فوائد مختصرة من المجلد الثاني من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين [1]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الأولى من فوائد مختصرة, من المجلد الثاني, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله.

التركيز على توحيد الألوهية:

& الواجب علينا أن نركز تركيزًا تامًا على توحيد الألُوهية, حتى نسلخ الشرك من قلوب أولئك الذين يتعلقون بالقبور, ويعبدون القبور, وينذرون لها, ويظنون أنهم على حق, ولكنهم على ضلال.

& إنني أدعو إخواني في كل مكان أن ينتبهوا لهذه النقطة المهمة التي أهملها كثير من الناس, ألا وهي توحيد الألُوهية, أي إفراد الله عز وجل في العبادة, بحيثُ لا يُشرك به نبي مرسل, ولا ملك مقرب, ولا ولي مُتقٍ, ولا أحد من الخلق.

تحذير الناس من الشرك بالله:

& نرى أن من أسفه الخلق عقولًا, وأضلّ دينًا أولئك الذين يأتون إلى قبر فلان أو فلان ويقول أحدهم: يا فلان أعطني...يقول هذا لجثة هامدة.

& كل من دعا غير الله فإن هذا المدعو لا يمكن أن يستجيب للداعي, ولو بقي يدعو إلى يوم القيامة...والمؤسف المحزن أن هذا يوجد في بعض البلاد الإسلامية, مع أن الصحوة الإسلامية _ ولله الحمد _ موجودة.

& تجد كثيرًا ممن عنده الصحوة ليس لهم هم إلا الكلام في التكفير, هذا كافر وهذا غير كافر, وهذا الحاكم كافر, وهذا الحاكم فاسق,  وهذا الحاكم صالح, وهذا فاسد, لكن الشرك الأكبر الموجود في مجتمعاتهم لا يتكلمون فيه وهو أعظم.

الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

& متى سمعتم ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فصلوا عليه, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الدخان ضار محرم:

& الدخان ضار, وهذا متفق عليه بين الأطباء حديثًا...لكن الضرر لا يتبين بأول وهلة, فربما لا يتبين الضرر إلا بعد سنوات, وما أفضى إلى الضرر, فإنه حرام, لقول الله تبارك وتعالى: {﴿ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ ﴾ } [النساء:29]

& الدخان يتلف المال, حيث يصرف الإنسان على تحصيل الدحان مصاريف كثيرة, فيكون في ذلك إضاعة للمال, وإضاعة المال محرمة في الكتاب والسنة.

& الدخان له رائحة مؤذية, ولا يجوز للإنسان أن يحضر مجالس المسلمين مع رائحة تؤذيهم, ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم آكل البصل والكراث والثمل من حضور المسجد...لأن الناس يتأذون بها.

& شاربُ الدخان تثقل عليه العبادات, فإذا أُذن للصلاة وهو بعيد العهد بالدخان ثقلت عليه الصلاة, لأنه يريد أن يدخن, فتثقل عليه الصلاة.

& شارب الدخان يكره مجالسة الصالحين, لأنه إذا جالس الصالحين فسوف يمتنع عن الدخان, إما إكرامًا لهم, وإما خجلًا, وإما خوفًا منهم فيستثقل الجلوس مع الصالحين, فيذهب ويجلس مع من يشابهونه ممن يدمنون على هذا الشُّرب.

& نحن نرى أن شرب الدخان حرام.

اليهود أخبث البشر:

& اليهود معرفون بالغدر والخيانة, معرفون بالكذب, وقلة الأمانة, معرفون بأنهم يصفون الله عزوجل بالعيب والنقص, ويقتلون الأنبياء بغير حق, فهم من أخبث البشر إن لم نقل: إنهم أخبث البشر.

الفرق بين الدعوة إلى الله, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

& الدعوة أن يقوم رجل في مجمع من الناس في المساجد أو في غيرها يتكلم بما شاء الله تعالى من أمور الشرع, ويحثُّ عليها. الأمر: أن يوجه الخطاب إلى شخص معين, ويقول يا فلان افعل كذا النهي كذلك يوجه النهي إلى شخص معين يا فلان اترك كذا

الأعمال الانتحارية:

& الأعمال الانتحارية التي يفعلها بعض الناس خطأ عظيم فهو قتل للنفس يُعذب به الإنسان في جهنم لأنك أمرت بالجهاد لإقامة دينك وحمايتك وحماية دينك كما تدافع عن الوطن وتدافع عن النفس وتدافع عن الدين وأنت الآن قتلت نفسك فهذا حرام

الحياة الزوجية:

&العشرة الزوجية كلما استقامت سعد الإنسان بحياته وانشرح صدره وصار في سرور دائم وإذا ساءت العلاقة تنكد العيش, وإذا كان معهما أولاد تنكد أكثر وتفرق الأولاد فصار أحدهم مع أبيه والثاني مع أمه وربما تتفرق البيوت من أجل سوء العشرة

& الواجب على الرجل أن يُحسن معاشرة زوجته, وأن يكون كما كان النبي صلى الله عليه وسلم خيرنا لأهله.

& المرأة يجب عليها أيضًا أن تُحسن إلى زوجها...وأن تقوم بما يجب عليها له, حتى الحياة الزوجية حياة سعيدة كاملة.

الخضوع للحق مهما كان الذي بينه:

& اعلم أن الواجب على المؤمن إذا تبين له الحق أن يذعن له, ويتبعه, مهما كان الذي بينه له, وكثيرًا ما يُبينُ لك الحق من هو دونك في العلم والفضل.

& الحق علمه ليس محصورًا في طائفة من الناس, أو في جنس من الناس, فقد يبين التلميذ الحق لأستاذه, وشيخه فيجب أن يتبع الحق, وهو إذا اتبع الحق ليس معناه الخضوع, أو الخنوع للتلميذ, أو لمن أخبره, بل هو خضوع للحق أينما كان.

الاستدلال على فعل المحرم والتهاون بالواجب بأن الله عفو غغور:

& كون الله عفوًا غفورًا فهذا لا إشكال فيه, لكن كون الإنسان يستدل على جراته على فعل المحرم والتهاون بفعل الواجب بهذه الآية, فهذا لا يُوافق عليه.

المُتكبر:

& من الناس من يُؤمر بالمعروف ويُنهي عن المنكر, ولكنه لا يأتمر بمعروف ولا ينتهي عن المنكر, علوًا واستكبارًا, فكلُّ من رد الحق, أو احتقر الناس, فإنه مُتكبر لا يجبُّ الله سبحانه وتعالى صنيعه.

تدبر القرآن الكريم:

& فوائد القرآن وعجائب القرآن لا تنقضي, وكلما كرر الإنسان التأمل والتدبر في كتاب الله انفتح له من المعاني والأسرار والحكم ما لم يكن معلومًا له من قبلُ, فعليك بتدبر كلام الله عزوجل واستنباط الفوائد منه فإن ذلك مما يعينك على تعظيم القرآن  

المبتدع كاذب في دعواه محبة الله ورسوله علية الصلاة والسلام:

& من ادعى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يتبع السنة, بل يبتدع من البدع ما لا يرضى الله به, فقد كذب في دعواه.

الصحابة وأئمة الجور:

& كان الصحابة يصلون خلف أئمة الجور, ويقيمون معهم الحج والجهاد والأعياد وهم فجار.

& من أشد الصحابة ورعًا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فكان يصلي خلف الحجاج بن يوسف الثقفي...والحجاج معروف بأنه يقتل الناس, ومع ذلك كان ابن عمر يأتم به في الصلاة, ويصلي خلفه.

منابذة الأمراء:

& الأمراء إذا نابذناهم ولم نمتثل الأمر حدثت الفوضى التي تؤدي إلى النزاع المسلح وهذه الفوضى لا تُحدثُ إلا شرًا فكم من دماء سُفكت, وكم من أعراضٍ انتهكت, وكم من أموال أُتلفت, بسبب هذه الحروب التي يدعون أنهم يُريدون بها الإصلاح.

&تجد المنازعين للدول في شقاءٍ وفي غناءٍ حتى الصلاة لا يدركونها تمامًا وحتى التهجد بالليل لا يدركونه تمامًا, وتجد آخرين الذين امتثلوا أمر الله وساروا على منهج السلف الصالح, تجدهم مُطمئنين, مُستريحين, يدعُون لولاة أمورهم بالتسديد والتوفيق.

الدعاء بالهداية لولي الأمر:

& بعض السفهاء الجهال الذين ليس عندهم إلا عاطفة عاصفة إذا قلت له ادع الله لأميرك...قال لا أدعو الله له بل أدعو الله عليه...فماذا يستفيد إذا سلط عليه إن هذا ما يزيد الأمر إلا شدة, لكن إذا هُدي إلى الصراط المستقيم انتفع ونفع.

& ادع الله له بالهداية, قل: اللهم لا تسلطه علينا بذنوبنا, لأنه لم يُسلط علينا ولي الأمر إلا بذنوبنا, وفي الأثر: كما تكونون يُولى عليكم.

المحرمات من الألبسة:

& المحرمات من الألبسة ثلاثة أقسام: القسم الأول: محرمات لعينها, كالذهب والحرير للرجال. القسم الثاني: مُحرمات لوصفها, كاللباس النازل عن الكعب. القسم الثالث: مُحرمات لكسبها, كاللباس المسروق.

& اللباس النازل عن الكعب...حرام على الرجال دون النساء, لأن النساء يحتجن إلى ستر أقدامهن, ولذلك كان لباس المرأة نازلًا إلى القدم.

& إسبال الرجال لثيابهم من كبائر الذنوب, وكبائر الذنوب لا تكفرها الصلاة, ولا الصدقة, ولا الصيام, ولا الحج, فكبائر الذنوب لا تكفرها إلا التوبة, والتوبة أن يقلع الإنسان عن الذنب.

& يجب على الرجال ذوي العقول أن يحترسوا من أن يلعب بهم الشيطان فيلبسوا ثيابًا نازلة عن الكعب, ومن العجب...أن الرجال الذين يقولون إنهم مثقفون ينزلون الثياب إلى أسفل من الكعب وأن النساء اللاتي يدعين أنهن مثقفات يرفعن الثياب.

الأسباب ليست فاعلة بذاتها:

& الأسباب إنما هي أسباب بتقدير الله, وليست أسبابًا فاعلة بذاتها, وهذه عقيدة, فالله تعالى قادر أن يحول الطبيعة إلى ضدها, وقادر أن يبطل الأسباب, فالأسباب الموجبة للشيء الله قادر أن يجعلها غير موجبة.

الحكمة من كون المرأة تستر جميع بدنها:

& إذا نظرنا إلى الحكمة من وجوب ستر المرأة جميع بدنها علمنا علم اليقين أن الوجه لا بد أن يستر, والحكمة من كون المرأة تستر جميع بدنها البعد عن الفتنة, وذلك لأن المرأة محل فتنة الرجال.

أمور على المرأة أن تتقي الله فيها:

& الواجب على المرأة أن تتقي الله وإلا تكشف وجهها إلا لزوجها أو محارمها.

& الواجب على المرأة أن تتجنب الطيب القوي الرائحة الذي يشمه من كان حولها...إن خروج المرأة متطيبة من الأمور المحرمة التي يجب عليها أن تتقي الله عزوجل في نفسها وتدعه, وإذا كانت تريد أن تتطيب لزوجها كما تدعى فلتبق في بيتها.

الكسوة العارية:

& إن من الأمر المنكر ما تخرج به النساء من الألبسة المتطورة والتي هي في الحقيقة متدهورة ورثتها عن النساء الأوربيات أو غيرهن ممن يقلدن نساء أوربا, فهو ليس بلباس في الحقيقة, بل هو كاسٍ معرّ...ومن الكسوة العارية البنطلون.

تحمل ما يصدر من الناس:

& لا تُرِد من الناس أن يعطوك كلّ ما تريد أبدًا, لأن من أراد من الناس أن يعطوه كل ما يريد فاته كل ما يريد.

& الناس ليسوا عبيدًا لك يفعلون ما تريد, فإن آذوك فتحمل وإن لم يقوموا بحقك فتحمل وإن ظلموك فتحمل ولو أنك عاملت الناس بهذه المعاملة لاطمأنت واستقرت نفسك, وأبعد عنك مرض السكر والضغط, وما أشبه ذلك من الأمراض.

النفاق بالمعنى العام وبالمعنى الخاص:

& النفاق بالمعنى العام هو إظهار الخير وإبطان الشرِّ, ولذلك كان الكذب من صفات المنافقين, لأن الذي حدثك أظهر أنه قد صدقك وهو قد كذبك.

& المعنى الخاص: فالنفاق إظهار الإسلام وإبطان الكفر.  

                كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ