ما ورد من الثواب العظيم في صوم بعض الأيام

منذ 2024-03-03

عن أبي الدرداء - قال: (أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبألا أنام حتى أوتر)

يسن صيام أيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، لما ورد عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صمت من الشهر ثلاثًا فصم: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»؛ (رواه الترمذي).

 

وعن قتادة بن ملحان - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام أيام البيض ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة)؛ (رواه أبو داود.)

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: (أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)؛ (متفق عليه).

 

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: (أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبألا أنام حتى أوتر)؛ (رواه مسلم).

 

ويسن صيام أيام الاثنين والخميس، وست من شوال؛ لما ورد عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذلك اليوم يوم وُلدت فيه، ويوم بُعثت فيه، وأُنزل علي فيه»؛ (رواه مسلم).

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأُحب أن يعرض عملي وأنا صائم»؛ (رواه الترمذي)، وقال: حديث حسن؛ ورواه مسلم بغير صوم.

 

وعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صام رمضان، ثم أتْبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر»؛ (رواه مسلم).

 

واستَحَبَّ صيام ستة أيام من شوال أكثرُ العلماء، ورُوي ذلك عن ابن عباس، وطاوس، والشعبي، وميمون بن مهران، وهو قول ابن المبارك - رحمهم الله - وأكثر العلماء على أنه يُستحب صيامها متتابعةً أول الشهر ثاني الفطر، وقد رُوي في ذلك حديث مرفوع: «من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة، فكأنما صام السنة»؛ (أخرجه الطبراني وغيره).

 

وفي حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لرجل: «إذا أفطرت فصم»، وإنما كان صيام رمضان وإتْباعه بستٍّ من شوال، يعدل صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها.

 

وقد جاء ذلك مفسرًا من حديث ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة»؛ يعني صيام رمضان وستة أيام بعده؛ أخرجه الإمام أحمد، والنسائي وهذا لفظ، وخرَّجه ابن حبان في صحيحه، صححه أبو حاتم الرازي.

 

ويُسن صيام يوم عرفة لغير حاجٍّ بها، وشهر المحرم وآكده العاشر ثم التاسع؛ لما ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»؛ (رواه مسلم).

 

وفي حديث أبي قتادة قال: قال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله كيف من يصوم الدهر كله؟ قال: «لا صام ولا أفطر»، وقال: «لم يَصُم ولم يُفطر»، قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يومًا؟ قال: «ويطيق أحد»، قال: كيف من يصوم يومًا ويفطر يومًا؟ قال: «ذلك صوم داود»، قال: كيف من يصوم يومًا ويفطر يومين؟ قال: «وَددتُ أني طُوِّقت ذلك»، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله»؛ (رواه مسلم).

 

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه؛ (متفق عليه).

 

وعنه - رضي الله عنهما -: «لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع»؛ (متفق عليه)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة)؛ (رواه أبو داود، والنسائي، وابن خزيمة في صحيحه).

 

ويُسن صيام تسع ذي الحجة، لما ورد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»؛ يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء»؛ (رواه البخاري).


شعرًا:

تكلم بما ينفعك في الدين إنما   **   كلامك حيٌّ والسكوت جمادُ 

وداوِم على ذكر الإله فإنـــــــه   **   شفاءٌ لقلب قد غشاه فســادُ 

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبَّد فيها من أيام العشر، وإن صيام يوم فيها ليَعدِل صيام سنة، وليلة فيها بليلة القدر»؛ (رواه ابن ماجه، والترمذي وقال: حديث غريب).

 

اللهم إنا نسألك التوبة ودوامها، ونعوذ بك من المعصية وأسبابها، اللهم أفِض علينا من بحر كرمك وعونك، حتى نخرج من الدنيا على السلامة من وبالها، وارْأَفْ بنا رأفةَ الحبيب بحبيبه عند الشدائد ونزولها.

 

وارحمنا من هموم الدنيا وغمومها بالروح والريحان إلى الجنة ونعيمها، ومتِّعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفِر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

_____________________________________________

الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان

  • 0
  • 0
  • 459

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً