المرأة بين التكريم والتعنيف

منذ 2024-01-16

من مظاهر تكريم المرأة في الإسلام: أنه كرمها بنتًا بالإحسان إليها، وأمًّا ببرِّها وحسن صحبتها، وأختًا بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها، وإن كانت خالةً فهي بمنزلة الأم في البر والصِّلة.

عباد الله، من مظاهر تكريم المرأة في الإسلام: أنه كرمها بنتًا بالإحسان إليها، وأمًّا ببرِّها وحسن صحبتها، وأختًا بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها، وإن كانت خالةً فهي بمنزلة الأم في البر والصِّلة.

 

ومن إكرامها أن أمَرَها بالحجاب وعدم التبرُّج صيانةً لها من مرضى القلوب،قال تعالى:  {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].

 

ومن إكرامها أن أباح للزوجة أن تفارق الزوج إذا كان ظالمًا لها.

 

ومن إكرامها أنه أمر الزوج بحسن المعاشرة، وألزمه بذلك، قال تعالى:  {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].

 

ومن إكرامها أن جعل لها نصيبًا من الميراث بعد أن كانت في الجاهلية لا تورث، قال تعالى:  {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء: 7].

 

ومن إكرامها أن حَرَّم وَأْدَها في التراب؛ حيث كانوا يقتلون البنات خوفًا من العار أو الفقر، قال تعالى:  {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8، 9].

 

ومن إكرامها أن جعل لها الاستقلالية على أموالها فلا دخل للزوج فيها، قال صلى الله عليه وسلم:  «إنه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه»[1].

 

ومن إكرامها أن جعل القِوامة للرجل؛ فهو سيِّدُها والمنفق عليها والساهر على مصلحتها، قال تعالى:  {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]، وقال صلى الله عليه وسلم:  «والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسئول عن رعيته»[2]، إلى غير ذلك من أنواع التكريم، فهل يأتي الآن من لا فقه له ولافهم فيقول: الإسلام أهان المرأة! ألا بئس الفهم!

 

 ما هي بعض مظاهر تعنيف المرأة؟

 

في الواقع نجد صورًا للعنف ضد النساء وظلمًا لهن واعتداء على حقوقهن كما هو الواقع في الجاهلية الأولى والمعاصرة، وكما هو واقع من أدعياء حماية حقوقها، والإحصائيات دالة على ذلك، كما أنه من باب الإنصاف هناك أيضًا صور لتعنيفها للرجل.

 

فمن اعتدى على المرأة بالضرب متجاوزًا حدود التأديب فقد عنَّفَها واعتدى عليها، قال تعالى:  {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]، والمقصود بالضرب هنا الضرب غير المُبرِح، قال صلى الله عليه وسلم:  «فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فُرُشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف»[3].

 

ومن منع حق المرأة في الإنفاق فقد عنَّفها وظلمها وعَرَّض بيته للخراب والدمار، وحرم نفسه الأجر، قال صلى الله عليه وسلم:  «وإنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فِي امرأتك»[4].

 

ومن منع حق المرأة في الفراش فقد عنَّفها وعرَّضها للفتن، ومن منعت حق الرجل في الفراش فقد عنَّفته وعرَّضته للفتن وعرَّضت نفسها لسخط الرحمن، قال صلى الله عليه وسلم:  «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبَتْ عليه، فبات وهو غضبان، لعنتها الملائكة حتى تصبح»[5].

 

ومن عضل ابنته ومنعها من الزواج دون سبب شرعي فقد عنَّفها، قال تعالى:  {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 232].

 

ومن منع المرأة حقَّها في الميراث الذي أوجبه لها الشرع فقد عنَّفها وهضمها حقَّها، ومن طلبت بغير ما أوجبه لها الشرع، وطالبت بأن تساوي الرجل في الميراث، فقد اعتدت حدود الله.

 

ومن جعل المرأة أداةً لتسويق المنتجات الاستهلاكية في الإعلام، وفتح لها دور البغاء، وسمح لها أن تتزوج بامرأة مثلها، ورفع كل القيود في اختلاطها بالرجال تحت زعم الحرية والمساواة؛ فقد عنَّفها وجعلها سلعةً، وخلعها من آدميتها وفطرتها والتكريم الرباني لها، قال تعالى:  {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، وإذا سمحت لنفسها أن تخرج متبرجةً، فقد عنَّفت الرجل وعرَّضته للفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

فاللهم احفظنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتِّباعه، والباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، آمين. (تتمة الدعاء).

 


[1] رواه أحمد، رقم: 20695.

[2] رواه البخاري، رقم: 7138.

[3] رواه مسلم، رقم: 1218.

[4] رواه البخاري، رقم: 1295.

[5] رواه البخاري، رقم: 3237.

________________________________________________________
الكاتب: عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

  • 0
  • 0
  • 631

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً