يسن لمن شتم قوله: إِني صائم

منذ 2024-03-30

سُنَّ لِمَنْ شُتِمَ قَوْلُهُ: إِنِّي صائِمٌ. وَذَلِكَ لِقول رَسولُ اللهِ -ﷺ-: «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»

قَالَ الْمُصَنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَسُنَّ لِمَنْ شُتِمَ قَوْلُهُ: إِنِّي صَائِمٌ- 

هُنَا ذَكَرَ الْمُؤَلِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ- سُنَنًا يَنْبَغِي أَنْ يَتَمَثَّلَهَا الصَّائِمُ، وَيَحْرِصَ عَلَيْهَا، وَهِيَ:

السُّنَّةُ الْأَوْلَى: أَنْ يَقولَ لِمَنْ شَتمَهُ: إِنِّي صائِمٌ:

وَهَذِهِ ذَكَرَهَا -رَحِمَهُ اللهُ- بِقَوْلِهِ: (وَسُنَّ لِمَنْ شُتِمَ قَوْلُهُ: إِنِّي صائِمٌ).

 

وَذَلِكَ لِمَا وَرَدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»[1].

 

وَهُنَا مَسْأَلَةٌ، وَهِيَ: هَلْ يَقولُهَا سِرًّا أَوْ جَهْرًا؟

الْجَوابُ: فِي هَذَا خِلافٌ بَيْنَ الْعُلَماءِ عَلَى أَقْوالٍ:

الْقَوْلُ الْأَوَّلُ: أَنَّهُ يَقولُهَا سِرًّا فِي نَفْسِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

 

وَهَذَا وَجْهٌ فِي مَذْهَبِ الْحَنابِلَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْمالِكِيَّةِ، وَقَوْلٌ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيَّةِ[2].

 

الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ يَقولُهَا جَهْرًا بِلَسانِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

وَهَذَا وَجْهٌ فِي مَذْهَبِ الْحَنابِلَةِ، وَقَوْلٌ فِي مَذْهَبِ الْمالِكِيَّةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيَّةِ[3]، وَاخْتارَهُ النَّوَوِيُّ، وَشَيْخُ الْإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَابْنُ الْقَيِّمِ[4].

 

الْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ يَقولُهَا جَهْرًا فِي صَوْمِ الْفَريضَةِ، وَسِرًّا فِي صَوْمِ النَّافِلَةِ.

وَهَذَا وَجْهٌ فِي مَذْهَبِ الْحَنابِلَةِ، وَقَوْلٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ[5]، وَاخْتارَهُ الْمَجْدُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ[6].

_______________________________________
 

[1] أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151).

[2] انظر: شرح زروق على متن الرسالة (1/ 465)، والمجموع، للنووي (6/ 356)، والإنصاف، للمرداوي (7/ 486).

[3] انظر: مواهب الجليل (2/ 397)، والمجموع، للنووي (6/ 356)، والإنصاف، للمرداوي (7/ 487).

[4] انظر: الأذكار (ص: 189)، ومنهاج السنة النبوية (5/ 197)، وزاد المعاد (2/ 50).

[5] انظر: بحر المذهب، للروياني (3/ 294)، والإنصاف، للمرداوي (7/ 487).

[6] انظر: المبدع في شرح المقنع (3/ 40).

___________________________________________________________
الكاتب: يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف

  • 2
  • 0
  • 265

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً