يا من تريد الفوز برمضان عليك الاستعداد من الآن
رمضان هو فرصة ومنحة إلهية تأتي مرة واحدة في العام؛ ولذلك على كل مسلم أن يدرك تلك الفرصة لنَيلِ العفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، ولا يفرط في ثانية واحدة فيه.
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
رمضان هو فرصة ومنحة إلهية تأتي مرة واحدة في العام؛ ولذلك على كل مسلم أن يدرك تلك الفرصة لنَيلِ العفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، ولا يفرط في ثانية واحدة فيه.
كثير من الناس يظن أنه سيستيقظ في أول يوم من رمضان تملؤه القوة الإيمانية والنشاط، والهمة للعبادة والطاعة، على الرغم من تقصيره وتفريطه طوال العام، ثم يفاجأ بعكس ذلك، وهذا طبيعي؛ لأنه يجني ثمار عام كامل من الذنوب والتقصير والتفريط في حق الله، فمن أراد الفوز في رمضان، فعليه الاستعداد من الآن.
أول ما يجب على المسلم الاستعداد به هو التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، فكيف للقلب أن يخشع وقد غطاه الرَّين من الذنوب والمعاصي، وكيف للنفس أن تُقلِعَ عن فِعْلِ المعصية في رمضان وقد اعتادت عليها؟
فالإقلاع عن المعاصي والرجوع إلى الله هو أولى السُّبُل لتهيئة القلب والنفس للفوز برمضان.
صلاة الفريضة:
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي عماد الدين، من حفِظها حفِظ الدين، ومن ضيَّعها هانت عليه المعاصي وغلبه هواه؛ قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]، فالمسلم الفَطِن عليه أن يدرِّب نفسه قبل رمضان على أدائها في وقتها بطمأنينة وخشوع؛ ليكون ذلك يسيرًا عليه في رمضان.
وِرْدُ القرآن:
هل يعقل أن إنسانًا لم يقرأ شيئًا من القرآن طوال العام، أن يأتي عليه رمضان فيقرأ في اليوم جزءًا وجزأين، فضلًا على أن يقرأ خمسة أو عشرة أجزاء؟ فهذا لا يكون إلا بعلاقة طويلة مع القرآن، قراءة وسماعًا وحفظًا وتدبرًا؛ ولذلك مَن يُرِد الفوز بشهر القرآن، فعليه أن يقوِّيَ علاقته بالقرآن، بالحفاظ على أوراد القرآن؛ من ورد القراءة، وورد السماع، وورد التدبر، وورد الحفظ، على قدر ما يستطيع أن يحفظ.
الأذكار هي حصن المسلم من الشيطان، وسبب لصلاح قلبه وعلاجه من الأمراض.
قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: "لكل شيء جِلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل"، وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه، مَثَلُ الحي والميت»، فترويض اللسان على الذِّكْرِ، سواء الأذكار المقيدة؛ مثل: أذكار الصباح والمساء، والأذكار بعد الصلاة، وأذكار النوم، وغيرها، أو الأذكار الْمُطْلَقة؛ كالتسبيح والتهليل، وغيرهما من الأذكار - يُليِّن القلب، فيتقبل نور الهداية ولا تشُقُّ على النفس الطاعةُ.
النوافل:
النوافل حارسة الفريضة من التقصير فيها، كما أنها جابرة للنقص الذي قد يحدث فيها؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسِر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك».
وأيضًا النوافل هي سبب لمحبة الله عز وجل؛ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: «قال الله تعالى: ما تقرب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها».
ولأن شهر رمضان هو شهر صيام القيام، فأفضل استعداد لذلك هو أن يجعل المسلم لنفسه حظًّا من الصيام والقيام، ولو ركعتين كل يوم، والمحاولة في الزيادة شيئًا فشيئًا قبل رمضان، حتى يأتي عليه رمضان، وقد اعتادت نفسه على القيام والصيام.
والتوفيق والعون أولًا وأخيرًا من الله سبحانه وتعالى، أسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يجعلنا من الفائزين فيه، المعتوقة رقابهم من النار.
_____________________________________________________
الكاتب: سوزان زكي