التعاون
لا يمكن نجاح أي مجتمع إلا بالتعاون بين أفراد أسرته، وهكذا ينبغي لكل واحد منا أن يُظهِرَ أفضل ما لديه، ويقدِّم للآخرين أفضل ما لديه، لا يمكن لأي مجتمع على وجه الأرض أن ينجح إلا بالتعاون
- التصنيفات: مجتمع وإصلاح -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لا يخفى عليكم حقيقةَ أن المجتمع يحتاج إلى تعاون بين أفراده؛ فالحياة دومًا وأبدًا يكون بين أفرادها تعاونٌ، سبحان الله الذي أودع حتى في بهائمه، وفي مخلوقاته، هذا التعاونَ بين أفراد المجتمع الذي يعيشون بينه؛ فنحن اليوم أيها الإخوة:
لا يمكن نجاح أي مجتمع إلا بالتعاون بين أفراد أسرته، وهكذا ينبغي لكل واحد منا أن يُظهِرَ أفضل ما لديه، ويقدِّم للآخرين أفضل ما لديه، لا يمكن لأي مجتمع على وجه الأرض أن ينجح إلا بالتعاون؛ فينبغي لكل واحد منا أن يتعاون مع إخوانه ومع أقرانه ومع أصدقائه.
فالواحد منا قد يملك بعض الصفات الجميلة، ويستحيي من إظهارها أو إبدائها، أو ينتظر أحدًا يقدم له طلبًا ليُقدِّم هذه الصفة الجميلة التي بين جنبيه، فينبغي لكل واحد منا أن يسعى دومًا وأبدًا لأفراد المجتمع؛ لكي يصبح هذا المجتمع مجتمعًا ناجحًا.
لي أهداف، ولك أهداف، وللآخرين أهداف، كل هذه الأهداف تنصبُّ في مكان واحد، وفي زمان واحد، وفي بلد واحد؛ لكي تنجح الأُمَّة، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان نبراسًا وقدوة بين أفراده صلى الله عليه وسلم.
كلُّ واحد منا أعطى للآخر ما يملكه؛ فهذا في شِعْرِه، وهذا في تلاوته، وهذا في أذانه، وهذا في تعامله، وهذا في جهاده، وهذا في تعليمه، وهذا في حفظه؛ كل هؤلاء اجتمعوا في مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم، فأصبح مجتمعًا ناجحًا.
أيها الإخوة:
ينبغي لكل أفراد المجتمع سواء كانوا شبابًا أو رجالًا أو نساء، كل واحد منا يقدم أفضل ما لديه يتغاضى عن الأخطاء، ويسعى إلى تحقيق الأهداف خطوة بخطوة حتى يصبح المجتمع ناجحًا بإذن الله جل وعلا.
أيها الإخوة:
كل واحد منا علِمَ مَشْرَبَه؛ فكلُّ واحد منا يملك بين جنباته أمرًا يستنير به، أمرًا يتميز به، فإياك أن تبخل - أخي المسلم - أن تتعاون مع أفراد مجتمعك، حتى نصبح بإذن الله شامة بين الناس، فينبغي لكل واحد منا أن يقدم ما لديه، بل أفضل ما لديه، المجتمعات الغربية التي يمجِّدها كثير من الناس، ويتغنَّى بها كثير من الناس، لم يبلغوا إلى هذا المكان، ولم يبلغوا إلى هذا المركز إلا بالتعاون بين أفراده.
الكل يجتهد، الكل يبذل، الكل يتغاضى عن أخطاء الآخرين حتى يصلوا بمجتمعهم إلى مجتمع راقٍ بإذن الله جل وعلا.
فنحن أَولَى؛ فنحن مجتمع مسلم، نحن أصحاب رسالة، نحن أصحاب دين، نحن أصحاب منهج، يكفي من ذلك أن الله جل وعلا فضَّلنا بأمرين: فضَّلنا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفضلنا أن أنزل علينا أفضلَ كتابٍ.
فمن هذه الكلمات البسيطة، أرجو أيها الإخوة:
أن نتكاتف لإصلاح مجتمعنا، فلْنُصبح متعاونين، لا ينبغي لكل واحد منا أن يُلقي باللوم على الآخر، أو ينتظر الآخر، أو ينتقد الآخر، يمسك بعضنا ببعض، ونكمل حلقات مجتمعنا؛ ليصبح هذا العقد عقدًا جميلًا بإذن الله نفتخر به جميعًا.
أيها الإخوة، من خلال هذه الكلمات أتمنى أن نتكاتف، وأن نجتمع، وأن نصبح يدًا واحدة؛ لنرقى بمجتمعنا.
أسأله بمنِّه وكرمه أن يوفقنا لِما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ...