الدين جوهر ثمين ومظهر رصين
إن التدين المعتمد على المظهر دون الجوهر يساهم في تشويه صورة الإسلام، فمن يحمل لواء المظهر دون الجوهر، يتمسك بأمور شكلية لا صلة لها بجوهر الإسلام؛ ما يجعل الأمر بصورة واحدة، وهي اختزال الإسلام في الشكل والمظهر فقط، مع غياب المفهوم الحقيقي للإسلام
الدين الإسلامي قلبٌ وقالب متلازمان لا ينفصلان، والقلب فيه أهم من القالب، فالقالب الثمين بقلبٍ خرِبٍ لا قيمة له، والقالب الجميل بأخلاق سوء لا أقبح منه، لكنَّ القلب النقيَّ الطاهر يسمو بقالبه، وإن كان القالب رثًّا مهلهلًا، ورديئًا مبعثرًا؛ لذا صاغ النبي صلى الله عليه وسلم تلك المعادلة الحاسمة بأبلغ قولٍ، وأدقِّ وصف، وأعدل حكم[1]؛ بقوله: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم، وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم، وأعمالكم»[2].
فالصورة، وهي القالب، والمال، وهو عَرَضٌ خارجي ليسا محلَّ نظر، بل القلب المجمل للصورة، والموجه لصحة العمل، والعمل الصالح هما محل النظر؛ ففي الحديث الشريف الناس لا تتفاضل بحسن المظاهر أو كثرة الأموال، وإنما تتفاضل بطهارة القلوب، والخشية من الله تعالى، والسعي في الأعمال الصالحة[3].
«إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم، وأموالكم»؛ أي: إن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى أجسام العباد، هل هي كبيرة أو صغيرة، أو صحيحة أو سقيمة؟ ولا ينظر إلى الصور، هل هي جميلة أو ذميمة؟ ولا ينظر إلى الأموال كثيرة أو قليلة؟ فلا يؤاخذ الله عز وجل عباده، ولا يحاسبهم على هذه الأمور، وتفاوتهم فيها، ( «(ولكن ينظر إلى قلوبكم»؛ أي: إلى ما فيها من التقوى، واليقين، والصدق، والإخلاص، وقصد الرياء، والسمعة، وسائر الأخلاق الحسنة، والقبيحة، «وأعمالكم»؛ أي: وينظر إلى أعمالكم من حيث صلاحها، وفسادها، فيُثيب، ويجازي عليها، فليس بين الله، وبين خَلْقِهِ صلة إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى، كان من الله أقرب، وكان عند الله أكرم، إذًا فعلى المرء ألَّا يفخر بماله، ولا بجماله، ولا ببدنه، ولا بأولاده، ولا بقصوره، ولا بشيء من هذه الدنيا أبدًا، إنما إذا وفَّقه الله للتقوى، فهذا من فضل الله عليه، فَلْيَحْمَدِ الله عليه، وإن خُذِل فلا يلومَنَّ إلا نفسه[4].
إن الدين جوهر ثمين، ومظهر رصين، كذلك الإنسان ينبغي أن يكون، فالجوهر داخلي يشمل القلب ونقاءه، والعقل وصفاءه، والروح وسموَّها، والنفس وتزكيتها، وأما المظهر الخارجي فجمال الخِلْقَةِ، وحسن الملبس، ورفاهية حياة الفرد[5].
والظاهر والباطن متلازمان، لا يكون الظاهر مستقيمًا إلا مع استقامة الباطن، وإذا استقام الباطن فلا بد أن يستقيم الظاهر؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألَا إن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد؛ ألَا وهي القلب»[6].
كذلك الدين الإسلامي موافق لطبيعة الإنسان بإقامة شعائر ظاهرة، وشعائر باطنة؛ فللدين شعائر ظاهرة مثل: الأذان، وإقامة الصلوات الخمس جماعة، وصلاة الاستسقاء، والكسوف، والعيد، والتراويح، وزكاة الفطر، وصوم رمضان، ومناسك الحج، وذبح الأضاحي، وإظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحلقات القرآن، ومجالس العلماء والدعاة، ورعاية الأعمال الخيرية[7].
وشعائر باطنة بالقلب كأعمال القلب الستة عشرة؛ وهي: الإخلاص، واليقين، والتفكر، والخشوع، والمراقبة، والورع، والتوكل، والمحبة، والرجاء، والخوف، والصبر، والرضا، والشكر، والغَيرة، والحياء، والتوبة، وأعظمها الإيمان بالله عز وجل، الذي يكون في القلب منه التصديق الانقيادي والإقرار، هذا بالإضافة إلى المحبة التي تقع في قلب العبد لربِّه ومعبودِهِ، والخوف، والرجاء، والإنابة، والتوكل، وما إلى ذلك[8].
ومدار قبول العمل كشعيرة ظاهرة على النية كعمل قلبي، وشعيرة باطنة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله، ورسوله فهجرته إلى الله، ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[9].
فلا تصح جميع العبادات الشرعية إلا بوجود النية فيها، التي محلها القلب، «ولكل امرئ ما نوى»، فإنما يعود على المسلم من عمله ما قصده منه، وهذا الحكم عام في جميع الأعمال من العبادات، والمعاملات، والأعمال العادية، فمن قصد بعمله منفعةً دنيويةً، لم يَنَلْ إلا تلك المنفعة، ولو كان عبادةً، فلا ثواب له عليها، ومن قصد بعمله التقرب إلى الله تعالى، وابتغاء مرضاته، نال من عمله المثوبة والأجر، ولو كان عملًا عاديًّا؛ كالأكل، والشرب[10].
كما أن موافقة الشرع شرط للقبول، فيحرُم سرقة المال للتصدق به، كذلك الإخلاص في العمل، وصرفه لله وحده شرط لقبوله أيضًا، وإلا كان العمل مردودًا على صاحبه؛ قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].
وقال أيضًا: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} [الزمر: 11].
وقال: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163].
قال الله تبارك وتعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه»[11].
فإذا عمل الإنسان عملًا من الطاعات مما يختص به الله، وجعله لله، ولغير الله، تركه الله فلم يقبله منه، ولم يُعْطِه ثوابًا عليه، فلو صلى الإنسان لله وللناس، لم يقبل الله صلاته؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي خَلَقَ الخَلْقَ، وهو الذي يرزقهم، فكيف يقابلون نعمه وأفضاله عليهم بإشراك غيره معه في التوجه إليه بالطاعة؟ بل الواجب عليهم إخلاص النية لله، وإفراده بالعبادة، فأخبر الله عز وجل أنه يتبرأ من العمل الذي لم يخلص فيه صاحبه النية له سبحانه، وشابَتْهُ شائبة الشرك فيرده على صاحبه، ولا يقبله؛ لأنه سبحانه لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه لا رياء فيه، ولا سمعة تخالطه، وفي الحديث: «إن الرياء إذا دخل في العبادة فإنها لا تقبل»[12].
إن الإسلام مظهر جميل، وجوهر أصيل، بل إن شئت فقل: جوهر، ثم مظهر متمم له، ودال عليه، لكن لا قيمة لمظهر بلا جوهر، أو لا فائدة من مظهر مشع وَضِيء بجوهر مظلم قميء، فالإنسان يسمو بأخلاقه، ويرتقي بحسن سماته، ويفضُل بمآثر شِيَمِهِ، وجميل صفاته[13]؛ فقد مُدِحَتِ امرأة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: «صوامة قوامة إلا أن فيها بخلًا، قال: فما خيرها إذن» ؟[14]، وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ((يا رسول الله، إن فلانة تقوم الليل، وتصوم النهار، وتفعل، وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير فيها، هي من أهل النار» ، قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتصدق بأثْوَارٍ، ولا تؤذي أحدًا؟ فقال رسول الله: هي من أهل الجنة))[15].
يقول أبو هريرة رضي الله عنه: ((قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن فلانة))، هذا كناية عن اسم امرأة معروفة، ((تقوم الليل))؛ أي: تتهجد، وتتنفل في الليل، ((وتصوم النهار))؛ أي: تطوعًا وقربةً لله، وتفعل، وتصدق، هذا كله كناية عن فعلها الطاعات والعبادات، وإكثارها من النوافل، ((وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير فيها، هي من أهل النار».
فكثرة العبادات والطاعات لا تغني عن صاحبها نفعًا إذا ما تداخل معها إيذاء الآخرين، وبالأخص الجيران، حتى لو وقع هذا الإيذاء بالقول دون الفعل، قالوا: أي: صحابة النبي صلى الله عليه وسلم: ((وفلانة تصلي المكتوبة))؛ أي: تقتصر على الفريضة على عكس المرأة الأولى التي تكثر من النوافل، ((وتصدق بأثوار))؛ أي: القطع من الأقِطِ؛ وهو اللبن المجفَّف، ((ولا تؤذي أحدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي من أهل الجنة»، وذلك ببركة إحسانها إلى جيرانها، ولم يقع منها ما فيه معصية؛ لأن مدار أمر الدين على اكتساب الفرائض، واجتناب المعاصي[16].
فالعبادة وإن كانت غاية لخلق البشر؛ قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وامتثال لأمر الخالق – إلا أنها في نفس الوقت وسيلة لمحبة الله تعالى، وللتقرب إليه بجنس ما افترض، والغاية المثلي والهدف الأهم هو أنها وسيلة لتقويم اعوجاج الإنسان، وتهذيب أخلاقه، وضبط تعامله مع الآخرين، واستقامة سائر معاملاته، وصلاح حاله، ومآله في الدنيا، وعمارة الكون، وعلى ذلك فتثمر العبادة خُلُقًا حسنًا، وخلالًا طيبة، واستقامة لا اعوجاج بها، ولينَ طبعٍ، ويُسْرَ تعاملٍ، وصدقَ قولٍ، ووفاءَ وعدٍ، وبرَّ عهدٍ، وحسن جوار، وكرم ضيافة، وإكثار صدقة، وبرًّا للوالدين، والأقارب، ومحبة لجميع المسلمين، وجبرًا لخواطر ذوي الحاجة، ومساعدة ذوي الفاقة، وتمني الخير للغير ما قد يتمناه لنفسه، فقد غفر الله تعالى لرجل أزال غصن شوك من طريق؛ فقد روى أبو هريرة: ((بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق، فأخذه فشكر الله له، فغفر له))[17].
وقد غفر الله تعالى لامرأة بغيٍّ من بني إسرائيل سقت كلبًا: ((بينما كلب يُطِيف برَكِيَّة، كاد يقتله العطش، إذ رأتْهُ بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل، فنزعت مُوقَها فسَقَتْهُ فغُفر لها به))[18].
فالراحمون يرحمهم الرحمن، حتى لو كانت رحمتهم للحيوان، فضلًا عن الإنسان، ولا يوجد ذنب يستعظم على الله سبحانه، فهو الغفور الرحيم لمن تاب وأناب؛ حيث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى غفر لمومسة، وهي المرأة الزانية المجاهرة بالفجور؛ لأنها مرت بكلب على رأس ركي - أي: بئر - يلهث، فيُخرج لسانه من العطش يكاد يموت منه، فنزعت هذه المرأة خفَّها، والخُفُّ: ما يُلبَس في الرجلين من جلد رقيق، وربطته بغطاء رأسها، فأنزلته في البئر حتى وصل إلى الماء، وامتلأ، ثم جلبت به الماء من البئر، وسقت الكلب، فغفر الله لها بهذا الفعل لأجل رحمتها بالكلب، وفي الحديث: إن الرفق والرحمة لا تختص بالإنسان، بل تتعداه إلى كل ما فيه روح، وتلك من أعظم تعاليم الإسلام الحنيف، وفيه: فضل سَقْيِ الماء، وكونه من أعظم القربات، وفيه: التنفير من الإساءة إلى البهائم والحيوان، وفيه: أن الله تعالى يتجاوز عن الكبيرة بالعمل اليسير تفضُّلًا منه سبحانه[19].
وفي رواية أخرى أدخل الله تعالى رجلًا الجنةَ؛ لأنه سقى كلبًا؛ فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن رجلًا رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خُفَّه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة»[20].
وإن لم تثمر العبادات كلها ما سبق من خُلُقٍ، ورحمة، وعطف، وإحسان، وبرٍّ، وشفقة - فلا قيمة لها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر»[21].
وهذا محمول على من صام ولم يخلص النية، أو لم يتجنب قول الزور، والكذب، والبهتان، والغِيبة، ونحوها من المناهي فيحصل له الجوع والعطش، ولا يحصل له الثواب، أو هو الذي يفطر على الحرام، ولا يحفظ جوارحه عن الآثام، «ورُبَّ قائم»؛ أي: متهجد بالصلاة في الليل، «ليس له من قيامه إلا السهر»؛ وذلك لسوء نيته، أو غصب منزل صلاته، أو نحو ذلك، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجوع، والعطش، والتعب، والسهر حظه من عمله كالتهكم، كأنهما أجره ومطلوبه، وفيه زجر عن إتعاب الإنسان بدنه، وإجاعته، وإعطاشه مع عمل لا أجر له فيه، والمراد به المبالغة، والنفي محمول على نفي الكمال، أو المراد به الْمُرائي، فإنه ليس له ثواب أصلًا[22].
فالإنسان يرتقي بأخلاقه التي نَمَتْ وأثمرت في ظل عبادة خالصة، وتوحيد تام لله تعالى وحده لا شريك له؛ إذ العبادة بلا ناتج لخُلُقٍ عميم، وسلوك قويم، وسَمْتٍ حسن حميم، عبادةٌ جوفاء لا روح فيها، ولا هدف منها، ولا مضمون بها؛ إذ الإيمان تصديق بالجِنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان، فأول الإيمان، وأساسه، وسببه تصديق القلب، وتسليم العقل بأن الله تعالى وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، ثم يأتي دور النطق باللسان إقرارًا بالتوحيد، ثم يعقُبه عمل الجوارح تصديقًا للسان والقلب، فبدون القلب والعقل اللذين هداهما الله تعالى له، واللذين يوجهان سلوك الفرد، ويحركان جوارحه بالعمل، ما كانت طاعة ولا عبادة[23].
كما أن للإسلام عبادة شعائرية، وعبادة تعاملية مع الجميع، وكلاهما متمم للآخر، فحسن التعامل مع الناس، والخُلُق الطيب، وعدم الإيذاء قولًا كان أم فعلًا، هي نتاج عبادة خالصة لله، والإخلاص لله في العبادات يثمر كل خير، وينتج كل نفع، ويخرج كل خلق حسن، لكن إذا ساءت الأخلاق، وعم الإيذاء، فلا قيمة للعبادة، وإن كانت تامة وكثيرة، كذلك حسن الخلق، وعدم الإيذاء مع تفريط بالعبادة، أو تقصير بها هو ضياع للنفس، وظلم لها، وخسارة للدنيا قبل الآخرة، فالإسلام بجانب بنائه على أركان ثابتة، وأعمدة راسخة من شهادة بتوحيد الله تعالى، وإقرار برسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإقامة للصلاة، وإيتاء للزكاة، وصوم لرمضان، وحج لبيت الله تعالى، هو كذلك كف للأذى، ولو تنحية شوكة بطريق، وحسن معاملة، وطيب عشرة، وجميل مجاورة، وإعمار للكون بما فيه من أرض، ونفس، وروح، واستقامة كاملة، وأخلاق سامية، أثمرها إخلاص عبادة باطنة بالجنان، وكمال عبادة ظاهرة بالأركان، لكن للأسف يتوهم البعض بأن عبادته التامة من صلاة، وصيام، وزكاة، وصدقة، وحج مع إيذاء الناس هو أمر مقبول، وثقل ثواب عبادته مقدَّر وموزون، وأنه قد ربح الآخرة، ومستحق للجنة، لكنه طبقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم مُفْلِسٌ في الآخرة؛ حيث أكلت مظالمه للناس وإيذاؤه لهم ثواب عبادته، حتى تَفْنَى الحسنات، فيُطرح عليه من سيئاتهم، ثم يُطرح في النار؛ فقد روى أبو هريرة: «أتدرون ما المفلس» ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيَتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار»[24].
فيبيِّن النبي صلى الله عليه وسلم بأن المفلس في الآخرة، هو «من يأتي يوم القيامة بصيام، وصلاة وزكاة» مقبولات، قد أدَّاها كما أمره الله، وذِكْرُ هذه العبادات ليس للحصر، بل هو تمثيل يشمل جميع الطاعات، ولكنه يأتي، «وقد شتم هذا»؛ أي: وقع منه شتم وسبٌّ لأحد، «وقذف هذا»؛ وهو الاتهام بالزنا، ونحوه، «وأكل مال هذا» بالباطل، «وسفك دم هذا» فأراق دمه بغير حق، «وضرب هذا» من غير استحقاق، أو زيادة على ما يستحقه، وذكر هذه السيئات ليس للحصر، بل هو تمثيل يشمل جميع المعاصي، والمقصود جميع حقوق العباد، والمعنى: من جمع بين تلك العبادات، وهذه السيئات، فيُعطى هذا المظلوم بعض حسنات الظالم، ويُعطى المظلوم الآخر بعض حسناته، فإن فنيت حسناته، قبل أن يؤدي ما عليه من الحقوق، أخذ الظالم من سيئات أصحاب الحقوق، فطُرحت على هذا الظالم، ووُضعت عليه، ثم أُلقِيَ ورُمِيَ في النار كي يعذب بها بقدر استحقاقه إن لم يغفر له، وفيه إشعار بأنه لا عفو ولا شفاعة في حقوق العباد، إلا أن يشاء الله، فيُرضي المظلوم بما أراد، حتى إذا انتهت عقوبة تلك الخطايا، رُدَّ إلى الجنة إن كانت هناك حسنات باقية، وإلا فببركة الإيمان وبما كُتب له من الخلود[25].
فالعبادة التعاملية القائمة على الأخلاق الحسنة، والمعتمدة على الخِلال الطيبة، وارتباطها الوثيق بالعبادة الشعائرية؛ من صلاة، وزكاة، وصيام وغيره، فكلاهما (العبادة التعاملية والشعائرية) قد جاء بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحيٍ من الله تعالى لصلاح حال المسلمين، واستقامة أمرهم علي نهج قويم، وخلق فاضل عميم، وليس أدل على أهمية تلك العبادتين، وارتباطهما الوثيق من برهنة سيدنا جعفر بن أبي طالب للنجاشي بصحة دين الإسلام، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم خير الأنام، باشتمال الإسلام على قيم عالية؛ كصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، وعبادات سامية؛ كالصلاة، والزكاة، والصيام قد هذبت سلوكهم، ومحت سوء أخلاقهم، وقوَّمت اعوجاج نهجهم من جاهلية سدَّت عن التفكير كل أفق، وانحدار سحيق بكل نفق، وصدَّتهم عن الهدى إلى الغي، والبغي، والرَّدى، وصرفتهم عن الحق إلى الباطل، ونَأَتْ بهم من الحسن إلى القبح؛ حيث قال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي: "أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف...".
انظر - أخي الكريم - إلى وصف سوء حالهم قبل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم من جاهلية أخلاقية تامة، ثم انظر إلى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لمحو تلك الجاهلية بأخلاق عالية، وعبادات سامية، فقال: "حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده... وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، ولا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام... فعدا علينا قومنا، وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان... وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا، وظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا، وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألَّا نُظلَمَ عندك أيها الملك".
فهذا شرح وافٍ، ووصف شافٍ لدين الإسلام الواصل بين العبادة الظاهرة، والأخلاق الفاضلة، بصلات وثيقة، وأربطة عميقة، ذلك الدين هو الأجدر بالانتساب له، والدخول فيه باعتناق الجميع له[26].
إن آفة البعض الانفصام التام بين عبادته الظاهرة، وسلوكه العام مع الناس؛ حيث يظن أكثر الناس تعلقًا بالتدين الشكلي دون المضمون، وبالقالب دون القلب، وبالمظهر دون الجوهر - أن الإسلام قد انحصر في النقاب، وتقصير الثياب، ولبس الأبيض من الجلباب، وأنه بذلك المظهر قد التزم دينيًّا، بل وامتاز على غيره بفعل ذلك، وحاز صكًّا من الله تعالى بدخول الجنة لمجرد التزامه بتلك الصورة الخالية الخاوية من أي مضمون داخلي، قد أمر به الدين لتزكية النفس، وطهارة القلب، وعفة اليد، وحسن للسان، وسمو للروح، وغض للعين، وكف للأذى؛ فالدين كما أمر بستر البدن بالثياب، وتغطية العورة بالجلباب بقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]، فالزينة هي لبس الثياب؛ حيث كان العرب في الجاهلية رجالًا ونساءً يطوفون بالبيت عراة، فأمرهم الله أن يلبسوا ثيابهم، ولا يتعروا - كذلك أمر الدين بستر كافة الحواس عن الحرام، فالعين لا تنظر لما حرم، واليد لا تعتدي على الغير سرقة أو ضربًا، فالله تعالى لبني آدم قد كرَّم، والعورة المغلظة عن الزنا، واللسان عن الفحش، والكذب، والغيبة، والنميمة، والسمع عن التنصت، والقلب عن آفاته، وقسوته، وحقده، وغله، والنفس عن الشح، والبخل، والعقل عن تغييبه، وتعطيله، والروح عن شقائها بالبعد عن خالقها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تدرون من المسلم» ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» ، قال: «تدرون من المؤمن» ؟ قالوا: الله يعني ورسوله أعلم، قال: «من أمِنَه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السوء فاجتنبه»[27].
ففي هذا الحديث يخبر عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تدرون من المسلم» ؟ أي: من المسلم الحق، قالوا: الله ورسوله أعلم، وهذا حسن أدب من الصحابة رضي الله عنهم في تسليم الأمر لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، قال: «من سلم المسلمون من لسانه، ويده»؛ أي: إن المسلم الكامل الجامع لخصال الإسلام ليس فقط من اقتصر على تقصير الثياب، أو مسلمة ارتدت فقط النقاب، فالمسلم من لم يؤذِ مسلمًا بقول ولا فعل، وخص اللسان واليد لكثرة أخطائهما وأضرارهما؛ فإن معظم الشرور تصدر عنهما؛ فاللسان يكذب، ويغتاب، ويسب، ويشهد بالزور، واليد تضرب، وتقتل، وتسرق، إلى غير ذلك، وقدم اللسان لأن الإيذاء به أكثر، وأسهل، وأشد نكايةً، ويعم الأحياء والأموات جميعًا، قال: «تدرون من المؤمن» ؟ قالوا: الله يعني ورسوله أعلم، قال: «من أمنه المؤمنون على أنفسهم، وأموالهم»؛ أي: المؤمن الحق الذي تحققت فيه صفة الإيمان، وظهرت عليه علاماته، هو من يأمنه الناس ولا يخافونه على أنفسهم، وأرواحهم، وأموالهم، فلا يقتل، ولا يسرق، ولا ينهب، ويحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه؛ لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه، فأولى أن يحسن معاملة ربه، من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى، «والمهاجر من هجر السوء فاجتنبه»، أي: المهاجر الكامل: هو من هجر ما نهى الله عنه، فالمهاجر الممدوح: هو الذي جمع إلى هِجران وطنه وعشيرته هِجرانَ ما حرم الله تعالى عليه، فمجرد هجرة بلد الشرك مع الإصرار على المعاصي ليست بهجرة تامة كاملة، فالمهاجر بحقٍّ هو الذي لم يقف عند الهجرة الظاهرة، من ترك دار الحرب إلى دار الأمن، بل هو من هجر كل ما نهى الله عنه، وأبعده عن حياته وأخلاقه[28].
وكما أمَرَ الدين بإدناء الثياب على البدن، أمَرَ بإرخاء اليد بالصدقة، ومد يد العون للمحتاج، وإطالة أمَدِ العفو، والصفح، واللين، وجبر الخواطر، وتفريج الكرب، وإزالة الهمِّ، وتيسير العسر، ومد جسور الأمن، والأمان، والسلم، والسلام، والرحمة، والتناصح، والتسامح[29].
جميل أن يبدو شكل المسلم أنيقًا، ولبسه نظيفًا، ولون ملبسه أبيض، لكن الأجمل أن يتوافق ذلك، ويكتمل بقلبه الأبيض العامر بذكر الله، ذلك القلب نقي وموحد لله تعالى بالعبادة، وخالٍ من أي شائبة من شوائب الشرك، والجهل، والحقد، والظلم فتكتمل الصورة، ويثمر الغرس، ويؤتي أكله[30].
جميل أن تتحجب المسلمة أو تنتقب، فلا يُرى منها زينة، ولا عورة، ولا فتنة تفتن بها غيرها، وتصده عن ذكر الله، لكن الأجمل أن تحجب المرأة سائر أذاها عن الناس، وتمنع شرها عن الخَلْقِ؛ لأن الدين كلٌّ لا يتجزأ، فشرائع الدين الظاهرة ترتبط بشرائعه الباطنة.
إن التدين المعتمد على المظهر دون الجوهر يساهم في تشويه صورة الإسلام، فمن يحمل لواء المظهر دون الجوهر، يتمسك بأمور شكلية لا صلة لها بجوهر الإسلام؛ ما يجعل الأمر بصورة واحدة، وهي اختزال الإسلام في الشكل والمظهر فقط، مع غياب المفهوم الحقيقي للإسلام[31].
إن أعْيُنَ غير المسلمين منعقدة على سلوك بعض المسلمين، وتصرفهم المنفصم عن الحقيقة، والمنفصل عن الصواب، والبعيد عن الواقع الإيماني الحق لأدائهم عبادات لم تثمر بهم ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن الحق كما أثمرت في السابقين والمعاصرين، ممن صدقت عبادتهم فحسُنت أخلاقهم؛ حيث وقعت بصائر الغرب على ثلة من جهلة العلم، وحديثي العهد بالفهم فبدت لهم صورة خاوية، ومظهرًا شكليًّا خاليًا من أي قيمة أو خُلُقٍ، ما أدى إلى تشويه صورة الإسلام بأعينهم، وإن كانت صورة الإسلام جميلة، نظرًا لواقع حالهم المتدني، وإن كفل الإسلام لمعتنقيه رُقِيًّا يطول عَنان السماء، وإن تضمن الدين كل نقاء، وصفاء، وطهر، ووهن قدراتهم، وضعف نتاجهم الفكري، والمادي، رغم اشتمال القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة على إعجاز بكل ميدان، وقلة ترابطهم أسوة بغيرهم من الأمم المترابطة القوية رغم رحابة الإسلام، وقوته، وشموله، وسموه، وكثرة المسلمين عددًا، ورجاحتهم عقلًا، وفقر حالهم بالرغم من غنى أوطانهم بكنوز الدنيا المادية، والبشرية، لكن الخلل القاطع، والتردي القابع يكمن في اهتمام بعض المسلمين بالمظهر، وانعدام الجوهر[32].
فأسوأ شيء أن يتقدم المظهر على الجوهر حينها يكون الاعتناء بالقشور، وترك أساس وغاية الأمور، فنجد أنه ارتسمت عليه سمات التدين، ومظاهر الالتزام، لكن لو فتشت عن المضمون والجوهر، لَوجدتَه خاويًا خاليًا.
إن حياتنا أصبحت في غالبها مظاهر فإننا لا نبالغ إطلاقًا؛ إذ نحن في زمن بات الجوهر آخر ما يفكر فيه الناس، فكثير من الناس ينخدعون بمظهر لا يعكس الواقع إطلاقًا؛ لأن الواقع في أساسه يكشفه كثير من العوامل منها السمات والصفات، هذا المفهوم ينطبق على كثير من الأمور في حياتنا منها التدين[33].
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 14]، لقد نـزلت الآية الكريمة في أعراب من بني أسد بن خزيمة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهؤلاء الأعراب: قولوا أسلمنا، ولا تقولوا آمنا، فقال بعضهم: إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ لأن القوم كانوا صدقوا بألسنتهم، ولم يصدقوا قولهم بفعلهم، فقيل لهم: قولوا أسلمنا؛ لأن الإسلام قول، والإيمان قول، وعمل.
وعلى ذلك فكل من يجعل الإسلام في قوله دون فعله، ومظهره دون جوهره، وقالبه دون قلبه، ولسانه دون عمله، وعبادته دون تعامله كان كأعراب بني أسد بن خزيمة[34].
على كل مسلم أن يراجع نفسه متسائلًا: هل سلم المسلمون من لساني ويدي؟
هل أمن الناس من اعتدائي على أموالهم، وأعراضهم، وأنفسهم؟
هل هجرتُ ما نهى الله تعالى عنه؟
هل أعطيت الحقوق لأصحابها، أم أكلت الحقوق فضاع أهلها؟
هل أعطيت البنات ميراثهن، أم أحللت لنفسك ما حرم الله فشرعت ما لم يَرِدْ في كتاب ولا سُنَّة؟
هل تحريت الحلال نهجًا في كل شرعة، وأصلًا بكل وادٍ، أم أدخلت الحرام على الحلال ليكثره، فدخل الحرام على الحلال فبعثره؟!
هل أثمرت عبادتك القلبية، والقولية، والظاهرية حسن خُلُقٍ، فلم تغش ببيع، ولم تكذب بقول، ولم تخُنْ عهدًا، ولم تضيع أمانة، ولم تؤذِ أحدًا، ولم تنسَ وعدًا، أم أن الإسلام لديك عبادة دون عمل، وقول دون فعل، ومظهر دون جوهر؟!
إن الإسلام - أخي الحبيب - كلٌّ لا يتجزأ، تصديق، وإقرار، وعمل، وليس قصرًا على النقاب، وحصرًا بتقصير الثياب، وارتداء أبيض الجلباب[35].
[1] الكاتب.
[2] الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 1862، خلاصة حكم المحدث: صحيح، الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[3] الكاتب.
[4] الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[5] الكاتب.
[6] أعمال القلوب، اسم المؤلف: د. خالد بن عثمان السبت، الناشر: مؤسسة العلم والتأصيل دار ابن الجوزي الدمام، سنة الطبع: 1439هـ 2017م.
[7] نعمة إظهار شعائر الإسلام، خالد سعود البليهد.
[8] أعمال القلوب، اسم المؤلف: د. خالد بن عثمان السبت، الناشر: مؤسسة العلم والتأصيل - دار ابن الجوزي - الدمام، سنة الطبع: 1439هـ - 2017م.
[9] الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 54، خلاصة حكم المحدث: صحيح، التخريج: أخرجه مسلم (1907) باختلاف يسير.
[10] الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[11] الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2985، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
[12] الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[13] الكاتب.
[14] رواه البيهقي في (شعب الإيمان) (7/ 442) (10912).
[15] الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 88، خلاصة حكم المحدث: صحيح، التخريج: أخرجه أحمد (9675)، والبخاري في الأدب المفرد (119) واللفظ له، والبزار (9713).
[16] الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[17] الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 536، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه، التخريج: أخرجه البخاري (2472)، وأخرجه مسلم (1914) باختلاف يسير.
[18] الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3467، خلاصة حكم المحدث: صحيح، التخريج: أخرجه البخاري (3467)، ومسلم (2245).
[19] الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[20] حدثنا إسحاق، أخبرنا عبدالصمد، حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار، سمعت أبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ [صحيح البخاري].
[21] الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1380، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح، التخريج: أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3249)، وابن ماجه (1690) واللفظ لهما، وأحمد (9683) باختلاف يسير.
[22] الدرر السنية، الموسوعة الحديثية.
[23] الكاتب.
[24] الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2581، خلاصة حكم المحدث: صحيح، التخريج: من أفراد مسلم على البخاري.
[25] الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[26] الكاتب.
[27] الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: تخريج المسند لشاكر، الصفحة أو الرقم: 11/ 190، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح، التخريج: أخرجه أحمد (7017) واللفظ له، والطبراني (14/ 26) (14610).
[28] الموسوعة الحديثية، الدرر السنية.
[29] الكاتب.
[30] الكاتب.
[31] الدين جوهر، وليس مظهرًا، بندر عبدالرزاق مال (8/ 4/ 2021م)، صحيفة شاهد الآن الإلكترونية.
[32] الكاتب.
[33] الدين جوهر، وليس مظهرًا، بندر عبدالرزاق مال (8/ 4/ 2021م)، صحيفة شاهد الآن الإلكترونية.
[34] الكاتب.
[35] الكاتب.
______________________________________________________________
الكاتب: حسام الدين أبو صالحة
- التصنيف: