمر بن الخطاب وأد ابنته, وهي قصة مشتهرة, لكن ليس لها أصل, لأن السند معضل غاية الإعضال, وبين عمر عشرات الواسطات, فلا تصحّ عنه.
& لا شك أن الحياء يقتضى ألا تكشف عورتك إلا لحاجة, والحياء من الإيمان, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
& ينبغي أن يعتنى بالصبيان بالتربية على أخلاق الإسلام وآدابه, بل قد نقول: إنه يجب أن يُربوّا على أخلاق الإسلام وآدابه, لأن الصغير إذا تربى على الشيء استمر عليه, ويصعب إذا كبر أن يربى على شيء لم يكن يعرفه من قبل.
& ليس من الحكمة أن يمنع الأستاذ من ضرب التلاميذ إذا دعت الحاجة إلى ذلك, لا سيما الصغار, فالصغير مهما نصحته فإنه لن يستفيد الفائدة المطلوبة, فإذا قلنا لا تضرب فمعناه أننا فتحنا له الباب أن يركب على رؤوسنا, وألا يهتم.
& ضرب الوجه أعظم إهانة من ضرب غيره, والإنسان يجد هذا في نفسه, فلو ضربك إنسان على وجهك صار هذا أشد مما لو ضربك على ظهرك.
& البصاق مكروه وعدوان, وهو عند بعض الناس أشد من الضرب, فلو ضربت الرجل كان أهون عليه من البصاق في وجهه.
& لا يجوز للأمة أن تبقى بلا سلطان...وهذه المسألة يوجد بعض الناس _ نسأل الله العافية _ لشدة غيرتهم, وقلة عقلهم يخلع بيعة الإمام ويقول: أنا لا أعترف بهذا السلطان أو لا أعترف بهذا الرئيس, أو ما أشبه ذلك, وحينئذ يموت ميتة جاهلية.
& يجب على المستشار أن يذكر عيوب من استُشير فيه, وهو إذا فعل ذلك يكون مأجورًا, مثابًا على ذلك ثواب الواجب, فلا يقول: أنا ما أريد أن أقطع رزقه, نقول: لا بأس, اقطع رزقه, ما دام في هذا نصيحة لأخيك المسلم فأنت مأجور.
& كم من إنسان سأل عن شخص فجعلوه فوق الثُّريّا وهو تحت الثرى, لا سيما في عصرنا الحاضر يوجد أناس يبيعون ذممهم والعياذ بالله بكل رخيص تسأله عن الرجل يقول هذا ما شاء الله...وهو في الحقيقة يهمل الجماعة ولا يأتي المسجد وأخلاقه سيئة
& إتيان الذكر الذكر...القول الراجح أنه يجب على ولي الأمر أن يقتل الفاعل والمفعول به. لكن بشرط. البلوغ, والعقل, والاختيار, فمن كان دون البلوغ فإنه لا يقتل, ولكن يعزر...فإن كان أحدهما بالغًا والآخر دون البلوغ فلكل حكمه.
& أذية الجار من كبائر الذنوب.
& نهى الشارع عن أكل لحوم كل ذي ناب من السباع لئلا يتأثر الإنسان بطبيعة السبع, فيكون مُحبًّا للعدوان.
& اليهود...من أشدّ الناس عتوًا وظلمًا وجهلًا وسفهًا, ولهم صفات ذميمة قبيحة من أقبح صفات الأمم, ونحيل القارئ إلى كتاب ابن القيم رحمه الله ( إغاثة اللهفان عن مصائد الشيطان ) سماهم الأمة الغضبية...وذكر فيها فوائد كثيرة.
& إذا كنت تريد أن تستعيذ فاستعذ قبل أن تقول: قال الله تعالى, لأنك إذا قلت: قال الله تعالى, ثم قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم صارت الاستعاذة من قول الله وليس الأمر كذلك.
& بركة البسملة, فالبسملة فيها بركة عظيمة, يدلك على بركتها أن الإنسان إذا سمى على الذبيحة حلَّت, وإذا لم يسمِّ حرمت, وإذا سمى على الأكل امتنع الشيطان عن مشاركته, وإذا لم يسمِّ شاركه الشيطان, والأمثلة كثيرة على هذا.
& الأسباب ليست مؤثرة بذاتها, ولكن بما أودع الله فيها من القوة المؤثرة, ولو شاء الله لسلب هذه الأسباب أثرها, أرأيتم النار فهي سبب للإحراق, وإذا أراد الله أن يسلبها هذا سلبها, فقد كانت النار على إبراهيم بردًا وسلامًا.
& المتأمل في أحوال البشر يجد أن أصح الناس فطرةً, وأقولهم ذكاءً, وأسدهم عقلًا هم العرب, ولا شك أن جنس العرب أفضل أجناس بني آدم, والدليل على ذلك أن أفضل الخلق منهم, وهم محمد صلى الله عليه وسلم.
& إذا كان الفرح بمعنى: البطر, والأشر, والاستعلاء على الخلق, ورؤية النفس والإعجاب بها فإن هذا مذموم, وإذا كان الإنسان يفرح بما أنعم الله عليه, وبفضل الله عليه فهذا محمود ولا يضر.
& السلف لا يسألون عن الشيء إلا من أجل أن يبنوا على هذا السؤال أحكامًا شرعية, خلافًا لما يعتاده كثير من الناس اليوم, يسألون للاطلاع فقط, ولهذا تجد بعض الناس يسأل هذا الرجل ويسأل الثاني والثالث...لمجرد أن ينظر ماذا عنده
& كل إنسان يحول بين الشخص وطاعة الله عز وجل وعبادة الله فإن فيها تشبهًا بالشيطان الذي يضل الناس.
& عائشة رضي الله عنها...من أبغض الناس عند الرافضة, يبغضونها بغضًا شديدًا, لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحبها أكثر من غيرها من نسائه.
& الإنسان إذا أعرض عن ذكر الله, واتبع هواه, نزع الله البركة من عمره والعياذ بالله لكنه إذا كان دائمًا متعلقًا بربه سبحانه وتعالى دائمًا يذكر الله...إن لم يذكره بلسانه ذكره بقلبه وإن لم يذكره بجوارحه ذكره بقلبه فهذا هو الذي يبارك الله في عمره.
& العمل بالقرائن ثابت شرعًا, وهو من أفضل ما يستعين به القاضي على معرفة المبطل, وإذا أوتي الإنسان فهمًا في هذه الناحية حصل له خير كثير.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ