فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية من للعلامة العثيمين (2)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
فهذه فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- التصنيفات: الحديث وعلومه -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الصدقة بالمال الحرام, وبالمال المسروق:
& الصدقة بالمال الخبيث لا يقبلها الله عز وجل, لأنه لا يقبل إلا طيبًا...والطيب من الأموال: ما اكتسبت عن طريق حلال. وأما ما اكتسب عن طريق محرم فإنه خبيث...وكذا التصدق بالمال المسروق لا يقبله الله لأنه ليس بطيب
من مات ولم يزكّ:
من مات وهو لم يزكّ تهاونًا فهل تخرج الزكاة من ماله أم لا؟ الجواب: الأحوط والله أعلم أن الزكاة تخرج لأنه يتعلق بها حق أهل الزكاة فلا تسقط, لكن لا تبرأ ذمته, لأن الرجل مات على عدم الزكاة.
العمل الصالح:
& صالح العمل هو ما جمع بين: الإخلاص والمتابعة... ولهذا روي عن بعض السلف أنه قال: العمل الصالح ما كان خالصًا صوابًا, أي خالصًا لله صوابًا على شريعة الله
قوة الإيمان وكثرة الامتثال لأمر الله تعالى:
& كلما كان الإنسان أقوى إيمانًا كان أكثر امتثالًا لأمر الله عز وجل, وإذا رأيت في نفسك هبوطًا في امتثال الأوامر فاتهمها بنقص الإيمان وصحح الوضع قبل أن يستشري هذا المرض فتعجز عن الاستقامة فيما بعد.
الشك والقلق:
& الدين الإسلامي لا يريد من أبنائه أن يكونوا في شك ولا قلق, لقوله: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك »
& إذا أردت الطمأنينة والاستراحة فاترك المشكوك فيه واطرحه جانبًا, لا سيما بعد الفراغ من العبادة حتى لا يلحقك القلق
احفظ الله يحفظك:
&احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه, وكذلك أن تتعلم من دينه ما تقوم به عبادتك ومعاملاتك وتدعو به إلى الله...يحفظك الله في دينك وأهلك ومالك ونفسك...وأهم هذه الأشياء هو أن يحفظك في دينك ويسلمك من الزيغ والضلال
& من أضاع دين الله فإن الله يضيعه ولا يحفظه.
احفظ الله تجاه تجاهك:
& يعني تجد الله عز وجل أمامك يدلك على كل خير, ويقربك إليه, ويهديك إليه, ويذود عنك كل شر.
إذا سألت فاسأل الله عز وجل:
& إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عز وجل ولا تسأل المخلوق شيئًا, وإذا قدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عز وجل لو شاء منعه من إعطائك سؤالك فاعتمد على الله تعالى.
إذا استعنت فاستعن بالله:
& إذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب العون إلا من الله عز وجل لأنه هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض, وهو يعنيك إذا شاء, وإذا أخلصت الاستعانة بالله وتوكلت عليه أعانك.
الصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا عملوا:
& الصحابة رضي الله عنهم إذا علموا الحق لا يقتصرون على مجرد العلم بل يعملون وكثير من الناس اليوم يسألون عن الحكم فيعلمونه ولكن لا يعملون به, أما الصحابة رضي الله عنهم فإنهم إذا سألوا عن الدواء استعملوا الدواء, فعملوا.
& الحياء هو عبارة انفعال يحدث للإنسان عند فعل ما لا يجمله ولا يزينه فينكسر ويحصل الحياء.
& الحياء نوعان: الأول: الحياء فيما يتعلق بحق الله عز وجل فيجب أن تستحي من الله عز وجل أن يراك حيث نهاك, أو أن يفقدك حيث أمرك. الثاني: الحياء من المخلوق بأن تكفّ عن كلّ ما يخالف المروءة والأخلاق.
& الحياء منه غريزي طبيعي...فبعض الناس يهبه الله عز وجل حياءً, فتجده حييًا من حين الصغر, لا يتكلم إلا عند الضرورة, ولا يفعل شيئًا إلا عند الضرورة لأنه حيي.
& الحياء منه مكتسب يتمرن عليه الإنسان, بمعنى أن يكون الإنسان غير حيي... فيصحب أناسًا أهل حياء وخير فيكتسب منهم. والأول أفضل وهو الحياء الغريزي.
& الحياء خلق محمود إلا إذا منع ما يجب, أو أوقع في محرم, فإذا منعه ما يجب فإنه مذموم كما لو منعه الحياء من أن ينكر المنكر مع وجوبه, فهذا حياء مذموم, أنكر المنكر ولا تبال, ولكن بشرط أن يكون ذلك واجبًا وعلى حسب المراتب والشروط
الشكر طاعة المنعم:
& ليس كل من قال: الشكر لله, والحمد لله يكون شاكرًا حتى يعمل صالحًا, ولهذا قال بعض الفقهاء: الشكر طاعة المنعم, أي القيام بطاعته.
الخُلق الحسن:
& قال بعضهم الخلق الحسن: كف الأذى, وبذل الندى, والصبر على الأذى.
& العجيب أن الخلق الحسن يُكسب الإنسان الراحة والطمأنينة, وعدم القلق لأنه مطمئن من نفسه في معاملة غيره.
من أسباب إجابة الدعاء, ومن أسباب ورده:
& من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله تعالى بالربوبية لقوله: ( يا رب, يا رب ) ولما سمع بعض السلف داعيًا يقول: يا سيدي, فقال: لا تقل يا سيدي, قل ما قالت الرسل: " يا رب." وذلك لأن العدول عن الألفاظ الشرعية غلط.
& التحذير البالغ من أكل الحرام, لأن أكل الحرام من أسباب رد الدعاء, وإن توفرت أسباب الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فأني يستجاب لذلك »
الصلاة نور:
& أي صلاة الفريضة والنافلة نور, نور في القلب, نور في الوجه, ونور في القبر, ونور في الحشر...وجرب تجد. إذا صليت الصلاة الحقيقية التي يحضر بها قلبك وتخشع جوارحك تحس بأن قلبك استنار وتلذذ بذلك غاية الالتذاذ.
الصدقة برهان:
& أي دليل على صدق إيمان المتصدق. وجه ذلك: أن المال محبوب للنفوس, ولا يبذل المحبوب إلا في طلب ما هو أحبُ, وهذا يدل على إيمان المتصدق, ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة برهانًا.
الحرية:
& الحرية حقيقة هي القيام بطاعة الله عز وجل وليس إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراد.
& قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشـــــــيطان
فكل إنسان يفرُّ من عبادة الله فإنه سيبقى في رق الشيطان.
& التعبير بكلمة الاستقامة على الإنسان المتمسك بالدين:
& التعبير بكلمة الاستقامة, دون التعبير المشهور عند الناس الآن بكلمة الالتزام, فإن الناس اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين قالوا: فلان ملتزم, والصواب أن يقال: فلان مستقيم كما جاء في القرآن والسنة.
رسالة فضائل القرآن للحافظ ابن كثير رحمه الله:
& القرآن الكريم له فضائل عظيمة, وممن كتب في فضائله ابن كثير رحمه الله, رسالة سماها فضائل القرآن, وهي مفيدة.
النبي علية الصلاة والسلام أُعطي جوامع الكلم:
& النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي جوامع الكلم, حيث جمع كل الدين في كلمتين: (( آمنتُ بالله, ثم استقم ))
& النبي صلى الله عليه وسلم أعطى جوامع الكلم, يتكلم بالكلام اليسير, وهو يحمل معاني كثيرة, لقوله: «البرُّ حسن الخلق» كلمة جامعة مانعة.
من طال عمره:
& الصحابة رضي الله عنهم الذين عاشوا طويلًا وجدوا من الاختلاف والفتن والشرور ما لم يكن لهم في الحسبان.
& الواقع أن من طال عمره رأى اختلافًا كثيرًا.
& جميع البدع ضلالة ليس فيها هدى بل هي شر مخض وإن استحسنها من ابتدعها فإنها ليست حسنى, بل ولا حسنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « كلُّ بدعة ضلالة » ولم يستثنِ النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا.
الصوم جُنّة:
الصوم جنة, أي مانع يمنع صاحبه في الدنيا, ويمنع صاحبه في الآخرة, أما في الدنيا فإنه يمنع صاحبه من تناول الشهوات الممنوعة في الصوم...وأما في الآخرة فهو جُنّة من النار, يقيك من النار يوم القيامة.
الإمام النووي رحمه الله:
& لا نشك أن الرجل ناصح, وأنه له قدم صدق في الإسلام....وهو رحمه الله مجتهد, والمجتهد قد يخطئ ويصيب, وقد أخطأ رحمه الله في مسائل الأسماء والصفات, فكان يؤول فيها, لكنه لا ينكرها.
& مثل هذه المسائل التي وقع منه رحمه الله خطأ في تأويل بعض النصوص الصفات إنه لمغمور بما له من فضائل ومنافع جمة...وأرجو أن يكون من الخطأ المغفور, وأن يكون ما قدمه من الخير والنفع من السعي المشكور.
& رحمه الله أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة, فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟ نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع, لأنه في الحقيقة متأول والمتأول إذا أحطأ مع اجتهاده فله أجر, فكيف نصفه بأنه مبتدع, وننفر الناس منه.
مؤلفات الإمام النووي رحمه الله:
& الحافظ النووي رحمه الله...الظاهر والله أعلم أنه من أخلص الناس في التأليف, لأن تأليفاته رحمه الله انتشرت في العالم الإسلامي...وكتبه مشهورة مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته, فإن قبول الناس للمؤلفات من الأدلة على إخلاص النية
& ألف مؤلفات كثيرة من أحسنها: الأربعون النووية...هذه الأربعون ينبغي لطالب العلم أن يحفظها, لأنها منتحبة من أحاديث عديدة...فهي في أبواب متفرقة متنوعة.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ