فوائد مختصرة من المجلد الرابع من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين[2]
المجموعة الثانية من فوائد مختصرة, من المجلد الرابع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الثانية من فوائد مختصرة, من المجلد الرابع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها
إحسان النية:
& احرص على إحسان النية ومعاملتك مع الله, واجعل عملك خالصُا لله عز وجل, لا تراعي فيه أحدًا, ولا تريد أن يمدحك الناس.
المؤمن يكون في الجنة من حين أن يموت:
& في هذه الآية إشارة إلى أن المؤمن يكون في الجنة من حين أن يموت, لأنه إذا دفن فُسح له في قبره, وفُتح له باب إلى الجنة, وأتاه عمله الصالح, وآنسه عند الوحشة, وبسط الله له في قبره, ولهذا يقول: {﴿فَرَوۡح وَرَيۡحَان وَجَنَّتُ نَعِيم﴾} [الواقعة:89]
خروج روح المؤمن بسهولة, مطمئنة, مستبشرة:
& في الاحتضار يُبشرُ المؤمن, فيُقالُ لروحه: اخرجي أيتها الروح الطيبة, كانت في الجسد الطيب اخرجي إلى رحمة من الله ورضوان, فتفرحُ وتنقادُ وتخرجُ بسرعةٍ مطمئنة...تخرجُ بسهولة كأنها شعرت سُلّت من عجين, لأنها تبشر بالروح والريحان.
& يوجد من الناس من إذا مات استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر, لأنه بُشِّر بهذه الجنة, فخرجت روجه رُوحُه وهي مستبشرة, فظهر أثر ذلك في جسده.
النصيحة لولاة الأمور:
& النصيحة واجبة, ويجب على الإنسان أن يسلك أقرب طريق يحصل به المقصود.
& الواجب إذا رأينا ولي الأمر على معصية بالنسبة لأوامره التي ليست بمعصية, الواجب الطاعة, ومعصيته على نفسه, ويجب علينا نصحه, بل نصحه من الدين... فنصح ولاة الأمور أبلغ من نصح عامة الناس, يجب علينا نصحهم.
& ليس من النصح أن نعلن مساوئهم, فهذا لا يزيد الأمر إلا شدة وبلاء, وليس من طريق السلف الصالح, ولا من منهج أهل السنة والجماعة...فالإنسان الناصح لا يشهر بولاة الأمور مدعيًا أن ذلك نصيحة, بل والواجب أن يأتي البيوت من أبوابها.
& هناك قنوات يمكن أن تصل بالنصيحة إلى ولي الأمر بدون أن تكون تشهيرًا وفضيحة, لأن الأمر خطير, فإذا امتلأت قلوب الرعية حقدًا وبغضًا للولاة, فسيكون التمزق والتفرق بين الرعية ورعاتها, وحينئذٍ يكون الشر والفساد.
& يجب على الإنسان أن يسلك أقرب طريق يحصل به المقصود يكتب إلى ولي الأمر لكن ليس على طريق التحزب وجمع الآراء, وجمع التوقيعات, لأن هذا لا يفيد, وإنما ينصح بالنصيحة المبنية على بيان الحق وبدون انفعال, وبدون انتقاد.
& النصيحة...يكتب إلى ولي الأمر...ويذهب بها بنفسه إن كان يتمكن من الوصول إليهم, أو يرسلها مع من يصل إليه, وإن فعل ذلك برئت ذمته.
& المسؤول عن صلاح الرعية وإصلاحها هو الراعي ولي الأمر, وإذا أخطأ في شيءٍ أقم عليه الحجة بما تكتب له بالنصيحة, ثم إن اهتدى فلذلك المطلوب, وإذا لم يهتدِ فالذنب عليه.
الخروج على ولاة الأمر:
& من اغتاب الأمراء ذوي السلطان أسقط هيبتهم في قلوب الناس, ثم صار الناس يتناقلون ما تذكر, فتمتلئ القلوب من الحقد عليهم, والكراهة لهم, ويؤدي الأمر بالتالي إلى الخروج عليهم, وحينئذ يحدث الشر.
& الأمة الإسلامية كانت على نسق واحد, وطريق واحد, ولما خرجت الخوارج على عثمان بن عفان رضي الله عنه, تشتت الأمة, ثم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وهكذا فسدت الأمة بسبب الخروج على الحكام.
القتال لله وبالله وفي الله:
& المسلمون دكُّوا عروش الفرس والروم, لأنهم يقاتلون لله إخلاصًا, ويقاتلون بالله استعانة, ويقاتلون في الله دينًا وشريعةً, فإذا أمروا بالقتال قاتلوا, وإذا أمروا بالسلم سالموا, وإذا أمروا بالهدنة هادنوا.
سكرة الموت:
& أقول لنفسي وأسأل الله تعالى أن يلين قلبي وقلوبكم, تذكر هذه الآية {﴿ وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ﴾} [ق:18] هذه السكرة التي لا تدري متى تنزل بك...لا تدري أتنزل بك عن قريب أم عن بعيد.
& إني أدعو نفسي وإياكم أن نتذكر دائمًا هذه السكرة: {﴿ وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ﴾} [ق:18]
& هذه السكرة التي يطيش فيها الإنسان ويفقد عقله ليست سكرة ضربٍ ولا سكرة شرب, ولكنها سكرة فراق الدنيا, فإن الإنسان في تلك الحال يشعر بأنه قد ارتحل, وأنه ترك أهله وولده وماله, ولم يبق إلا عمله.
الحساب يوم القيامة على ما في القلوب:
& احذر أن تخفي في نفسك ما لا يرضاه الله عز وجل, فإن هذا الذي تخفيه في نفسك سيكون الحساب عليه يوم القيامة.
& إن الحساب في الآخرة على ما في القلوب, أما في الدنيا فإن الأحكام على ما في الظاهر, لأنه لا يعلم ما في القلب إلا الله عز وجل, ولكن في يوم القيامة تُختبر السرائرُ, ويُحصل ما في الصدور.
حفظ اللسان:
& لو نظرنا إلى ما نقوله في أيامنا وفي خلواتنا ومع أصحابنا ومع أقوامنا, لو نظرنا إلى هذه الأقوال الكثيرة, التي هي غير محصاة لنا, لوجدنا أننا نفرط في أقوال عظيمة تذهب سدى لا نتفع منها, بل ربما نتضرر بها.
& إمّا أن تقول خيرًا نتفع به عند الله عز وجل, وإما أن تصمت, حتى يتم بذلك إيمانك, لأنك إذا تكلمت وأطلقت لسانك, فما أكثر خطأك, وما أعظم زلتك, {﴿ مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيد ﴾ } [ق:18]
الغفلة عن الآخرة:
& {﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ* وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٍ مَّعَهَا سَآئِق وَشَهِيد * لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٍ مِّنۡ هَٰذَا﴾} صدق ربنا والله إننا لفي غفلة عن هذا اليوم, ولا يكاد يقرع هذا اليوم على بالنا إلا نادرًا إلا من هداه الله وصارت الآخرة دائمًا نصب عينيه
& أكثر أوقاتنا نسأل الله أن يعاملنا بعفوه يكون تفكيرنا في هذه الدنيا فنحن ممن أخلد إلى الأرض إلا من شاء الله ليس الواحد منا قد ارتفع في فكره وارتفع في قلبه حتى ينظر إلى عليين وينظر إلى ما أمامه ولكننا...ضعفاء لا ننظر إلا إلى ما بين أيدنيا من الدنيا
الإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام:
& واقع المسلمين اليوم...إنهم في دُلّ, وسبب ذلهم إعراضهم عن كتاب الله وسنة رسول الله واتباع أهوائهم, وتفرق الكلمة, وكون كل واحد منهم يريد أن يعلو بحق أو بباطل, فلذلك تفرقت الأمة, وتمزقت, وصاروا أمام أعدائهم أشلاء.
& لما أعرضت الأمة الإسلامية عن كتاب الله أصابها الذل والهوان, حتى صارت الشراذم من اليهود والنصارى تتحكم في مصير الأمة الإسلامية, لأنها لم تتمسك بدينها, وليس لها من دينها إلا القشور, نسأل الله أن يرد الأمة إلى دينها ردًا جميلًا.
قراءة سورة (ق) بتأمل ونظر:
& ينبغي للإنسان أن يقرأ هذه السورة سورة (ق) بتأمل ونظر, ويراجع كلام أهل العلم عليها, حتى يستفيد منها, لأنها كفى بها واعظًا, ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها يوم الجمعة يخطب الناس بها لما فيها من المواعظ العظيمة.
فرعون:
& دعوى أن فرعون هو الذي في أهرام مصر ليست صحيحة وغير مقبولة لأنه لا يدل على أنه هو لا أثر ولا نظر في التاريخ والنظر أيضًا لا يقبل هذا أتظنون أن بني إسرائيل يشاهدون عدوهم ويأخذونه تحفة في الأثريات أبدًا لو رأوه وتمكنوا منه لقطعوه إربا إربًا.
كثرة الترف فيها التلف:
& كثرة الترف فيها التلف. وإذا نظرنا إلى حالنا اليوم وجدنا أننا واقعون في هذا, وأننا مترفون غاية الترف, حتى إن الإنسان ليمضي من بيته إلى المسجد وليس بينه وبين المسجد إلا خطواتٍ ولا يمشى, ولكن يركب السيارة, لأنه يخشى من لفح الحرِّ.
& كل من انغمس في الترف فإن الغالب أنه يهلك إلا من شاء الله عز وجل.
الرضا بالقضاء والقدر:
& احرص على كل ما ينفعك في أمور دينك ودنياك, وإذا لم يأتِ الشيء على ما تُريدُ فقل: قدرُ الله وما شاء فعل, ولا تحزن, ولا تأس على ما فاتك, لأن ما قدر أن يكون فلا بد أن يكون, وتغيير الحال بعد وقوع الشيء من الحال.
من ثمرات الإيان بالقدر:
& اعلم أن للإيمان بالقدر ثمرات جليلة, منها أنه من تمام الإيمان, فإنه أحد أركانه, ومنها أنه من تمام الإيمان بربوبية الله عز وجل, ومنها أن الإنسان يطمئن, فإن أصابه مرض فبقدر الله, وإن أصابته صحة فبقدر الله...فتجد المؤمن بالقدر مطمئنًا دائمًا.
& آمن بالقدر إذا أردت الطمأنينة والرضا والسرور والانشراح, ولا تجزع من مصيبة, وكن دائمًا مع الله عز وجل, لكن المعاصي يجب ألا ترضاها لنفسك ولا لغيرك, فيجب أن تقلع عن المعاصي, وتنتهي عن المعاصي.
& علينا التسليم للقضاء والقدر, وبذلك يطمئن الإنسان, ولا يصيبه ندم, ولا حزن, لا سيما إذا علم أن هذه المصائب تكفير للسيئات, ورفعة للدرجات, فإن ذلك يهون عليه الأمر عليه.
كلمة الحق لها تأثير بالغ ولو على المدى البعيد:
& قل كلمة الحق ولا تخف إلا الله عز وجل, فإن كلمة الحق لها تأثير بالغ على القلوب, ولو على المدى البعيد, فقد لا تنفع في الوقت الحاضر, لكن يكون لها أثرًا.
العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية:
& شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابه " العقيدة الواسطية " كتاب مختصر في عقيدة أهل السنة والجماعة, وهو كتاب من أحسن ما صنفه رحمه الله في هذا الباب.
محمد صلى الله عليه وسلم خليل الله:
& من قال: إن إبراهيم خليل الله, ومحمدًا حبيب الله, فقد أخطأ خطأً عظيمًا في قوله: محمد حبيب الله, حيث انتقص قدر النبي صلى الله عليه وسلم, لأننا لو سُئلنا: أيهما أعلى مرتبةً أن يكون خليلًا أو يكون حبيبًا, لكان الجواب أن يكون خليلًا.
معرفة الرجال بالحق:
& الواجب علينا أن نقبل الحق من كل من جاء به, وأن نعرف الرجال بالحق, لا أن نعرف الحق بالرجال. لأنك لو عرفت الحق بالرجال لقبلته من فلان, لأنه عندك رجل, ورددته من فلان, لأنه ليس برجل.
التعلق بغير الله عز وجل:
& يوجد بعض الناس يعلقون قلوبهم في حصول المطلوب ودفع المكروه على البشر وهذا إن كان اعتمادًا على السبب مع اعتقاد أن السبب هو الله فهذا نوع من الشرك الأصغر وإن كان اعتمادًا مطلقاً وتفويضًا كاملًا تفويض تذلل وافتقار فهذا شرك أكبر
ما وافق السنة فهو الأفضل وإن قلّ:
& من وافق السنة فعمله هو الأفضل, وإن قلَّ, واستمع إلى قول الله تعالى: {﴿الَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلًاۚ ﴾ } [الملك:2] ولم يقل أكثر, وكلُّ ما كان أوفق للشرع كان أحسن, فعليك يا أخي بهذه القاعدة المهمة.
& رجل قام يصلي سنة الفجر فأطال القراءة وأطال الركوع وأطال السجود... وآخر صلى فخفف حتى يقول القائل إنه لم يقرأ بفاتحة الكتاب, فأيُّهما أفضل؟ الجواب: الأفضل هو الثاني الذي خفف, لأنه أتبع للسنة من الأول.
أحوال الناس يوم القيامة:
& الناس يوم القيامة...ثلاثة أقسام: الأول: السابقون. الثاني: أصحاب اليمين. الثالث: أصحاب الشمال. أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من السابقين...فاحرص على أن تكون من هؤلاء...ومتى ذكر لك خير فاسبق إليه وسارع إليه.
لا يلزم من اشترك الأسماء تماثل المسميات:
& هذه قاعدة مفيدة في الأسماء والصفات: لا يلزم من اشترك الأسماء تماثل المسميات. إذن نقول: لله وجه يليق بجلالته, ولا يشبه أوجه المخلوقين.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: