أكل التمر وترا قبل الخروج لصلاة عيد الفطر
اتفقوا الفقهاء على سُنية أكل التمر قبل الخروج إلى مصلى العيد ويكون وترًا؛ يعني ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو أكثر من ذلك
المقصود بأكل التمر وترًا قبل الخروج لصلاة عيد الفطر: استعدَّ لأداة صلاة عيد الفطر وقبل أن يخرج لمصلى العيد أراد أن يأكل تمرات، فكيف يأكلهن؟
نص فقهاء الحنابلة على سُنية أكل التمر وترًا قبل الخروج لصلاة العيد[1].
ولم أجد خلافًا على ذلك بين الفقهاء، وقد اتفقوا على سُنية أكل التمر قبل الخروج إلى مصلى العيد ويكون وترًا؛ يعني ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو أكثر من ذلك[2].
ومن الأدلة على ذلك ما يلي:
الدليل الأول:
عن عبدالله بن بُريدة عن أبيه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يُطعم ولا يُطعم يوم الأضحى حتى يصلي)[3].
وجه الدلالة: الحديث دليل على سُنية تناول التمر قبل الخروج لمصلى العيد، ويتأكد ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
الدليل الثاني:
عن أنس بن مالك قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات)[4].
وجه الدلالة: الحديث دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل قبل الذهاب لمصلى العيد.
الدليل الثالث:
عن سعيد ابن المسيّب: (أن الناس كانوا يأمرون بالأكل يوم الفطر قبل الغدو، وقال مالك: ولا أرى ذلك على الناس في الأضحى)[5].
وجه الدلالة: الحديث دليل على أن الأكل في الفطر عندهم مؤكد يجري مجرى السنن المندوب إليها التي يُحمل الناس عليها[6].
الدليل الرابع:
عن ابن عباس رضي الله عنه: (إن استطعتم ألَّا يغدو أحدكم يوم الفطر حتى يُطعم فليفعل)[7].
وجه الدلالة: الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على اتباع سنن النبي وإيصالها لمن أتى من بعدهم من التابعين.
الدليل الخامس:
كان المسلمون يأكلون يوم الفطر قبل الصلاة؛ لأن السنة أن يتصدق يوم الفطر قبل الصلاة، فأصبح لهم الأكل ليشاركوا المساكين في ذلك[8].
الدليل السادس:
كان الأزهري يأكل قبل أن يغدو يوم الفطر، ولا يفعله يوم النحر، وعلى هذا جماعة الفقهاء[9].
[1] «المغني» (2/ 275)، «الروض المربع شرح زاد المستقنع» (161).
[2] «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (1/ 279)، «البحر الرائق شرح كنز الدقائق» (2/ 175)، «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» (1/ 233)، «مواهب الجليل شرح مختصر خليل» (2/ 194)، «البيان للعمراني» (2/ 628)، «روضة الطالبين وعمدة المفتين» (2/ 76)، «الفروع وتصحيح الفروع لشمس الدين» (3/ 200)، «المبدع شرح المقنع» (3/ 8)، «الروض المربع شرح زاد المستقنع» (161).
[3] أخرجه الترمذي في باب في الأكل يوم الفطر قبل الخروج، رقم 542، «سنن الترمذي» (1/ 544). قال الترمذي: حديث بُريدة بن الحصيب الأسلمي حديث غريب، وقال لا أعرف لثواب بن عقبة غير هذا الحديث «سنن الترمذي» (1/ 544).
[4] أخرجه البخاري في باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج، رقم 953 «صحيح البخاري» (2/ 17).
[5] أخرجه مالك في باب الأمر بالأكل قبل الغدو في العيدين، رقم 7 «موطأ مالك» (1/ 179).
[6] «الاستذكار لابن عبد البر» (2/ 390).
[7] أخرجه عبدالرزاق في باب الأكل قبل الصلاة رقم 5734 «المصنّف لعبدالرزاق» (3/ 305). وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح "مجمع الزوائد" (2/ 199).
[8] «البيان في مذهب الإمام الشافعي» (2/ 628).
[9] «الإقناع في مسائل الإجماع» (1/ 178).
_________________________________________________________________
الكاتب: جيهان بنت محمد مجيدل المجيدل
- التصنيف: