افتراء تساوي المخلوق بالخالق
أعظم افتراءٍ أنْ يُجعَلَ المخلوقُ الضعيفُ كالخالقِ القديرِ، وأن كل ذنبٍ هينٌ بالنسبةِ للشرك بالله تعالى، والعلة في ذلك أن الشرك افتراءٌ على الله تعالى.
- التصنيفات: الشرك وأنواعه -
أعظم افتراءٍ أنْ يُجعَلَ المخلوقُ الضعيفُ كالخالقِ القديرِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}[النساء: 48].
تأمل قولَ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}؛ لتعلم أنَّ خطرَ الشركِ بالله تعالى يفوق خطرَ كلِ ذنبٍ يمكن أن يقع من العبدِ!
وأن كل ذنبٍ هينٌ بالنسبةِ للشرك بالله تعالى، والعلة في ذلك أن الشرك افتراءٌ على الله تعالى.
افتراءٌ على الله تعالى بزعم أنَّ للكون خالقًا غير الله تعالى، وأنَّ للعبدِ أربابًا سوى الله تعالى، وأنَّ النعم لها مصادرٌ شتى سوى الله تعالى.
افتراءٌ على الله تعالى بزعم أنَّ للهِ صاحبةً وولدًا تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وأنَّ له تعالى أندادًا شرعوا من الدين ما لم يأذَن به الله عياذًا بالله، وأنهم يستحقون من العبادة والطاعة والتعظيم مثل ما ينبغي لله.
افتراءٌ على الله تعالى حين يُجعَلُ المخلوقُ الضعيفُ كالخالقِ القديرِ، والعبدُ الفقيرُ كالربِ الغَني.
ثم تأمل ما لأهل التوحيد عند الله تعالى من المكانة السامية، والمنزلة العالية حيث تجاوز لهم عن الذنوب والآثام إذا حققوا التوحيد، ألم يقل الله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا بْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» [1].
[1] رواه الترمذي، أَبْوَابُ الْأَدَبِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث رقم: 3540، بسند صحيح.
_________________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب