أحاديث العتق من النار في رمضان - تخريجها وما يستفاد منها
هذه الأحاديث تفيد حقيقتين مهمتين جدًّا للصائمين في رمضان: الأولى: كَثْرة العتقاء من النار في أيام الصوم في رمضان - الثانية: أن لكل عتيق دعوةً مستجابة، وهذا يُحمِّس الصائمين للإكثار من الدعاء وسؤال ربهم إجابةَ دعَوَاتهم
ثَبَت في الحديث عن نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - قوله: «إنَّ لله عتقاءَ في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوةٌ مستجابة»، أي: في رمضان، وهو حديث صحيح، (رواه الإمام أحمد في مسنده (7450)، عن أبي هريرة أو أبي سعيد - رضي الله عنهما - شكَّ الراوي، والشكُّ في اسم الصحابي لا يضُر، وسنده صحيح على شرط الشيخين.
وورد بلفظ: «لله عتقاء من النار، وذلك كلَّ ليلة»؛ الجُملة الأخيرة من حديثٍ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضائل خاصة بشهر رمضان؛ (رواه الترمذي: (682)، وابن ماجه: (1642)، وصحَّحه ابن خُزَيْمة: (1883)، وابن حِبَّان: (3435)، والحاكم: (1/ 421)، وله شواهد:
1- عن أبي أمامة مرفوعًا: «إن لله - عز وجل - عند كل فطر عتقاء»، (رواه أحمد في المسند: (22202)، والبيهقيُّ في "شُعَب الإيمان": (3605)، وقال الإمام المُنذري في "الترغيب والترهيب": "بإسنادٍ لا بأس به".
2- وعن جابر بن عبد الله مرفوعًا: «إن لله عند كل فطرٍ عتقاءَ، وذلك في كل ليلة»؛ (رواه ابن ماجه: (1643)، وقال الحافظ البُوصيري: "رجال إسناده ثقات".
3- وعن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا: «إن لله - تبارك وتعالى - عتقاء في كل يوم وليلة -يعني: في رمضان– وإن لكل مسلم في كل يوم دعوةً مستجابة»، (أخرجه البزار: (962) من "كشف الأستار"، وفي سنده أبان بن أبي عيَّاش وهو ضعيف، وليُنظر: "مجمع الزوائد": (3/ 143)، و(10/ 149).
4- وعن ابن مسعود مرفوعًا: «لله - تعالى - عند كل فطر من شهر رمضان كلَّ ليلة - عتقاءُ من النار ستون ألفًا، فإذا كان يومُ الفطر أَعتَقَ مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفًا»؛ (رواه البيهقيُّ في "شُعَب الإيمان": (3606)، وقال المُنذري: "وهو حديث حسن لا بأس به في المتابعات".
فهذه أحاديثُ أربعةِ صحابةٍ تُضاف إلى حديث أبي هريرة - رضي الله عنهم جميعًا.
ما تفيده هذه الأحاديث للصائمين:
هذه الأحاديث تفيد حقيقتين مهمتين جدًّا للصائمين في رمضان:
الأولى: كَثْرة العتقاء من النار في أيام الصوم في رمضان بمغفرة ذنوبهم، وقَبول عبادتِهم، وحفظهم من المعاصي التي هي أسباب العذاب، وهذا الوعد بهذا الكسب العظيم يَشْحَذُ هِمَمَ الصائمين للتسابق إلى إحسان عبادتهم، وإخلاص صيامهم، وعِمارة أوقاتهم بما يزيد قُرْبَهم من ربهم، عسى أن يفوزوا بكَرَمه بالعتق من النار.
الثانية: أن لكل عتيق دعوةً مستجابة، وهذا يُحمِّس الصائمين للإكثار من الدعاء وسؤال ربهم إجابةَ دعَوَاتهم، وتلبية حوائجهم، وتفريج كُرَبهم، وتحقيق أمنيَّاتهم، عسى إنْ كانوا من العتقاء أنْ تُستجاب دعواتُهم؛ فليتحرَّ الصائمون إخلاصَ الدعاء، خاصة عند الإفطار.
اللهم اجعلنا من عتقاء شهْرِك العظيم – رمضان - وأجب دعاءنا عند كل فطر يا ربنا، أنت أكرم الأكرمين وأجودُ المسؤولين.
- التصنيف: