فوائد مختصرة من شرح العقيدة الواسطية للعلامة العثيمين (2)
فوائد مختصرة من شرح العقيدة الواسطية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الثانية من فوائد مختصرة من شرح العقيدة الواسطية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
محبة الله عز وجل, وأسبابها, وآثارها:
& محبة الله مرتبة عالية عظيمة, ووالله إن محبة الله لتشترى بالدنيا كلها, وهي أعلى من أن تحب الله, فكون الله يجبك أعلى من أن تحبه أنت...ولهذا قال بعض العلماء: الشأن كل الشأن في أن الله يحبك لا أنك تحب الله.
& المحبة لها أسباب كثيرة, منها: أن ينظر الإنسان من الذي خلقه؟ ومن الذي أمده بالنعم منذ كان في بطن أمه؟ ومن الذي أجرى إليك الدم في عروقك قبل أن تنزل الأرض إلا الله عز وجل؟ من الذي دفع عنك النقم...؟..هذا لا شك أنه يجلب المحبة
& محبة ما يحبه الله من الأعمال القولية والفعلية والقلبية, تحب الذي يحبه الله, فهذا يجعلك تحب الله.
& كثرة ذكر الله عز وجل, بحيث يكون دائمًا على بالك, حتى تكون كلما شاهدت شيئًا استدللت به عليه عز وجل, حتى يكون قلبك دائمًا مشعولًا بالله, معرضًا عما سواه, فهذا يجلب لك محبة الله عز وجل.
& إذا أحبك الله أحبتك الملائكة في السماء ثم يوضع لك القبول في الأرض فيحبك أهل الأرض, ويقبلونك, ويقبلون ما جاء منك وهذه من عاجل بشرى المؤمن.
التوكل:
& عرف بعض العلماء التوكل على الله بأنه: صدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار, مع الثقة به سبحانه وتعالى, وفعل الأسباب الصحيحة.
& صدق الاعتماد أن تعتمد على الله اعتمادًا صادقًا, بحيث لا تسأل إلا الله, ولا تستعين إلا بالله, ولا ترجو إلا الله, ولا تخاف إلا الله, تعند الله عز وجل بجلب المنافع ودفع المضار...فمن لم يعتمد على الله, واعتمد على قوته فإنه يُخذل.
يكيد الله عز وجل لكل من انتصر لدينه:
& يكيد الله عز وجل لكل من انتصر لدينه, فإنه يكيد له ويؤيده...وهذا من فضل الله عز وجل على المرء: أن يقيه شر خصمه على وجه الكيد والمكر على هذا الخصم الذي أراد الإيقاع به.
العفو والصفح:
& الفرق بين العفو والصفح: أن الإنسان قد يعفو ولا يصفح, بل يذكر هذا العدوان, وهذه الإساءة, لكنه لا يأخذ بالذنب, فالصفح أبلغ من مجرد العفو.
الفائدة المسلكية من الإيمان بأن القرآن كلام الله رب العالمين:
& إذا علمنا أن هذا القرآن تكلم به رب العالمين, أوجب لنا تعظيم هذا القرآن واحترامه وامتثال ما جاء فيه من الأوامر, وترك ما فيه من المنهيات والمحذورات, وتصديق ما جاء فيه من الأخبار عن الله تعالى وعن مخلوقاته السابقة واللاحقة
بركة القرآن العظيم:
& مبرك في آثاره العظيمة, فقد جاهد به المسلمون بلاد الكفر...المسلمون فتحوا مشارق الأرض ومغاربها بهذا القرآن حتى ملكوها.
& مبارك في أن من قرأه, فله بكل حرف عشر حسنات.
& مبارك, لأنه شفاء لما في الصدور, إذا قرأه الإنسان بتدبر وتفكر, فإنه يشفى القلب من المريض, وقد قال الله تعالى: {﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآء وَرَحۡمَة لِّلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾} [الإسراء:82]
& القرآن كتاب مبارك, فكل أنواع البركة حاصلة بهذا القرآن العظيم.
رؤية الله عز وجل:
& نحن نقول: إن رؤية الله تعالى في الدنيا مستحيلة, لأن الحال البشرية لا تستطيع تحمل رؤية الله عز وجل, كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: «حجابه النور, لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»
& رؤية الله تعالى في الآخرة فممكنة, لأن الناس في ذلك اليوم يكونون في عالم آخر تختلف فيه أحوالهم عن حالهم في الدنيا, كما يعلم ذلك من نصوص الكتاب والسنة فيما يجري للناس في عرصات القيامة وفي مقرهم في دار النعيم أو الجحيم.
& الإنسان إذا وجد أن غاية ما يصل إليه من الثواب هو النظر إلى وجه الله كانت الدنيا كلها رخيصة عنده, وكل شيء يرخص عنده في جانب الوصول إلى رؤية الله عز وجل, لأنها غاية كل طالب, ومنهى المطالب.
& المؤمنون يرون الله تعالى في عرصات القيامة, وبعد دخول الجنة.
& الكافرون لا يرون ربهم مطلقًا, وقيل: يرونه ولكن رؤية غضب وعقوبة, ولكن ظاهر الأدلة يدل على أنهم لا يرون الله, كما قال الله تعالى: {﴿ كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذ لَّمَحۡجُوبُونَ ﴾} [المطففين:15]
& المنافقون...يرون الله عز وجل....في عرصات القيامة, ثم يحتجب عنهم, ولا يرونه بعد ذلك.
موقف أهل الأهواء والبدع تجاه الأحاديث المخالفة لأهوائهم:
& يدور على أمرين إما التكذيب وإما التحريف. فإن كان يمكنهم تكذيبه كذبوه, كقولهم في القاعدة الباطلة: أخبار الآحاد لا تقبل في العقيدة!! وإن كان لا يمكنهم تكذيبه حرفوه, كما حرفوا نصوص القرآن.
إحسان الظن بالله, وعدم القنوط من رحمته:
& القنوط من رحمة الله واستبعاد الرحمة من كبائر الذنوب.
& الواجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه, إن دعاءه أحسن الظن به بأنه سيجيبه, وإن تعبَّد له بمقتضى شرعه فليحسن الظن بأن الله سوف يقبل منه, وإن وقعت به شدة فليحسن الظن بأن سوف يزيلها.
موقف أهل السمو والجماعة ومحالفيهم من فاعل الكبيرة:
& المرجئة...يقولون: الأعمال ليست من الإيمان, والإيمان هو الاعتراف بالقلب فقط ...ولهذا يقولون: إن فاعل الكبيرة كالزاني والسارق...لا يستحق دخول النار لا دخولًا مؤبدًا ولا مؤقتًا, فلا يضر مع الإيمان معصية مهما كانت صغيرة أم كبيرة.
& الوعيدية قابلوهم وقالوا: أي كبيرة يفعلها الإنسان ولم يتب منها, فإنه مخلد في النار بها, إن سرق فهو من أهل النار خالدًا مخلدًا, وإن شرب الخمر فهو في النار خالدً مخلدًا فيها...وهكذا. والوعيدية يشمل طائفتين: المعتزلة, والخوارج.
& أهل السنة والجماعة يقولون: لا تغلب جانب الوعيد كما فعل المعتزلة والخوارج, ولا جانب الوعيد كما فعل المرجئة, ونقول: فاعل الكبيرة مستحق للعذاب, وإن عُذبّ لا يخلد في النار.
دليل على أنك من أهل اليسرى الذين كتبت لهم السعادة:
& إذا رأيت من نفسك أن الله عز وجل قد منّ عليك بالهداية, والتوفيق, والعمل الصالح, ومحبة الخير, وأهل الخير, فأبشر فإن في هذا دليلًا على أنك من أهل اليسرى, الذين كتبت لهم السعادة.
& ينبغي للإنسان أن يفرح إذا رأى من نفسه الخير, والثبات عليه, والإقبال عليه.
أقسام الناس في باب القدر:
& قسم آمنوا بقدر الله عز وجل وغلوا في إثباته, حتى سلبوا الإنسان قدرته واختياره, وقالوا: إن الله فاعل كل شيء, وليس للعبد اختيار ولا قدرة, وإنما يفعل الفعل مجبرًا عليه.
& القسم الثاني قالوا: إن العبد مستقل بفعله, وليس لله فيه مشيئة ولا تقدير, حتى غلا بعضهم فقال: إن الله لا يعلم فعل العبد إلا إذا فعله.
& القسم الثالث: أهل السنة والجماعة, قالوا: نأخذ بالحق الذي مع الجانبين, فنقول إن فعل العبد واقع بمشيئة الله وخلق الله, ولا يمكن في ملك الله ما لا يشاؤه أبدًا, والإنسان له اختيار واراده, ويفرق بين الفعل الذي يضطر إليه والفعل الذي يختاره.
عذاب القبر:
& الأصل أن العذاب على الروح, والبدن تبع, والنعيم للروح والبدن تبع.
& عصاة المؤمنين الذين يقضى الله تعالى عليهم بالعذاب, فهؤلاء قد يدوم عذابهم وقد لا يدوم عذابهم ..وقد يطول وقد لا يطول, حسب الذنوب, وحسب عفو الله & العذاب للكفار, فإنهم دائم.
& عذاب القبر أهون من عذاب يوم القيامة, أن العذاب في القبر ليس فيه خزي وعار, لكن في الآخرة فيه الخزي والعار.
الاحتضار:
& يسمع المحتضر يرحب بالقادمين عليه من الملائكة, ويقول: مرحبًا! وأحيانًا يقول: مرحبًا, اجلس هنا!...وأحيانًا يحس بأن هذا الرجل أصيب بشيء مخيف, فيتغير وجه عند الموت إذا نزلت عليه ملائكة العذاب والعياذ بالله.
بشرى لطلبة العلم:
& إذا نوى الإنسان أنه يطلب العلم ويريد أن ينفع الناس بعلمه ويذب عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وينتشر دين الله في الأرض, ثم لم يقدر له ذلك, بأن مات مثلًا وهو في طلبه, فإنه يكتب له أجر ما نواه وسعى إليه.
المواعظ من الكتاب والسنة:
& لا حاجة إلى أن نبحث عن مواعظ ترقق القلوب من غير الكتاب والسنة, بل نحن في غني عن هذا كله, ففي العلم المورث عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشفى ويكفى في كل أبواب العلم والإيمان.
الحذر من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في كتب الرقائق والمواعظ:
& باب اليوم الآخر وأشراط الساعة ذكرت فيه أحاديث كثيرة ضعيف وفيها وضع, وأكثر ما تكون هذه في كتب الرقائق والمواعظ, فلذلك يجب التحرز منها, وأن نحذر العامة الذين يقع في أيديهم مثل هذه الكتب.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: