ولدي يدخن
إن عملية إقلاع المراهق عن التدخين تحتاج إلى وقت وإلى تعب وصبر، ولا يمكن حصد نتائجها بسرعة، ولعلاج ظاهرة التدخين عند المراهقين أنصحكم بالتالي:
التدخين من الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر بين أفراد المجتمع كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساء؛ بل أصبحنا نرى المراهقين يدخنون علنًا بين الناس، لا يردعهم دين ولا عادات ولا أخلاق، وقد اتفق علماء الشرع والطب على أضرار التدخين، وما فيه من خبث ومفاسد على المدخن وعلى جلسائه، قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ضررَ ولا ضِرارَ»؛ (صحيح ابن ماجه).
إنها صرخات وآهات تخرج من أفواه الآباء والأمهات عن أبنائهم وبناتهم المراهقين، بعضهم يقول: اكتشفت أن ابني يدخن، شممت رائحة التدخين في قميص ابنتي، رأيت سيجارة إلكترونية في دولاب ولدي، وجدت سيجارة في حقيبة ابنتي، أسئلة وشكاوى تتردد نسمعها في كل مكان، لكن علينا في البداية أن نسأل أنفسنا عن أسباب تدخين المراهق؟
إن من أسباب التدخين: تقليد الكبار خاصة من يرى أنهم قدوات في حياته؛ كالأب والمعلم، ومن الأسباب التجربة والشعور بالرجولة، ورفقاء السوء، فهم يتشاركون في العادات والسلوكيات، والتفكك الأسري وغياب المُوجِّه والمتابع، والإعلام الذي يُحسِّن صورة المدخنين ويبرزهم كأبطال وقدوات.
إن عملية إقلاع المراهق عن التدخين تحتاج إلى وقت وإلى تعب وصبر، ولا يمكن حصد نتائجها بسرعة، ولعلاج ظاهرة التدخين عند المراهقين أنصحكم بالتالي:
• كن قدوة صالحة وابتعد عن التدخين والمدخنين، فإن لم تستطع فاحذر من التدخين في المنزل أو السيارة أو في مكان يراك فيه الأولاد.
• الحوار مع المراهق عن حكمه الشرعي وقول العلماء فيه، وعن أضراره الصحية والاجتماعية، واعرض عليه بعض المقاطع التي تحذر من التدخين وتجارب المدخنين.
• حاول أن تفهم من المراهق أسباب التدخين، هل السبب الأصدقاء أو البيت أو الإعلام أو مشاكل نفسية، ثم ساعده على تجاوز هذه الأسباب.
• الجلوس مع المقلعين والمصابين بالأمراض والاستفادة من تجاربهم، وأثر التدخين في أنفسهم وأموالهم.
• إشغال وقت المراهق ببعض الأنشطة المفيدة والمسلية؛ كالبرامج الرياضية والعلمية والثقافية، والحرص على تطوير مهاراته وهواياته وقدراته.
• تسجيله في حلقات التحفيظ والأندية الصيفية والرياضية، وإخراطه مع أصدقاء صالحين ناصحين يساعدونه على تجاوز هذه المشكلة.
• اعرضه على طبيب متخصص ومراكز الإقلاع عن التدخين، لعلاجه وإخراج المواد السامة من جسمه.
• المراهق في هذه السن يحب التجمُّل والتزيُّن؛ لذا ذَكِّره بأن رائحة التدخين في فمه ولباسه تجعل الناس ينفرون منه ويكرهون الجلوس معه.
• ابتعد عن العقاب القاسي أو الصراخ أو الاستهزاء به، فإن ذلك سيدفعه للعناد والتشبُّث بالتدخين أكثر وأكثر.
• قوِّ شخصيته وعَلِّمْه كيف يقول لا لكل من يحاول إفساده أو إعطاءه سيجارة، عَلِّمْه أن يثق بنفسه، وأنه أفضل منهم.
• عَلِّمْه مراقبة الله سبحانه في السر والعلن، وأن هذا لا يجوز، وأن الله يراه أينما كان، وأنه يترك التدخين طلبًا لرضا الله والأجر.
• استشر المتخصصين في مكافحة التدخين، وفي تعديل السلوك، ليساعدوك في تجاوز المشكلة.
• ذَكِّره أن التدخين طريق للمخدرات؛ ولذا اعرض عليه مقاطع المدخنين والمدمنين وتجاربهم.
• لا تنس الدعاء الصالح له، فالتوفيق والبركة والهداية من الله، ولا تيأس ولا تستعجل، ولا تخسر أولادك بطردهم أو عدم الكلام معهم.
أسأل الله العظيم أن يصلح أولادنا، وأن يجعلهم هداةً مهتدين على سيرة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
______________________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش
- التصنيف: