إباك أن يبلغ الخلاف دينك
فذهب رجل يقع في خالد (يغتابه) عند سعد، فقال: مه، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا.....
قال طارق بن شهاب: كان بين خالد بن الوليد وسعد كلام (خلافات)، فذهب رجل يقع في خالد (يغتابه) عند سعد، فقال: مه، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني، جـ 1، صـ 95:94).
هذا الأثر يدلنا على ما تربى عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من نبل الأخلاق.
احترام اجتهاد الآخر، ومهما بلغ الاختلاف في الرأي لا يبلغ نقصان دين أحدهم بالوقوع في عرض أخيه واستسهال غيبته والانتقاص منه فضلاً عن الشماتة فيه إن وقع له مكروه.
إن تفرق الأمة اليوم وما نراه من تراشق أبنائها بالسهام عند وقوع أي خلاف ناتج عن اختلاف الرؤى وتنوع الفهوم, إن دلنا على شيء فإنما يدل سوء الأخلاق على تفاوت كبير بين أخلاق اليوم وما تربى عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فهل راجعنا أخلاقنا؟؟ !!!
إن المجتهد إذا أصاب له عند الله أجران. وإذا أخطأ له عند الله أجر. أما عند عباد الله اليوم فمن أخطأ فله التشهير والجلد والهجر والمعاملة السيئة.
مبالغة الأمة اليوم في الخصام عند وقوع الاختلاف يحتاج إلى مراجعة شرعية ويحتاج إلى إعادة التربية العملية على أخلاق النبوة.
والله من وراء القصد.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: