الأضاحي.. والدموع الكاذبة

منذ 2024-06-12

القضية ليست قضية حيوان يُذبَح أو يراق دمُه، فهم يمارسون ذلك طول العام وبأعداد هائلة، ولكن الشأن كل الشأن عند هؤلاء هو الصدُّ عن سبيل الله بكل وسيلة ولو كان ظاهرة البطلان بيِّنة التناقض

حسب الموقع الإحصائي (البيانات في عالمنا Our world in data[1])، فإنه يذبح يوميًّا تقريبًا: 900،000 بقرة، و3،1 مليون رأس من الأغنام بأنواعها، و3،8 مليون خنزير، و12 مليون بطة، و202 مليون دجاجة؛ (أي 140ألف كل دقيقة)، بالإضافة إلى مئات الملايين من الأسماك، كل ذلك يوميًّا أو سبعة أيام في الأسبوع كما يقال، بينما نجد كثيرًا من الجهلة والذين في قلوبهم مرض، يتباكون كذبًا أو نفاقًا على الأضاحي التي يذبحها المسلمون تقربًا إلى الله تعالى في العيد.

 

هؤلاء الذين يتباكون على الحيوانات التي تُذبح في الأضاحي، وينسون أو يتناسون الحيوانات التي تذبح يوميًّا، إنما ضاقت صدورهم بالإسلام وشعائره، وتعظيم المسلمين لربهم عز وجل، والتقرُّب إليه بذبح الأضاحي، (ولقد اتفق العلماء على أن ذبح الأضحية والتصدق بلحمها أفضلُ من التصدق بقيمتها)[2]، وقال جل في علاه: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، وهذه الشرذمة إنما يَضيقون ذرعًا بتعاليم الشريعة وتطبيقها في أرض الله؛ لأنها عنوان التعظيم والذل لله عز وجل، وهذا ما يُزعجهم،  {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} [الزمر: 45].

 

والحمد لله الذي بيَّن لنا وسائلَ معرفة الباطل وطريقه وأهله، ومن ضمنها التناقضُ الصارخ؛ كما هو الحال في مسألة الأضاحي والتباكي الكاذب، فالقضية ليست قضية حيوان يُذبَح أو يراق دمُه، فهم يمارسون ذلك طول العام وبأعداد هائلة، ولكن الشأن كل الشأن عند هؤلاء هو الصدُّ عن سبيل الله بكل وسيلة ولو كان ظاهرة البطلان بيِّنة التناقض، أَوهى من بيت العنكبوت، وصدق الله: {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، والذي هذا حاله إنما يَفضَح نفسه، ويَهدِم باطله، ويُظهر إفلاسه من الحجة والبرهان،  {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة: 58].

 

إن المتأمل لحال الذين في قلوبهم مرضٌ، يجد أن التناقض ديدنُهم ودأبُهم في كل الشبهات التي يُثيرونها لتشكيك الناس في الإسلام دين الحق، فهم مثلًا يحاربون التعدد الشرعي بالنكاح، ويؤيدون الاتصال بالسفاح، ويجرِّمون بشدة الختان ويؤيدون - بل يعتبرونه من الحقوق - قتل الأنفس البشرية البريئة بما يسمونه حق الإجهاض، ألا قاتَلهم الله! هذه الأنفس البشرية البريئة: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 9]، وكذلك يطبقون ويخضعون لقوانين ظالمة ناتجة من استفتاء أو تصويت، أو خرَجت من تحت قبة برلمان أو منظمة دولية بمرجعية بشرية وضعية وضيعة، وبالمقابل يتكبرون ويعارضون ويحاربون شرعَ الخالق العليم الحكيم سبحان الله!  {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ} [يوسف: 40]، وقد وصف الله حالهم في ترك شرعه بقوله: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60]، فنعوذ بالله منهم ومن ضلالهم.

 

أهل الباطل لا يَكلون ولا يَملون، وبكافة السبل وإنفاق الأموال الطائلة، وربما استخدموا القوة لنشر باطلهم،  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36]، فعلى المسلمين التصدي لهم، بكشف باطلهم والتحذير من شرهم، والاجتماع على كتاب ربهم ففيه البيان الشافي، والجواب الكافي لكل شبهة، وفيه أيضًا الحجة البالغة، والبرهان المحكَم لكل حُكم في الإسلام،  {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139].

 

اللهم طهِّر بلاد المسلمين من ظلمات وضلالات وقذارات العلمانية والديمقراطية والليبرالية والنسوية وأذنابهم.

 


[1] https://ourworldindata.org/how-many-animals-get-slaughtered-every-day

[2] (ملخص أحكام الأضحية) موقع الإسلام سؤال وجواب.

  • 1
  • 0
  • 304

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً