زنديق يمشي على الأرض يصف الله بأنه مسكين ويسب الدولة السعودية
عبد المحسن بن حمد العباد البدر
«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»
- التصنيفات: مذاهب باطلة -
الحمد لله الحليم على من استهزأ به، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل فيما صح عنه: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» (الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري، خلاصة حكم المحدث: صحيح). صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فقد اطلعت على كلمات سيئة مستخرجة من تويتر في شبكة المعلومات لرجل هو في منتهى السوء تطاول فيها على صاحب السمو الملكي الأمير: عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وسب فيها الدولة السعودية هو: تركي الحمد، وغالبها تتعلق بالحسد على نعمة المال، وهذه صفة المنافقين الذين قال الله فيهم: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة:58].
وليس بغريب على من سب الخالق سبحانه وتعالى واستهزأ به أن يسب الدولة السعودية التي قامت على تحكيم الكتاب والسنة وقد مضى على تأسيسها ما يقرب من ثلاثة قرون، وهذه الكلمة هي الكلمة الخامسة التي كتبتها عن هذا الإنسان التائه، وقد نشرت الأولى بتاريخ 20/9/1429هـ بعنوان: (الحق أن المستحق للمحاكمة هو تركي الحمد، وقد طلبت محاكمته قبل ثمان سنين) ، ونشرت الثانية بتاريخ 26/5/1430هـ بعنوان: (كلمة أخرى حول زندقة تركي الحمد)، ونشرت الثالثة بتاريخ 24/6/1431هـ بعنوان: (كلمة ثالثة حول زندقة تركي الحمد) ، ونشرت الرابعة بتاريخ 4/4/1432هـ بعنوان: (من أسوأ المفسدين في بلاد الحرمين تركي الحمد)، ونشرت مجتمعة مع غيرها بتاريخ 21/9/1432هـ بعنوان: (ثلاث وثلاثون كلمة في مجالات إصلاحية متنوعة ودحض أباطيل مختلفة) ، وقد ذكرت في هذه الكلمات سبعة نماذج من كلماته القبيحة في الاستهزاء بالله عز وجل معزوة إلى كتابه: (الكراديب) ؛ وهي:
1ـ قوله (ص50): (دع الله وشأنه).
2ـ قوله (ص78): (الانتحار نصر على الله، في الانتحار تفوت الفرصة على الله أن يختار لك مصيرك).
3ـ قوله (ص120): (إبداع الشيوعيين ليس مثله إبداع).
4ـ قوله (ص137): (فالله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة).
5ـ قوله (ص138): ((هناك جنة ونار معًا، الله وشيطان، نبي وفرعون، وكل في قدر يسبحون).
6ـ قوله (ص187): (فنحن لا ندري إلى أي عالم سنكون، وإلى أي حياة أو فناء سنؤول).
7ـ قوله (ص274): (وقد يكون ما يسير الدنيا هو القدر أو العبث أو الحتم أو الصيرورة لا ندري).
أما وصف الله بأنه مسكين فقد جاء في كتابه: (الكراديب) (ص62) حيث قال على لسان من سماه هشامًا: ((مسكين أنت يا الله دائمًا نحملك ما نقوم به من أخطاء) ، والكلام كلامه وليس كلامَ رجلٍ موهوم يقال له هشام، ومن أراد الوقوف على شيء من مخازيه أيضًا في سب الله يجد ذلك في شبكة المعلومات تحت عنوان: (نظرات في كتب الدكتور تركي بن حمد الحمد) للشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري.
ومع ما اشتملت عليه كلمات هذا المسكين من استهزاء بالله فإنه لا يزال يمشي على الأرض بل على أرض بلاد الحرمين، وهو حقيق بما قاله أبو بكر بن العربي في كتابه: العواصم من القواصم (ص: 247) عن أناس مخذولين ذكر كلامهم وقال: (في كفرٍ بارد لا تسخنه إلا حرارة السيف، فأما دفء المناظرة فلا يؤثر فيه).
وقد قال الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل عنه وعن كتابه الكراديب كما في ملحق صحيفة المدينة بتاريخ 22/1/1431هـ: (وأما تركي الحمد منذ أن قرأت كتابه (الكراديب) فأشهد الله على بغضه وبغض من شايعه، فوالله إن بطن الأرض خير لنا من ظاهرها إن عجزت الأمة عن صد من يسومها في عقيدتها ودينها)، وسبق أن ذكرت ذلك في الكلمة الثالثة، وأما أنا فإني أعجب ممن يطلعون على استهزائه بالله ثم تطيق عيونهم النظر إليه فضلًا عن مجالسته ومحادثته، والواجب المبادرة إلى إحالته إلى محكمة شرعية لمحاكمته، وفي صحيح البخاري (4341) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما وجعل- كلٌ منهما على ناحية فكان كل واحد منهما إذا سار في ناحيته قريبًا من ناحية الآخر زاره فجاء معاذ يسير على بغلته إلى أبي موسى وهو جالس وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جُمعت يداه إلى عنقه فسأل عنه أبا موسى؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال إنما جيء به لذلك فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقُتل.
أما سبه وذمه للدولة السعودية فهو في الحقيقة مدح لها كما قال الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشاهدة لي بأني كامل
وأما نيله من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد فإنه يصدق عليه قول الأعشى:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وعلوه عند نفسه وتطاوله على من هو عال شبيه بعلو الدخان في قول الشاعر:
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه *** إلى صفحات الجو وهو وضيع
ولا يظن هذا المسكين أن هذا المدح سببه الظفر أو الطمع بشيء مما حَسَدَ عليه فقد قلت في رسالة: (بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير) (ص48) طبعت عام 1427هـ: (ورغبة في أن يستفيد هؤلاء الشباب من نصحي أقول لهم عن نفسي: لقد أغناني الله من فضله، فلَم يدخل في مُلكي شبرٌ من الأرض إلا بالشراء مِمَّن يملكه شرعًا، ولم أتقاض شيئًا من أموال الدولة ـ وذلك جائز شرعًا لِمَن حصل له بدون إشراف نفس ـ والمرتبة التي كنت أتقاضى راتبها عند التقاعد سنة (1413هـ) حصلت عليها في عهد الملك فيصل سنة (1393هـ)، ولست بما قلتُه طامعًا ولا راغبًا في حصول أي نفع ماديٍّ أو معنويٍّا).
وهذا المسكين همه الدنيا والحسد عليها، أما أنا فأسوأ ما ساءني وآلمني ـ وهو يعجبه لأنه من أسوأ التغريبيين ـ شيئان حصلا في هذه البلاد في السنوات القليلة الماضية، الأول: انفلات النساء وترك الحجاب والاختلاط بالرجال بمكر الماكرين من التغريبيين من المسئولين في الدولة وغيرهم، وقد كتبت في التحذير من ذلك ثلاثين كلمة منشورة، وخمس رسائل مطبوعة، والثاني: إحداث كليات في عدد من جامعات المملكة للحقوق وللشريعة والقانون، وقد كتبت في ذلك كلمة بعنوان: (أفي بلاد الحرمين يُنشأ كليات للحقوق وللشريعة والقانون؟! وعجبًا وآسفًا!!) نشرت في 13/2/1432هـ.
ومن حسن حظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله- ووفقه لما فيه رضاه أن لا يخرج من الدنيا إلا وقد خلص نفسه وبرأ ساحته من كل ما أحدث في عهده بمكر التغريبيين اللاهثين وراء نعيق الغربيين ليسلم من تبعات ذلك في الحياة وبعد الممات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ من دمها؛ لأنَّه أول من سنَّ القتل» (رواه البخاري (3335)، ومسلم (1677)). والله يعلم أني ناصح له وحريص على سلامته وسلامة هذه الدولة التي عشنا وعاش آباؤنا وأجدادنا في ولايتها في أمن وإيمان.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ على بلاد الحرمين أمنها وإيمانها وسلامتها وإسلامها وأن يوفق ولاتها لكل خير وأن يحفظهم من كل شر وأن يقي هذه البلاد شر الأشرار وكيد الفجار، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
عبد المحسن بن حمد العباد البدر
23/1/1433هـ