الحربُ عليكم واجبٌ إنساني!
وما يزالُ المُغفلون السُذج من جلدتنا يرونهم أهل خير وتسامُح ورُقي، ويعمَون عن التاريخ بل عن الواقع...
يقولُ بعضهم( لقد كان الاستعمارُ وفقًا لمُعظم الحداثيين أمرا ضروريا ليُساعد على التخلُّص من النماذج القديمة الهالكة وحملها على التقدّم)
وهكذا، فلسفوا الحروب الاستعمارية على أنها واجبٌ إنساني بعلة تمدين الشعوب وتحضيرها، وأطلقوا عليها( رسالة الرجل الأبيض، أو عبء الرجل الأبيض، أو الوِصاية المُستنيرة)
يعني هم مُحتسبون في ذلك!
هذا الخطاب شائعٌ عند أولئك المجرمين
نحن نحتل أراضيكم ونسرق أموالكم ونقتلكم من أجل الإنسانية ومن أجل حمايتكم من المُستبدين، بل حمايتكم من أنفسكم، ومن أجل الرُقي والحضارة
فإذا لم تقبل منظومتنا بالذوق سنفرضُها عليك رغما عنك ولو بالقوة والسلاح
لأننا أعلم منك بمصلحتك
علشان تموت وإنت مُتقدّم ومتحضّر!
يقول إيزنشتات: ( فالحربُ والإبادةُ الجماعية لم تكن ظاهرةً جديدة تماما في التاريخ ولكنها شهِدت تحولات جذرية وتزايدت شِدّتُها مؤديةً إلى ظهور أنماطا حديثة من البربرية)
وقال هانز: ( العُنفُ والحربُ هما من مكونات الحداثة بمثل ما هما من أصول نشأتها)
وقال ثيربورن: ( والحداثة التي ابتكرتْ الفرديّة وارتقتْ بها،رأفرزتْ القومية والشيوعية والفاشية أيضا، وكانوا جميعا أبناءها الشرعيين بدرجة متساوية، وكانوا جميعا في بيت العائلة، وهو الحداثة)
أولئك جميعا جمعوا مع الكفر بالله والصد عن سبيله: العُنصرية والعنف والوحشية
وما يزالُ المُغفلون السُذج من جلدتنا يرونهم أهل خير وتسامُح ورُقي
ويعمَون عن التاريخ بل عن الواقع
أذاقهم اللهُ جميعا بأسه