السلفية ليست بأحدكم من أب ولا أم
محمد بن شاكر الشريف
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
السلفية ليست بأحدكم من أب ولا أم
محمد بن شاكر الشريف.
البيان
السلفي منسوب إلى السلف الصالح، والسلف من تقدمك، والسلف الصالح هم أهل القرون الثلاثة المفضلة، وهم: (الصحابة والتابعون وتابعوهم) ولا يستحق أحد النسبة إليهم إلا أن يكون على طريقتهم ونهجهم في الإيمان والشريعة، فمن كان على منهج الصحابة والتابعين في الإيمان وفي التزام الشريعة فهو سلفي أيًا كان اسمه ورسمه، ولا يحتاج لشهادة من جماعة ولا من شيخ حتى ينسب للسلفية، ومن لم يكن كذلك فليس بسلفي وإن ظهر بسمت السلفيين وشهد له بذلك الشهود.
بعض المنسوبين للسلفية يتعامل معها على أنها شركة خاصة مملوكة له ولمن كان على طريقته، ومن ثم فهو يدخل فيها من يشاء ويخرج منها من يشاء، وبعض هؤلاء مع كل أسف مصابون بعاهات فكرية حتى يجعل السلفية هي مجموعة من الاختيارات الفاسدة، كمن يقول المتغلب الممكن هو الإمام سواء كان مسلمًا أو كافرًا، ثم يقول لو تغلب شنودة كان هو الإمام، وهناك من يجعل معيار السلفية الموافقة على بعض الأحكام الفقهية التي لا علاقة لها بالاعتقاد، فمن يقول مثلًا بجواز المظاهرات ولو كانت منضبطة بضوابط الشرع فليس بسلفي، ومن يقول بجواز الإنكار العلني على الحاكم ولو كان محكمًا للقوانين الوضعية تاركًا لحكم الشريعة فليس بسلفي وهكذا.. حتى كرّهوا السلفية لعوّام الناس مع أنه من يراجع مواقف علماء السلف مع حكام زمانهم يجد مواقف كثيرة ناصعة البياض.
أذكر منذ أكثر من 25 عاما أنني قابلت ذات يوم أحد زملاء الدراسة، وكنا وقتها من طلبة الدراسات العليا في الجامعة فقلت له: "سمتك يدل على أنك من الإخوان" فقال لي: "أنا سلفي بفهم الشيخ فلان.." فقلت: "سبحان الله مزقوا السلفية" فكل شيخ له سلفية وهذا من التفرق في الدين، وهو من أعظم ما ينهى عنه السلف.
فيا مشايخ الدعوة السلفية: السلفية ليست لأحد من الناس بأب ولا أم، وإنما هي اتباع منهج السلف الصالح والمضي عليه، وليس من ضمن ذلك ألا يخطئ السلفي أو لا يرتكب معصية فالسلفي ليس معصومًا لا في باب الفقه والتصور، ولا في باب الإرادة والعمل.
كثير من الناس يحلو لهم وصف من يخالفهم في بعض تصوراتهم أو اجتهاداتهم أنه ليس سلفيًا، فهل الذي يقال عنه أنه ليس سلفيًا، يقول بقول إحدى الفرق حتى لا يكون سلفيًا؟ هل يقول بقول الخوارج من التكفير بارتكاب المعصية؟ أم هل يقول بقول المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان معصية؟ أم يقول بقول الجهمية نفاة الصفات؟ أم يقول بقول الشيعة الذين يطعنون في أم المؤمنين الحصان الرزان، ويكفرون جمهور الصحابة؟ فليقل لنا الذي أخرج مخالفة من أتباع السلف: ما القول الذي قاله أو العمل الذي عمله حتى يقول عنه ذلك الكلام؟
سألني مرة أحد الإخوة فقال لي: "يا شيخ محمد هل أنت سلفي؟ فقلت له: "نعم ولا.. وكل جواب يناسب تصورك الخاص عن السلفية، فإن كنت تريد بذلك أني أنتمي إلى أهل السنة والجماعة أقول بأقوالهم وأتبع نهجهم في الفهم والاستنباط فنعم، وإن كنت تريد بذلك أني أنتمي إلى مجموعة من المجموعات التي احتكرت هذا الاسم لها ولمن يوافقها وتقوقعت داخل مجموعة من الاختيارات الفقهية لا تخرج عنها فلا".
في فترة السبعينات ظهرت سلسلة من الكتابات تحت اسم: (السلفيون يتحدثون) وكانت عبارة عن مؤلفات في مسائل فقهية فرعية لا يصح أن تكون عنوانًا على السلفية، وذلك كحكم التصوير الفوتوغرافي، ومن الغريب أنه نشر في هذه السلسلة كتابات لبعض من يخالف علماء السلف في مسائل كبيرة، وذلك لقوله في مسألة فقهية فرعية بالرأي الذي اختارته تلك المجموعة وكان هذا الشيخ الذي طبع له ضمن هذه السلسلة هو الشيخ محمد علي الصابوني.
لذلك أقول: "على كل إنسان وإن كان شيخًا كبيرًا أن يقدر قدر الكلمة التي تخرج من فيه، فإن الكلمة في هذا الظرف الذي تعيشه الحركة الإسلامية يتناوشها أعداؤها من كل جانب، لها تبعات ونتائج قد تكون مهلكة بحق جماعة المسلمين، ولنقتصد في استخدام هذه المفردة الطيبة إثباتًا ونفيًا".
محمد بن شاكر الشريف.
البيان
السلفي منسوب إلى السلف الصالح، والسلف من تقدمك، والسلف الصالح هم أهل القرون الثلاثة المفضلة، وهم: (الصحابة والتابعون وتابعوهم) ولا يستحق أحد النسبة إليهم إلا أن يكون على طريقتهم ونهجهم في الإيمان والشريعة، فمن كان على منهج الصحابة والتابعين في الإيمان وفي التزام الشريعة فهو سلفي أيًا كان اسمه ورسمه، ولا يحتاج لشهادة من جماعة ولا من شيخ حتى ينسب للسلفية، ومن لم يكن كذلك فليس بسلفي وإن ظهر بسمت السلفيين وشهد له بذلك الشهود.
بعض المنسوبين للسلفية يتعامل معها على أنها شركة خاصة مملوكة له ولمن كان على طريقته، ومن ثم فهو يدخل فيها من يشاء ويخرج منها من يشاء، وبعض هؤلاء مع كل أسف مصابون بعاهات فكرية حتى يجعل السلفية هي مجموعة من الاختيارات الفاسدة، كمن يقول المتغلب الممكن هو الإمام سواء كان مسلمًا أو كافرًا، ثم يقول لو تغلب شنودة كان هو الإمام، وهناك من يجعل معيار السلفية الموافقة على بعض الأحكام الفقهية التي لا علاقة لها بالاعتقاد، فمن يقول مثلًا بجواز المظاهرات ولو كانت منضبطة بضوابط الشرع فليس بسلفي، ومن يقول بجواز الإنكار العلني على الحاكم ولو كان محكمًا للقوانين الوضعية تاركًا لحكم الشريعة فليس بسلفي وهكذا.. حتى كرّهوا السلفية لعوّام الناس مع أنه من يراجع مواقف علماء السلف مع حكام زمانهم يجد مواقف كثيرة ناصعة البياض.
أذكر منذ أكثر من 25 عاما أنني قابلت ذات يوم أحد زملاء الدراسة، وكنا وقتها من طلبة الدراسات العليا في الجامعة فقلت له: "سمتك يدل على أنك من الإخوان" فقال لي: "أنا سلفي بفهم الشيخ فلان.." فقلت: "سبحان الله مزقوا السلفية" فكل شيخ له سلفية وهذا من التفرق في الدين، وهو من أعظم ما ينهى عنه السلف.
فيا مشايخ الدعوة السلفية: السلفية ليست لأحد من الناس بأب ولا أم، وإنما هي اتباع منهج السلف الصالح والمضي عليه، وليس من ضمن ذلك ألا يخطئ السلفي أو لا يرتكب معصية فالسلفي ليس معصومًا لا في باب الفقه والتصور، ولا في باب الإرادة والعمل.
كثير من الناس يحلو لهم وصف من يخالفهم في بعض تصوراتهم أو اجتهاداتهم أنه ليس سلفيًا، فهل الذي يقال عنه أنه ليس سلفيًا، يقول بقول إحدى الفرق حتى لا يكون سلفيًا؟ هل يقول بقول الخوارج من التكفير بارتكاب المعصية؟ أم هل يقول بقول المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان معصية؟ أم يقول بقول الجهمية نفاة الصفات؟ أم يقول بقول الشيعة الذين يطعنون في أم المؤمنين الحصان الرزان، ويكفرون جمهور الصحابة؟ فليقل لنا الذي أخرج مخالفة من أتباع السلف: ما القول الذي قاله أو العمل الذي عمله حتى يقول عنه ذلك الكلام؟
سألني مرة أحد الإخوة فقال لي: "يا شيخ محمد هل أنت سلفي؟ فقلت له: "نعم ولا.. وكل جواب يناسب تصورك الخاص عن السلفية، فإن كنت تريد بذلك أني أنتمي إلى أهل السنة والجماعة أقول بأقوالهم وأتبع نهجهم في الفهم والاستنباط فنعم، وإن كنت تريد بذلك أني أنتمي إلى مجموعة من المجموعات التي احتكرت هذا الاسم لها ولمن يوافقها وتقوقعت داخل مجموعة من الاختيارات الفقهية لا تخرج عنها فلا".
في فترة السبعينات ظهرت سلسلة من الكتابات تحت اسم: (السلفيون يتحدثون) وكانت عبارة عن مؤلفات في مسائل فقهية فرعية لا يصح أن تكون عنوانًا على السلفية، وذلك كحكم التصوير الفوتوغرافي، ومن الغريب أنه نشر في هذه السلسلة كتابات لبعض من يخالف علماء السلف في مسائل كبيرة، وذلك لقوله في مسألة فقهية فرعية بالرأي الذي اختارته تلك المجموعة وكان هذا الشيخ الذي طبع له ضمن هذه السلسلة هو الشيخ محمد علي الصابوني.
لذلك أقول: "على كل إنسان وإن كان شيخًا كبيرًا أن يقدر قدر الكلمة التي تخرج من فيه، فإن الكلمة في هذا الظرف الذي تعيشه الحركة الإسلامية يتناوشها أعداؤها من كل جانب، لها تبعات ونتائج قد تكون مهلكة بحق جماعة المسلمين، ولنقتصد في استخدام هذه المفردة الطيبة إثباتًا ونفيًا".