العمل التطوعي أجر وثواب
العمل التطوعي من الأعمال التي حثَّ عليها الإسلام، ودعا إليها النبي ﷺ، فالعمل التطوعي ظاهرة اجتماعية تحقق الترابط والتآلُف والتآخي بين أفراد المجتمع
العمل التطوعي من الأعمال التي حثَّ عليها الإسلام، ودعا إليها النبي عليه الصلاة والسلام، فالعمل التطوعي ظاهرة اجتماعية تحقق الترابط والتآلُف والتآخي بين أفراد المجتمع حتى يكون كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى»؛ (رواه مسلم).
والعمل التطوعي من أهم الأعمال التي يجب أن يُعتنى بها، فكل إنسان ذكرًا كان أو أنثى مطالبٌ بعمل الخير بما يتناسب مع قدراته انطلاقًا من قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وقال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].
قال الحسن البصري رحمه الله: "لأن أقضي لأخ لي حاجةً أحبُّ إليَّ من أن أعتكف شهرين"؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 48، رقم 38).
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مُسلم يَغْرِسُ غَرْسا، أو يَزْرَعُ زَرْعًا، فيأكل منه طَير، أو إنسان، أو بَهِيمة، إلا كان له به صدقة»؛ (أخرجه البخاري ومسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم: «كل سُلامَى من الناس عليه صَدَقة، كل يوم تطلُع فيه الشمس، تعدل بين اثنين صدقة، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة»؛ (متفق عليه)، وقال صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت رجلًا يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين»؛ (رواه مسلم).
ولم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بابًا من أبواب الخير إلا دخله وساهم فيه أو حثَّ عليه، يدل على ذلك حديث نزول الوحي؛ كما ورد عن السيدة خديجة رضي الله عنها، وذلك أنه لما رأى جبريل عليه السلام ونزل عليه قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق: 1 - 3] "رجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زَمِّلوني فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر، فقال: «لقد خشيت على نفسي»، فقالت خديجة: "كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتَصِل الرَّحِم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"؛ (متفق عليه).
أسأل الله العظيم أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا من رواد العمل التطوعي، المخلصة أعمالهم لله، وعلى الصراط المستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد.
_______________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش
- التصنيف: