لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرسول بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً
محمد سيد حسين عبد الواحد
سورة عظيمة من سور القرآن الكريم تسمى بسورة ( الحجرات ) هذه السورة لِمَا تحدثت ولِما أسست للمكارم والفضائل والآداب والأخلاق سميت باسم آخر غير ( الحجرات ) سميت بسورة الأخلاق
- التصنيفات: الآداب والأخلاق -
أيها الإخوة الكرام : سورة عظيمة من سور القرآن الكريم تسمى بسورة ( الحجرات ) هذه السورة لِمَا تحدثت ولِما أسست للمكارم والفضائل والآداب والأخلاق سميت باسم آخر غير ( الحجرات ) سميت بسورة الأخلاق ..
فكم في سورة الأخلاق من تربية على مكارم الأخلاق ؟!
أكدت السورة على أخلاق الناس وأدب الناس مع الله تعالى وأكدت السورة على أخلاق الناس وأدب الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُقَدِّمُوا۟ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾}
ثم ذهبت السورة لأن تتحدث عن أخلاق المسلم وأدب المسلم هو يتعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أدب الدخول على رسول الله ، أدب الجلوس مع رسول الله ،أدب الكلام أدب الأخذ والرد على رسول الله ، أدب مناداة رسول الله ، أدب مناجاته صلى الله عليه وسلم {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾}
قال ابن كثير عند تفسيره لآيات سورة (الأخلاق) : هذه آداب أدب الله - تعالى بها عباده المؤمنين ، فيما يعاملون به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من التوقير والاحترام والتبجيل والإِعظام . فقال : {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُقَدِّمُوا۟ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾}
ورد عن البخاري من حديث ابن أبي مليكة ( في سبب نزول هذه الآية ) قوله : كاد الخَيّران ( أبو بكر وعمر ) أن يهلكا ..
قدم وفد من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله اجعل الأمير عليهم (القعقاع بن معبد ) فقال عمر يا رسول الله بل اجعل الأمير عليهم (الأقرع بن حابس ) قال بن أبي مليكة لعمر والله يا عمر ما أردت إلا أن تخالفني ، فقال عمر والله ما أردت خلافك .. قال وتماديا حتى ارتفعت أصواتهما بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُقَدِّمُوا۟ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾}
ورد أن هذه الآية لما نزلت قال أبوبكر : يا رسول الله ، والله لا أكلمك إلا كأخى السرار - أى : كالذى لا يتكلم إلا همسًا .
وأما عمر فكان لا يَسمعُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -( صوته )بعد هذه الآية حتى يستفهمه . أي حتى يسأله ماذا تقول يا عمر ؟
وذكر المهدوي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : نزلت فينا هذه الآية : {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ }
وذلك لما ارتفعت أصواتنا (أنا )و(جعفر بن أبي طالب) و(زيد بن حارثة) ، حين كنا نتنازع ( فاطمة ) ابنة حمزة لما جاء بها ( زيد ) من مكة ، بعد أن قتل أبوها يوم أحد ، وكان أبوها في حياته يكفلها وهى بمكة ، فلما قتل حمزة يوم ( أحد ) أرسل رسول الله ( زيد بن حارثة ) فجاء بها من مكة إلى المدينة ) فلما أُتى بها تنازع فيها القوم جميعهم يود أن يضمها إلى أولاده ويكفلها ..
أما (علي بن أبي طالب) فلأنها ابنة عمه ، وأما (زيد بن حارثة) فلأنه الذي جاء بها من مكة ، وأما (جعفر بن أبي طالب) فقال أنا الأولى بكفالتها فهى بنت عمى وخالتها زوجتي ، فتنازعوا وارتفعت الأصوات بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقضى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم ل(جعفر ) لأنه ابن عمها ولأن خالتها عنده . ونزلت الآية { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ }
هذه الآيات تأمر المؤمنين أمرا أن يلزموا حدود الأدب والاحترام والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا ترفعوا أصواتكم أعلى من صوته صلى الله عليه وسلم ، ولا تجعلوا أصواتكم مساوية لصوته صلى الله عليه وسلم ، ولا تنادونه فتقولوا ( محمدا ) وقولوا يا (رسول الله) أو يا ( نبي الله ) {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾}
أما الخطيب المفوه ( ثابت بن قيس بن شماس _خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فكان له تصرف آخر لما نزلت هذه الآية ، قرر ثابت بن قيس أن يلزم داره فلا يجلس مجلسا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. اختار ثابت بن قيس هذا الاختيار وهو كاره له ، لكنه فيما كان يرى يحفظ أدبه واحترامه وتوقيره للنبي صلى الله عليه وسلم ..
كان ثابت بن قيس رضى الله عنه رجلا ( لبقاً أنيقاً ) محباً للجمال في الأمور كلها يحب الثوب الحسن ، والنعل الحسن ، والشعْر الدهين ..لما قال النبي يوما «《لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ 》» فقالَ ثابت يا رسول الله «《إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً》» ، فقالَ صلى الله عليه وسلم «《إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ》» .
ولما نزل قول الله تعالى : «《إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ》» أغلق بابه وطفق يبكي ، ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه فأخبره ، فقال : يا رسول الله ، إني أحب الجمال وأحب أن أسود قومي . فقال عليه الصلاة والسلام: ( «لست منهم بل تعيش حميدًا وتقتل شهيدًا وتدخل الجنة » )
«كان ثابت بن قيس رضى الله عنه يشتكي صممًا وكان لا يغيب عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسبب الصمم في أذنيه كان يجلس بالصف الأول أقرب الناس مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومن طبيعة من يشتكي الصمم أن يكون صوته عالياًفهو يرفع صوته يحسب أن أحداً لا يسمعه .. وكان ثابت بن قيس شديد الصوت فلما نزلت » {( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾}
«دخل ثابت داره ، وأغلق عليه بابه ، وجعل يبكي، وانقطع تماماً عن حضور المجالس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى افتقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين ثابت بن قيس » ؟
«قيل يا رسول الله دخل داره ،وأغلق عليه بابه ، قال من يأتيه فيُعلمنا بخبره ؟ فذهب رجل من الصحابة فدخل عليه فوجده مُنكسا رأسه يبكي .. فقال يا ثابت ما لك تبكي ؟ وما لك لا تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قد أحبط الله عملي وأنا من أهل النار !! قال : الرجل وما حملك على أن تقول ما تقول ؟!»
قال : أنا الذي أرفع صوتي على صوت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل الله فيّ هذه الآية {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرْفَعُوٓا۟ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}
«فرجع الرجل إلى النبي فأخبره بما قال ( ثابت ) فقال عليه الصلاة والسلام ارجع إليه فبشره وقل له لست من أهل النار ، إنما أنت من أهل الجنة .. فسُرّيَ عن ثابت ورجع فرحاً طيب النفس يحضر الصف الأول من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله : أنا رجل شديد الصوت ، أخاف أن يكون حبط عملي . فقال - عليه السلام - : ( لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير )»
لكن تبقى هذه الآيات من سورة الأخلاق مؤسسة للزوم الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فله صلى الله عليه وسلم كامل الاحترام وكامل التوقير وكامل الإجلال في حياته وبعد مماته فلا نقدم قولنا على قوله ، ولا نرفع أصواتنا على صوته ولا بعد مماته ولا نقول ( محمداً) بل نقول رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، نقول نبي الله محمدا صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى لآدم عليه السلام : {《ويا آدم》}
وقال الله تعالى لنوح عليه السلام : {《يا نوح》}
وقال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام : {《يا ابراهيم》}
وقال الله تعالى لموسى عليه السلام : {《يا موسى》}
وقال الله تعالى لزكريا عليه السلام : {《يا زكريا》}
وقال الله تعالى ليحيى عليه السلام : {《يا يحيى》}
وقال الله تعالى لعيسى عليه السلام : {《يا عيسى》}
نادي الله تعالى على جميع الأنبياء والرسل بأسماءهم مجردة إلا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم فلم يناده باسمه مجردا على الإطلاق وإنما ناداه وخاطبه فقال {《 يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ》} وقال {《يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ》} بل لاطفه وداعبه فقال {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ ﴾} وقال {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ ﴾} فقولوا كما قال الله تعالى ولا تقولوا هو (محمد) ولا تقولوا هو (أحمد)قولوا (رسول الله) قولوا (نبي الله) قولوا (حبيب الله) فالله تعالى يقول { ( لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ الرسول بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً )}
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يزيدنا أدبًا وأن يزيدنا حبًا لنبينا وحبيبنا محمدًا صلى الله عليه وسلم ،وأن يرزقنا يوم القيامة رؤيته وشفاعته وصحبته إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير ..
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث أن نقول :سبق وقلنا إن هذه الحياة الدنيا مدرسة ،فيها دروس وفيها عبر ، وفيها مواقف ، من لم يتعلم منها فاته أجمل ما فيها ..
من بين ما تعلمناه في هذه الحياة الدنيا أن الجزاء من جنس العمل ، وكما تفعل تجازي الخير بالخير، والشر بالشر قلت وهذه سنة من سنن الله تعالى في خلقه قال الله تعالى {《من جاء بالحسنة فله خير منها 》} وقال {《 ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها 》 }
كنا نتحدث عن أدب ثابت بن قيس مع رسول الله وخفض صوته بحضرته ، والآن نتحدث عن أن من جاء بحسنة فله خير من هذه الحسنة ..
كما حفظ ثابت بن قيس أدبه مع النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ صوته بحضرته جعل الله جزاءه من جنس عمله فحفظ الله لثابت صوته وأبلغ وصيته بعد موته في كرامة لم تكن إلا لثابت بن قيس رضى الله عنه ..
وذلك أنه في خلافة أبي بكر خرج ثابت مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب في معركة اليمامة فلما التقوا بالعدو انكشف المسلمون ، فقال ثابت : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم حفر لنفسه حفرة فثبت فيها وقاتل في سبيل الله حتى قتل ، قتل ثابت يومئذ وعليه درع نفيسة ، فمر به رجل من المسلمين فانتزعها منه وأخذها ..
فبينا رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت في منامه فقال له : أي فلان إني أوصيك ب(وصية )، وإياك أن تقول هذا (حلم) فتضيعه ، إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ (درعي) ومنزله في أقصى الناس ، وعند خبائه فرس يستن في طوله ، وقد كفأ على الدرع برمة ، وفوق البرمة رحل ، فأت خالدا فمره أن يبعث إلى ذلك الرجل فيأخذ منه درعي ..
وإذا قدمت المدينة على أبي بكر خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقل له : إن على ثابت بن قيس من الدين كذا وكذا ، فاقضه عنه يا خليفة المسلمين ، وعندي مملوك اسمه فلان ، ومملوك آخر اسمه فلان قد أعتقتهما لوجه الله ..
فلما أصبح الرجل أتى خالدا فأخبره ، فبعث خالد في طلب الدرع فوجدها كما وصفها ثابت في المنام فردها إلى بيت مال المسلمين ..
ثم أتي الرجل أبا بكر فحدثه عن رؤياه وحدثه عن الدين الذي على ثابت ، وعن المملوكين المحررين فأجاز أبو بكر وصية ثابت فأعتق المملوكين ، وقضى الدين عن ثابت بن قيس ..
قلت : ولا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس ، رضى الله عنه وأرضاه .