رحلة تعلم العلوم الإسلامية من خلال سور الذكر الحكيم
في مقالنا هذا، سنتناول رحلة تعلم العلوم الإسلامية المتكاملة، استنادًا إلى القول الملهم للشيخ المغربي سعيد الكملي، الذي حثّ فيه على دراسة هذه السورة بشكل عميق للوصول إلى مراتب علمية شاملة
- التصنيفات: طلب العلم -
على درب العلم والتفاني: رحلة تعلم العلوم الإسلامية من خلال سور الذكر الحكيم:
كيف تكون حافظاً للقرآن ومفسراً وفقيهاً وأديباً عالماً باللغة؟
عن ابن مسعود رضي الله عنه : «كانَ الرجل مِنَّا إذا تعلَّم عَشْر آياتٍ لم يجاوزهُنّ حتى يعرف معانيهُنَّ، والعملَ بهنَّ».
استلهمت كتابة هذا المقال من مقتطف محاضرة للشيخ سعيد الكملي المغربي متحدثا عن منهج الصحابة في حفظ وتدبر آي الكتاب مستشهدا بما أورد الحافظ عبدالحي الكتاني في (كتاب التراتيب الإدارية)، أنهم كانوا يكتبون الثمن (نصف الربع)، أي صفحة ونصف تقريباً. وذكر أن أبا العباس الدرعي كان يلزم طلبته طريقة السلف، أي كما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه. فكان يلزم طلبته هذا الترتيب: حفظ وكتابة الثمن (صفحة ونصف تقريباً). يأتون لشيخ في التجويد فيتقنوه. ثم لشيخ في الرسم العثماني فيتقنوه. ثم لشيخ في القراءات، فيتقنوها. ثم لشيخ النحو فيتقنوه. ثم لشيخ التفسير فيتقنوه فقهاً وحديثاً وسيرةً.
-قلت* - تحمل سور القرآن في طياتها أعظم الدروس وأعمق المعاني الدينية، وفي مقالنا هذا، سنتناول رحلة تعلم العلوم الإسلامية المتكاملة، استنادًا إلى القول الملهم للشيخ المغربي سعيد الكملي، الذي حثّ فيه على دراسة هذه السورة بشكل عميق للوصول إلى مراتب علمية شاملة.
حفظ وكتابة الثمن: نبدأ رحلتنا بحفظ وكتابة جزء من القرآن، يمثل الأساس الذي يستند إليه الطلاب لتحقيق التميز في العلوم الإسلامية.
صفحة ونصف من القرآن تعكس التفاني والاجتهاد في فهم كلمات الله وتأمل معانيها.
تطوير تلاوة التجويد: التجويد يمثل تحفيزًا لفهم عميق للنصوص القرآنية.
فلا بد من الالتفات إلى شيوخ متخصصين في هذا المجال يسهم في تحسين التلاوة وتطوير تقنيات التجويد، مما يعزز الاتصال الروحي مع ما بين دفتي المصحف.
دراسة الرسم العثماني: الخط العثماني الجميل يضفي على القرآن جمالًا فنيًا.
دراسة الرسم العثماني تعزز فن الكتابة وتؤكد على الأهمية الجمالية للألفاظ الإلهية.
تعلم القراءات: فهم القراءات ومعانيها يعتبر جزءًا حيويًا في رحلة العلم. دراستها بجدية وتوجيه الاستفسارات إلى شيوخ متخصصين يعزز فهمًا صحيحًا لكيفية قراءة القرآن.
دراسة النحو: اللغة العربية وعلومها، وبخاصة النحو، تمثل أساسًا لفهم النصوص القرآنية.
استقراء قواعد النحو وفهمها يفتح أبواب التعبير الدقيق والفهم اللغوي.
تحصيل الفقه والحديث: فقه وحديث يمثلان عمق الدين الإسلامي.
دراسة الفقه والحديث تقوي الفهم الديني وتوفر الأسس الشرعية اللازمة لتفسير الآيات والسنة.
تعلم فنون التفسير: التفسير يتيح فهمًا أعمق للقرآن. دراسة شيوخ متخصصين في التفسير تسهم في تحليل النصوص بشكل صحيح، مما يعزز الفهم الشامل للقرآن.
في نهاية المطاف، نتذكر دعاء الشيخ الكملي ونسأل الله أن يوفقنا لتعلم ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا.
رحلة العلم تتطلب التفاني والالتزام، وعلى درب العلم، يزهر العقل ويتسامى الفهم.
أبو العباس محمد المغربي*