شرح النووي لحديث: بارك الله لكما في غابر ليلتكما
النووي
قالت فاحتسب ابنك قال فغضب وقال تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما
- التصنيفات: الحديث وعلومه -
باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه
2144 حدثني محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال «مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب فقال ثم تصنعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم قال لا قالت فاحتسب ابنك قال فغضب وقال تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال فحملت قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا فدنوا من المدينة فضربها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول أبو طلحة إنك لتعلم يا رب إنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى قال تقول أم سليم يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد انطلق فانطلقنا قال وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاما فقالت لي أمي يا أنس لا يرضعه أحد حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصادفته ومعه ميسم فلما رآني قال لعل أم سليم ولدت قلت نعم فوضع الميسم قال وجئت به فوضعته في حجره ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في في الصبي فجعل الصبي يتلمظها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى حب الأنصار التمر قال فمسح وجهه وسماه عبد الله حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت حدثني أنس بن مالك قال مات ابن لأبي طلحة واقتص الحديث بمثله» .
شرح النووي:
قوله ( في حديث أم سليم مع زوجها أبي طلحة حين مات ابنهما ) هذا الحديث سبق شرحه في كتاب الأدب . وضربها لمثل العارية دليل لكمال علمها وفضلها وعظم إيمانها وطمأنينتها . قالوا : وهذا الغلام الذي توفي هو أبو عمير صاحب النغير . و ( غابر ليلتكما ) أي ماضيها . وقوله : ( لا يطرقها طروقا ) أي لا يدخلها في الليل .
قوله : ( فضربها المخاض ) هو الطلق ووجع الولادة . وفيه استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فحملت بعبد الله بن أبي طلحة في تلك الليلة ، وجاء من ولده عشرة رجال علماء أخيار . وفيه كرامة ظاهرة لأبي طلحة ، وفضائل لأم سليم ، وفيه تحنيك المولود وأنه يحمل إلى صالح ليحنكه ، وأنه يجوز تسميته في يوم ولادته ، واستحباب التسمية بعبد الله ، وكراهة الطروق للقادم من سفر إذا لم يعلم أهله بقدومه قبل ذلك ، وفيه جواز وسم الحيوان ليتميز ، وليعرف ، فيردها من وجدها . وفيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ووسمه بيده .