وسائل التواصل الاجتماعي واختلاق الأخبار ونشر الشائعات
ويجب على المكلف عند استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي أن يكون أمينًا فيما يطرح من موضوعات، وأن يكون صادقًا في نقله للأخبار، وذلك يأتي مؤكدًا لحديث النبي ﷺ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».
- التصنيفات: الآداب والأخلاق - وسائل التكنولوجيا الحديثة -
ينبغي أن يكون الإنسان أمينًا وصادقًا في نقل الخبر؛ لأن الكذب حرام حتى في المواقع الافتراضية، ويظل الكذب حرامًا إلى يوم القيامة، حتى إنه لا يجوز أبدًا اختلاق الأخبار ونشر الإشاعات وترويج الشائعات، ويحرم على المكلف أن يكون مصدر هذه الإشاعات؛ لأن نقل الخبر يحتاج إلى الأمانة، والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 8].
ويجب على المكلف عند استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي أن يكون أمينًا فيما يطرح من موضوعات، وأن يكون صادقًا في نقله للأخبار، وذلك يأتي مؤكدًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، وفي رواية: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»؛ (رواه مسلم).
إطلاق الشائعات بموت العلماء والمشاهير
من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي التي تحتاج إلى ضبط، وتحتاج أن نَزِنها بميزان الشرع، نَزِن هذا التصرف بميزان الإسلام، وهو أن بعض الناس يختلق الإشاعات.
يعني من ألمع الإشاعات التي كثيرًا ما يتداولها الناس في وسائل التواصل الاجتماعي أن يكتب بعض أصحاب الحسابات في وسائل التواصل- الفيسبوك مثلًا-: "البقاء لله توفي إلى رحمة الله العالم فلان"، وهو يعلم أن هذا العالم محبوب لدى العامة والخاصة وله محبُّون في الداخل والخارج، وهو شخص عالمي، فيكتب أنه قد مات.
وأكثر مَن ابتُلي بهذا أحد كبار الدعاة في العالم العربي، يوميًّا أخبار تُتداول: مات الشيخ عمر عبدالكافي- حفظه الله-، أو مات الشيخ محمد راتب النابلسي متَّعه الله بالصحة والعافية.
فلماذا العلماء بالذات في وسائل التواصل الاجتماعي يتعرضون لإشاعات: البقاء لله مات الشيخ راتب النابلسي؟!
لماذا هؤلاء المشاهير ومَن كان على شاكلتهم من أهل العلم والفضل يتعرضون يوميًّا لإشاعات وأخبار أنه (البقاء لله، الدعاء له بالرحمة)؟ هذا كله بسبب عدم احترام الكلمة، وعدم معرفة خطورة الكلمة، وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الكلمة.
ومع الأسف هناك في وسائل التواصل أناس لا يهتمون بالتثبُّت ولا بالتبيُّن، والله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].
فالله تبارك وتعالى أمرنا بالتثبُّت والتبيُّن {فَتَبَيَّنُوا}؛ تأكَّد يا أخي، والله ليس بعيب أن تتصل بالهاتف على أقارب الشيخ وتسألهم: هل بالفعل الشيخ توفي؟ هل بالفعل الشيخ مريض؟ تسأل، لا تشارك الإشاعات. شاهد الخبر ألف متابع، والآن صاروا ألفين، وبعد ساعة صاروا ثلاثة آلاف، وبعد ساعتين وصلوا إلى عشرين ألفًا.
مما يُحدث بلبلة في المجتمعات الإسلامية، مات فلان ولم يمت، مرض فلان والرجل ما مَرِض، فهذا يُحدث بلبلة ويُحدث هزيمة نفسية لدى المحبين.
لذلك أنا هنا أزِن المسألة بميزان الشرع، نشر الشائعات ونشر الأخبار المزيفة هذا خطأ كبير جدًّا في وسائل التواصل، وكيف نتصدى له؟ نتصدى له بما أمرنا الله، أمرنا الله بالتبيُّن {فَتَبَيَّنُوا}.
اسأل قبل أن تشارك، هل مات الشيخ كما يقولون؟ لا والله يا أخي، ما مات. لقد جاء تكذيب لهذا الخبر، ليس بعيب إذا وقعتَ ونشرت شيئًا غير صحيح أن تنشر تكذيبًا لهذا الخبر.
بل على الإنسان الذي له متابعون أن يحترم عقولهم وأن يحترم هيئاتهم بألا ينشر إلا الأخبار الصحيحة، وأن يتأكد قبل أن ينشر؛ لأن الله تبارك وتعالى نهانا عن هذا.
وأحيانًا يكون نشر الخبر من باب إشاعة الفاحشة، والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]، أحيانًا إنسان ينشر الفاحشة بخبر أو بصورة أو بمقطع فيديو راقص.
أحيانًا بعض الناس مع الأسف في وسائل التواصل يُسيء إلى بعض المؤسسات؛ كمؤسسة الأزهر؛ أكثر مؤسسة تعرضت للإساءات والتشويه في وسائل التواصل؛ لذلك ننصح روَّاد وسائل التواصل أن يجتنبوا الإساءة إلى المؤسسات التي لها دور كبير ورسالة عظيمة في المجتمع.
كذلك دور الإفتاء، ووزارات الأوقاف في كل الدول العربية والإسلامية، والجهات الدينية والجهات القضائية، ولماذا تشويه المؤسسات؟! لماذا يسعي بعض الناس إلى إسقاط المؤسسات الدينية وتشويهها؟! هذه مصيبة.
كذلك تشويه الرموز الدينية؛ يقع في عِرض عالم من العلماء؛ يشوِّه عالم، يذكر سلبياته، يرفع مقطع فيديو يجمِّع فيه أخطاء أحد العلماء الذين لهم أتباع بالملايين.
ما الفائدة التي ستعود على المجتمع حين تُسقط عالمًا يسمعه ملايين الناس حول العالم؟ وأنتِ أيتها الأخت ما الذي سيعودُ عليكِ إن شوَّهتِ داعية إسلامية أو امرأة صالحة تتصدَّر المشهد وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولم يخرج حديثها عن "قال الله" و"قال الرسول عليه الصلاة والسلام"؟!
ينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عن القيل والقال، وأن يحفظ لسانه عن الوقوع في أعراض العلماء؛ فإن لحوم العلماء مسمومة؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وما من يومٍ يصبحُ فيه الإنسان إلا والأعضاء كلها تكفِّر اللسان وتقول له: يا لسان، اتقِ الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت يا لسانُ استقمنا، وإن اعوججت يا لسانُ اعوججنا».
والصديق أبو بكر كان يقول: «ما من شيءٍ يحتاجُ إلى طول سجنٍ من لسان»، وكان يجذبُ لسانه بيده ويقول: «هذا أوردني الموارد»؛ أي: المهالك.
قال الشاعر:
احفظ لسانك أيها الإنســــــــــان ** لا يلدغنَّك إنه ثعبـــــــــــان
فكم في المقابر من صريع لسانه ** كانت تهابُ لسانه الشجعان
وسائل التواصل وخطورة الكلمة
المسلم مطالب بأن يتكلم بالكلام الطيب، وينبغي عليه أن يحفظ لسانه من تلك الآفات، ومن تلك الآفات الكذب، ومن تلك الآفات أيضًا الغيبة والنميمة، والسخرية وإساءة الظن بالمسلمين، وترويج الشائعات، هذا كله من خطر اللسان ومن آفات اللسان التي ينبغي على المكلف أن يتحرز منها، وهنا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»؛ (متفق عليه)، وحديث عقبة بن عامر عندما قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما النجاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ»؛ (رواه الترمذي وحسَّنه الألباني).
والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا طريق النجاة فيقول: «مَنْ صَمَتَ نَجَا»؛ رواه الترمذي وصحَّحه الألباني.
فينبغي على المكلف إذا أراد أن يتكلم فليتكلم بالخير وألَّا يدعو الناس لشر أو لبدعة، وألا يدعو الناس للسحر أو الشعوذة أو الخرافات؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى ساحرًا أو كاهنًا فصَدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزِل على محمد»؛ (أخرجه أبو داود والترمذي).
فالمكلف إذا روَّج لبدعة أو نشر الخرافات بحجة إعادة التغريد وأنه غير مسؤول عن محتواها، فإذا أعاد التغريد فهو مسؤول عنها، فإذا أعاد المكلف صاحب الموقع نشر هذه المنشورات السيئة فهو مسؤول عنها ويأخذ وزر هذه المنشورات، لماذا؟!
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ دَعَا إلى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إلى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»؛ (رواه مسلم).
أساليب فبركة الأخبار على وسائل التواصل:
نشر أحد الموقع الإخبارية الشهيرة مقطعًا مسجلًا مع أحد كبار صناعة الأخبار المفبركة في وسائل التواصل الاجتماعي (بول هورنر) فيعترف في هذه المكالمة المسجلة صراحة أنه يكتب الأخبار المفبركة في عدد من المواقع الإخبارية المفبركة ومجموعات الفيس بوك التي يصل التفاعل معها إلى أرقام ضخمة تصل إلى مئات الآلاف.
والسبب الذي يدفعه لكتابة الأخبار ليس إلا المال، فالزيارات الضخمة الناتجة عن انتشار الأخبار المفبركة والمستفزة تضمن له دخلًا مستمرًّا يقارب عشرة آلاف دولار شهريًّا؛ بل ذكر أن بعض أصدقائه يحصلون على أعلى من هذا الرقم بكثير.
والمثير للاهتمام هو أن (هورنر) ليس لديه أي دوافع تجعله يقوم بكتابة الأخبار المفبركة بدليل أن (هورنر) نفسه يسخر ممن يصدقون الأخبار المفبركة دون تحقيق، ولا يكترث بالذين يتحققون من صحة الأخبار، ففي الوقت الذي يتم فيه كشف زيف وفبركة الأخبار يكون الموقع قد حقق زيارات كبيرة تُدِرُّ له ربحًا كافيًا.
ولكن صناعة الأخبار الكاذبة ليست حكرًا على المواقع الأمريكية، بل إنها ظاهرة عالمية.
والشركات الكبرى لم تقف صامتة. فقد أعلن كل من قوقل وفيس بوك عن استعدادهما للتصدي للأخبار المفبركة، وذلك من خلال فلترة محتوى الإعلانات التي تمر من خلالها؛ فموقع فيس بوك على سبيل المثال سوف يضع علامة مرافقة للأخبار المفبركة تفيد أن هذا الخبر قد يكون مفبركًا بناءً على بلاغات المستخدمين. ولكن الأهم من هذا هو عزم فيس بوك على حظر هذه المواقع من الاستفادة من منصاتهم الإعلانية التي تمثل الدخل المادي الأساسي لهذه المواقع.
أحد صُنَّاع الأخبار المفبركة اعترف أن دخله يقارب الـ10 آلاف دولار شهريًّا.
46 % من الأخبار المفبركة في فيس بوك تتحدث عن السياسة الأمريكية.
خلال آخر ثلاثة أشهر من الحملات الانتخابية الأمريكية كان التفاعل مع الأخبار المفبركة أكثر من الأخبار الموثوقة.
- ومن إيجابيات وسائل التواصل أنها تقمع الإشاعات في بدايتها:
أحيانًا تكون هناك شائعات، فتتصدر لها الصفحات الرسمية للجهات الحكومية؛ مثلًا جهة حكومية تُنزل خبر تكذيب على الصفحة فتقول: الجهة الرسمية الفلانية تكذِّب الخبر الذي يقول كذا، فيرتاح الجميع.
ونفي الشائعات من قِبَل الجهات الرسمية؛ على سبيل المثال المصريون العاملون بالخارج يتطلعون إلى صفحة السفارة المصرية التي تُعلن لهم عن كل جديد بخصوص تجديد البطاقات، والجوازات، وتوثيق العقود، والتوكيلات. والتواصل مع الجمهور مهم، والجميع يتطلع إلى الصفحة الرسمية للجهات الحكومية، ومنها يعرفون كل جديد، وهذه من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي.
وسائل التواصل وتناقل الأخبار المضللة والشائعات:
يجب زيادة التوعية الدينية لأفراد المجتمع، وذلك من منطلق أن الشائعات أمر منافٍ لما جاء به الدين الإسلامي جملةً وتفصيلًا؛ لأن الدين يحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب أفراده من أخلاق فاسدة أو سلوك سلبي، ونُذكِّر هنا بقصة هدهد سليمان عليه السلام وملكة سبأ.
وتنقسم الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من حيث أهداف نشرها إلى قسمين:
أولهما: نشر شائعات مقصودة وفي كثير من الأحيان تكون من العدوِّ الصهيوني، لها هدف محدَّد، هو نشر الفتن والشائعات في إطار الحرب النفسية والإعلامية ضد الشباب.
والنوع الثاني: هو شائعات يتم نشرها عن قلة دراية وضعف خبرة، وهذا النوع من الشائعات ينتشر بشكل عفوي غير مقصود، سواء بسبب التسرع في نشر الأخبار من دون التحقق من مصادرها الأصلية، أو عن طريق تحريف الكلام الصادر عن المصدر الأصلي نتيجة التجزئة أو الاقتباس المخل بالمعنى.
ضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
بالإضافة إلى الضوابط الشرعية العامة، هناك بعض الضوابط الخاصة التي يجب مراعاتها عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها:
1- الالتزام بالأخلاق الإسلامية، مثل عدم نشر الشائعات أو الأكاذيب أو العبارات المسيئة.
2- احترام خصوصية الآخرين، وعدم نشر صورهم أو معلوماتهم الشخصية دون إذنهم.
3- عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الغيبة والنميمة.
4- عدم استخدامها في الافتراء على الآخرين.
5- عدم استخدامها في نشر الكراهية أو العنف.
الأحكام المتعلقة بالمحتوى المنشور:
يجب أن يكون المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي مطابقًا للشريعة الإسلامية، وألا يتضمن أي مخالفات شرعية، ومن ذلك:
عدم نشر الشائعات والأكاذيب.
عدم نشر الفاحشة والمنكر.
عدم نشر ما يخدش الحياء.
عدم نشر ما يدعو إلى العنف أو الكراهية.
التنمر في وسائل التواصل:
التنمر الإلكتروني هو استغلال الإنترنت والتقنيات المتعلقة به بهدف إيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية، ونظرًا إلى أن هذه الوسيلة أصبحت شائعة في المجتمع خاصة بين فئة الشباب، فقد وضعت تشريعات وحملات توعية لمكافحتها.
الأمثلة لما يمثِّله التنمر الإلكتروني تشمل الاتصالات التي تسعى للترهيب، والتحكم، والتلاعب، والقمع، وتشويه السمعة زورًا، وإذلال المتلقِّي.
ومن الصور التي غالبًا ما يستخدمها المراهقون المتنمرون إلكترونيًّا:
يدعون أنهم أشخاص آخرون عبر وسائل التواصل لخداع غيرهم.
ينشرون الأكاذيب والشائعات حول الضحايا.
يخدعون الأشخاص بغية الكشف عن المعلومات الشخصية.
إرسال أو إعادة توجيه الرسائل والمنشورات المهينة.
نشر صور الضحايا دون موافقتهم.
وهو مصطلح جديد ظهر في الساحة لكن معناه خطير جدًّا، التنمر أن يقول فلان هذا جالس متربص بي ينتظر مني خطأ ويريد أن يُسقطني ويريد أن يُدمرني، وهذا يحدث في وسائل التواصل.
بعض الناس يتربص بالدعاة الأزهريين، وبعض الناس يتربص بالدعاة بشكل عام، وبعض الناس يتربص بالمحامين، وبعض الناس يتربص بالسلطة القضائية، وبعض الناس يتربص بالسلطة التنفيذية، التربص هو التنمُّر.
وكلنا خطَّاء؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطَّاء»؛ (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
فلماذا تتنمَّر؟
جعلت من نفسك نمرًا يترصد أخطاء الآخرين وتحملها وتشنِّع وتجمع الناس وتصوِّر المحادثات وتنشر أخطاء الناس، فتقول "انظروا ماذا قال؟"، "هذا الذي يزعم أنه إمام"، و"هذا الذي يزعم أنه داعية"، و"هذا الذي يزعم أنه قاضٍ"، و"هذا الذي يزعم أنه إعلامي".
خطورة الكلمة؛ احذر الكلمة التي تقولها، ربما يكون فيها تحريش بين الناس.
[1] هذه المقالة من كتاب (وسائل التواصل الاجتماعي: أحكام وآداب) تأليف الأستاذ الدكتور/ محمود عبدالعزيز يوسف أبو المعاطي - أستاذ الفقه المقارن، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى سابقًا، عضو لجنة الفتوى بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقًا.