كيف تقرأ (10 أجزاء) كل يوم في رمضان وغير رمضان؟
نصيحة من الدكتور سعيد أبي العلا حمزة حول طرق مقترحة لاستغلال رمضان في قراءة القرآن.
كيف تقرأ (10 أجزاء) كل يوم في رمضان وغير رمضان؟:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
أولا: المبادئ:
1-أخلص العمل لله ولا تجعل لأحد نصيبا فيه ولا حظا؛ فالمخلص مؤيد معان ميسر له عمله، موفق إلى المداومة، فالعمل الذي هو لله دائم متصل غير منقطع ولا منفصل.
2-الاستعانة بالله وصدق التوكل عليه وعدم الاتكال على قدرات النفس قويةً كانت أو ضعيفة، فالأمر ليس عسيرا في نفسه غير أن النفس مجبولة على الخمول وحب الكسل، فالاستعانة إنما هي مطلوبة لتعان على نفسك ولا تركن إلى هواها، ولتنشط ولتداوم.
3-الصبر على الأمر في مراحله الأولى، فربما وقع في نفسك أنه شاق، لكن الأمر ليس كذلك، لا سيما متى نجحت وقرأت الختمة الأولى وأردفتها بالثانية والثالثة، فإن عينك ولسانك سوف يتعودان ويألفان المصحف - ما لم تكن حافظا - ويسهل عليك القراءة جدا كيفا وكما، فقط اصبر على مراحل هذا الأمر في البداية.
4-الدعاء وعدم الغفلة عنه أبدا، فإن هذا المشروع متى وفقت فيه وصار هذا شأنك ما دمتَ حيا فلن أحدثك عن هذه البركة التي ستغمرك في حياتك وذلك الأجر الجزيل والثواب العميم الذي ينتظرك بشرط أن تكون التزمت ما ورد في النقطة(1).
5-لا تدع دقيقة تمر من عمرك وأنت في غفلة عنها، فأساس هذا المشروع - مع ما ذكرت سابقا- هو فن اغتنام كل دقيقة والتركيز مع الأوقات البينية الذي يغلب ضياعها في غير فائدة، فلا تنتظر - كسيرتك الأولى- التفرغ لمدة ساعة أو ساعتين لأجل إنجاز مثل هذه المشاريع العمرية ؛ فقد أثبتت التجربة عدم جدواها ، لا سيما والشيطان لعنه الله يقعد لك على أطرق الخير، ينازعك نفسك ويجتذبها إلى الانقطاع، لكن هذه المرة اعصه ولا تطاوعه، فمثل هذا الخير لا يفرط فيه عاقل يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه.
6- مصحف في كل مكان؛ في بيتك وفي سيارتك وفي جيبك ، وفي هاتفك، حتى إذا كانت الدقيقة أو الخمس دقائق فيتم اغتنامها على النحو المذكور في النقطة (5) وحينئذ فقط ستشعر بقيمة عمرك ونفاسة أوقاتك وأنك كم وكم ضيعت.
7-الاستماع المنهجي لختمات كاملة للقراء المتقنين والمداومة على ذلك سوف يكون مهما في هذا المشروع من حيث تصحيح النطق ومعايشة الآيات، فاجعل لك منه النصيب الأوفى.
8-القراءة بسجية وعدم التكلف والتنطع والترتيل في غير تعسف، وهذه ركيزة أساسية
9-أن يكون الأمر من أولويات إدارة يومك وأنت تخطط له في صبيحته
10-لابد أن يكون لك مع هاتفك المحمول وقفة عنيفة وحاسمة= فهو الخطر الأهم الذي يهدد هذه الخطة ، وكل خطة الانتظام والمدوامة أصلها
ثانيا: إدارة المشروع:
1-اعلم أن عشرة أجزاء تعني= 200 صفحة (وجه) = مصحف المدينة
2-تستغرق قراءة الصفحة على نحو متوسط من السرعة بشرط عدم التكلف= دقيقة
3-إذن أنت تحتاج ما بين 200 دقيقة يوميا بواقع 20 دقيقة للجزء الواحد = 3 ساعات وثلث من مجموع 24 ساعة ، ولا بأس أن تزيد هذه المدة إلى 4 ساعات ولا بأس أن تقل لتكون 150 دقيقة، وهذا أمر يكون مع الاستمرار والمداومة وإدمان النظر للمصحف
وحفظ مواقع الكلمات وجريان اللسان بها، استعن بالله ولا تعجز.
4-لا بأس - لمن يحفظ شيئا من القرآن أو يحفظه كله- أن يكون للصلاة نصيب من قراءته بل هذا أولى وأولى، ولغير الحفظة يمكنه أن يقرأ من المصحف في النوافل
- 5-الارتباط بالصلوات الخمس في قراءة القرآن= أمر مشهود له بالنجاح، وأقترح الآتي
أولا في رمضان:
1- الفرائض ورواتبها:
صلاة الفجر= قراءة جزء كامل (بين الأذان والإقامة) وبعد الصلاة.
صلاة الظهر =قراءة جزء كامل (بين الأذان والإقامة) وبعد الصلاة (وفي النوافل)
صلاة العصر= قراءة جزء كامل (بين الأذان والإقامة) وبعد الصلاة (وفي النوافل)
صلاة العشاء= قراءة جزء كامل (بين الأذان والإقامة) وبعد الصلاة (وفي النوافل)
هذه أربعة أجزاء قابلة للزيادة، ولك أن تزيد في المقدار فيما يخص صلاة الفجر وتنقص في أخرى = المهم أن يكون الإنتاج = 4 أجزاء
2- النوافل:
صلاة الضحى= مغنم عظيم لمن يتدبر ، فربما كان محصلتها وحدها من القراءة جزءا موزعا على الركعات.
صلاة التروايح (لمن انفرد بها من النساء) = جزء إلى جزأين.
صلاة التهجد (لمن انفرد بها من الرجال والنساء)= جزء إلى جزأين
وبهذا تكون المحصلة = 7- 9 أجزاء
3- في غير الصلوات:
-الاستفادة من الوقت بعد صلاة الفجر إلى وقت الشروق (بدلا من جزء يمكنك أن تقرأ ثلاثة أجزاء).
-الوقت بعد صلاة العصر (وهو للرجال غالبا) إلى صلاة المغرب = حيث تكون جالسا في المسجد منقطعا إلى مصحفك = (هذه المدة وحدها كافية لقراءة 5- 6 أجزاء)
-الوقت بعد صلاة المغرب إلى قبل أذان العشاء (يمكنك أن تقرأ جزءا).
-المواصلات (كل بحسب طريقه) = المهم استغلال هذه الفترة (يمكنك أن تنجز فيها جزءًا على الأقل، ولو كنت من سكان القاهرة فربما تهيأ لك أن تختم ختمة كاملة.
ثانيا في غير رمضان
يمكنك الاستفادة من المبادئ ومن النموذج الرمضاني للمواظبة على ذلك في غير رمضان
مع تغيير في تنظيم وإدارة أوقات اليوم.
لا تنسونا من صالح دعائكم.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
سعيد أبو العلا حمزة
مجاز بالقراءات العشر والحديث الشريف، مؤسس طريقة الحصون الخمسة في حفظ القرآن الكريم
- المصدر: