فوائد مختصرة من المجلد السابع من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين[1]
المجموعة الأولى من فوائد مختصرة من المجلد السابع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الأولى من فوائد مختصرة من المجلد السابع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
أهمية الصلاة:
& من أهمية الصلاة أنها فرضت على العباد خمسين صلاة في اليوم والليلة, وهذا يدل على أهميتها ومحبة الله لها, وأنها جديرة بأن يفني الإنسان أكثر وقته فيها.
& قال بعض أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, إن من ترك صلاة الجماعة مع قدرته عليها فإنه لا صلاة له. فأحث إخواني على الاهتمام بالصلاة في أوقاتها مع الجماعة, وأن يكملوها بالنوافل الرواتب...وهي اثنتي عشرة ركعة.
رفع البصر إلى السماء في الصلاة:
& من الخشوع في الصلاة أن لا يرفع الإنسان بصره إلى السماء, لا حال الدعاء في القنوت, ولا حال الرفع من الركوع, ولا حال الجلوس بين السجدتين, أو في التشهدين, لأن رفع البصر إلى السماء في الصلاة محرم.
& نحن نشاهد في المسجد الحرام وفي غيره من المساجد من يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة, لاسيما في دعاء القنوت, وهذا حرام عليهم لا يجوز.
& ذهب بعض العلماء إلى أن الإنسان إذا رفع رأسه إلى السماء, وهو يصلى فإن صلاته تبطل, ويجب عليه أن يعيدها من جديد.
فائدة تفريق أوقات الصلوات:
& الفائدة الأولى: ألا يحصل الملل والتعب للإنسان لأنه لو صلى سبع عشرة ركعة في وقت واحد ربما يتعب ويمل. الفائدة الثانية: ليكون هذا التفريق كسقي الشجرة كلما غفل الإنسان عن ذكر الله رجع إلى ذكره.
إقامة الصلاة من أسباب الرزق:
& إقامة الصلاة من أسباب الرزق, قال الله تبارك وتعالى: { ﴿ وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ﴾ } [طه:132] وهذا يدلُّ على أن إقام الصلاة من أسباب الرزق.
هل الأفضل تقديم الصلاة أو تأخيرها:
& الأفضل في جميع الصلوات الخمس التقديم إلا العشاء فالأفضل فيها التأخير ما لم يشق, وبناء على ذلك إذا كان جماعة في رحلة أو في سفر...فالأفضل التأخير, وكذلك النساء في البيوت الأفضل لهن أن يؤخرن صلاة العشاء إلا إذا شقّ عليهم
& هل الأفضل أن أصلي مع الجماعة في أول صلاة العشاء, أو أن أؤخرها إلى آخر الوقت؟ قلنا: تصلي مع الجماعة, لأن صلاة الجماعة واجبة, وتأخير صلاة العشاء إلى آخر وقتها سنة ولا معارضة بين الواجب والسنة لأن الواجب أهم فيجب تقديمه
& الصلوات غير صلاة العشاء الأفضل فيها التقديم لكن لو قال قائل: إن قدمت الصلاة صليت وجدي, وإن أخرتها صليت مع الجماعة, لأن هناك جماعة يؤخرون فهل أقدِّم أو أؤخر؟ قلنا: يؤخر لأن الجماعة واجبة والتقديم سنة.
& يستثنى من ذلك أيضًا صلاة الظهر إذا اشتد الحرُّ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( إذا أشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصلاة, فإن شدة الحرُّ من فيح جهنم ))
السجود على اليدين قبل الركبتين:
& إذا كان الإنسان ضعيفًا أو كبيرًا في السن, أو مريضًا, أو في رُكبتيه ألم, وأحب أن يسجد على بديه قبل الركبتين فهذا لا بأس به للجاجة إليه, أما مع عدم الحاجة فهو مكروه أن يبدأ باليدين قبل الركبتين.
الدعاء في الجلوس بين السجدتين:
& " رب اغفر لي " يعني: استر عليَّ ذنوبي حتى لا يطلع عليها أحد سواك, لأن الأنسان لا يحب أن يطلع الناس على ما فعله من المعاصي, وأيضًا تجاوز عني ولا تعاقبني عليها.
& " ارحمني " فمعناه: قدّر لي الرحمة التي بها حصول المطلوب وزوال المكروه.
& " عافني " أي: من المرض الحسي والمعنوي, والحسي هو مرض البدن, والمعنوي: مرض القلب نسأل الله السلامة من الأمرين يعني عافني من مرض القلب ومرض البدن
& " اجبرني " أي: اجبر نقصي, لأن الإنسان دائمًا في نقصٍ, إما أن يتهاون بواجب, وإما أن يفعل محرمًا, فتسأل الله تعالى أن يجبرك. كذلك الإنسان ناقص في علمه دائمًا يعلم الشيء ثم ينساه, فتسأل الله أن يجبرك في كل نقص يَرِدُ عليك.
& " ارزقني " أي رزقًا ماديًا أو معنويًا رزقًا مادياً يكون به غذاء البدن ورزقًا معنويًا يكون به غذاء القلب. والرزق المادي...مثل الطعام والشراب واللباس والسكن. والمعنوي كالإيمان والعلم والعمل الصالح وغير ذلك مما ينفع الإنسان في الآخرة
& الغالب على الناس _ وأنا منهم _ أن الإنسان يقول هذه الكلمة ولا يشعر حين قولها أنه يسأل الله النوعين من الرزق, الرزق المادي البدني, والرزق القلبي الروحي, والذي ينبغي لنا أن نستحضر هذه المعاني لنكسب أجرًا وفضلًا.
الصلاة الحقيقية:
& لو صلينا حقيقة لنهتنا صلاتنا عن الفحشاء والمنكر, ولكنا نصلى وقلوبنا في وادٍ وأجسامنا في وادٍ, ولذلك لا نجد اللذة التي يجدها المخلصون في قلوبنا ولا نجد أن قلوبنا تغيرت.
& الإنسان يدخل في صلاته في قلب ويخرج منها في نفس القلب, لا يرى أن قلبه استنار, ولا يرى أنه كره الفحشاء والمنكر, لكن هو على ما هو عليه, وهذا يدلُّ على أننا لا نؤدي الصلاة ولا نعطيها حقها.
من قام إلى ثالثة في صلاة التراويح:
& إذا أخطأ الإمام في التراويح وقام إلى الثالثة, فإنه يجب عليه أن يرجع متى ذكر, سواء ذكر قبل القراءة أو في أثناء القراءة, أو في الركوع أو بعد الركوع يجب عليه أن يرجع ويجلس ويقرأ التشهد ويسلم ثم يسجد للسهو سجدتين بعد السلام
إصابة السنة أفضل من كثرة العمل:
& إصابة السنة أفضل من كثرة العمل. فلو قال إنسان: أنا أريد أن أصوم كل الدهر, وآخر قال: أصوم يومًا وأفطر يومًا, فالثاني أفضل, مع أنه أقل عملًا, لأنهُ أصاب السنة.
طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله:
& طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله, وقد يكون أوجب وأولى من الجهاد بالسلاح, لا سيما إذا أشربت أعناق البدع, وظهرت الغوغاء في الفتاوى, وأُعجب كل إنسان برأيه وإن كان قاصرًا في علمه.
نقول: اللهم صلّ على محمد, لا نتعدى ما قال لنا:
& إن قيل: هل تقول اللهم صلِّ على سيدنا, أم اللهم صلِّ على محمد؟ قلنا: نقول اللهم صلِّ على محمد, لأنه سيدنا, وإذا كان سيدنا لا يمكن أن نتعدى ما يقول لنا, لأن مقتضى السيادة علينا أن نأخذ بما قال فقط ولا نزيد, فنقول اللهم صلّ على محمد
فتنة المحيا:
& فتنة المحيا هي: كل ما يصد عن دين الله, فهو فتنة,...من أمثلة ذلك: المثال الأول: رجل يعلم أن شرب الخمر حرام, ولكنه ابتلي, فغلبته الشهوة فهذه فتنة المثال الثاني: رجل اشتبه عليه الحق بالباطل, فأخذ بالباطل, لأنه ما علمه, فهذه فتنة
فتنة الممات:
& الفتنة قبل الموت أن الإنسان إذا حضره أجله جاء الشيطان فأورد عليه الشبهات حتى ربما يخرج من الدين عند موته, ولهذا ينبغي أن نسأل الله دائمًا حُسن الخاتمة
& اعلم أن أحرص ما يكون الشيطان عند الموت, لأن هذه كما يقولون ساعة الصفر هذه الحال, هذه الحاسمة إما إلى الجنة, وإما إلى النار.
منتصف الليل:
& أقسم ما بين الغروب إلى طلوع الفجر نصفين, فالنصف هو منتصف الليل, فإذا قُدّر أن الشمس تغرب الساعة الثانية عشرة ويطلع الفجر الساعة الثانية عشرة فيكون نصف الليل في الساعة السادسة, وهذا يختلف باختلاف الصيف والشتاء.
إجابة المؤذن:
& إجابة المؤذن سنة مؤكدة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( «إذا سمعتم النداء, فقولوا مثل ما يقول المؤذن » )) حتى أن بعض العلماء قال: إنها واجبة.
زكاة الفطر
& زكاة الفطر...لو أخرج دراهم بدلًا من الطعام, فإن ذلك لا يجزئه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها من الطعام, ولأنه فرضها من أجناس متنوعة مختلفة الجنس, مختلفة القيمة, ولو كانت القيمة معتبرة لفرضها من جنس واحدٍ.
& ما ذكره بعض العلماء من جواز إخراج القيمة, فإنه قول ضعيف.
& لعل النبي صلى الله عليه وسلم أراد حين فرضها صاعًا من طعام أن نتبين هذه الشعيرة, وأن يعرفها الصغار والكبار من أهل البيت فيأتي الرجل بالكيس من الشعير أو من البُرِّ أو من التمر ويكيله أمام الصبيان حتى يعرفوا هذه الشعيرة.
& زكاة الفطر تتبع البدن, فمنى وجدت في وأنت في بلد فأدها وأنت في هذا البلد سواء كانت بلدك أم بلد غيرك من المسلمين.
جدب القلوب:
& جدب القلوب يكون لقلة العلم, وقلة الإيمان, فإذا قلَّ العلم صار الناس يعبدون الله على جهل, لا تنفعهم العبادة, وإذا قلَّ الإيمان أصبح في الناس استكبار وإعراض عن الحق, وفسدت الدنيا كلها.
متفرقات:
& معنى قولك: اللهم صلِّ على محمد, أي: اللهم أثنِ عليه في الملأ الأعلى.
& الخشوع...: هو سكون القلب وطمأنينته بحيث يظهر ذلك على الجوارح.
& ابن القيم رحمه الله...كتابه العظيم الذي لم يُؤلف مثله في بابه وهو إعلام الموقعين
& لا يجوز أن يقرأ القرآن أحد في السجود وينهي عن ذلك ولقد نهى النبي عن ذلك
& الكفار يحبون الكلب لأنه خبيث, والخبيثات للخبيثين.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: