صلة الأرحام في السنة النبوية المباركة

منذ 2024-08-19

الله تعالى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ليوصي الناس بصلة الأرحام

 

الله تعالى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ليوصي الناس بصلة الأرحام، ففي الحديث الطويل الذي أخرجه الإمام مسلم عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه قال: «"دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة - يعني في أول النبوة - فقلت له: ما أنت؟ قال: "نبي"، فقلت: وما نبي؟ قال: "أرسلني الله تعالى"، فقلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء"» ، وذكر تمام الحديث.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصلة الأرحام، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة هرقل - أن هرقل قال له: فماذا يأمركم - يعني: النبي صلى الله عليه وسلم - قال أبو سفيان: قلت: يقول: «"اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة» [1]".

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"اتقوا الله وصلوا أرحامكم"» ؛ (الصحيحة: 869).

 

وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «"بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ[2] وَلَوْ بِالسَّلَامِ"» ؛ (رواه البزار من حديث ابن عباس رضي الله عنهما)؛ (الصحيحة: 1777) (صحيح الجامع: 2838).

الشيخ ندا أبو أحمد


[1] الصلة: يعني صلة الأرحام.

[2] بلو أرحامكم: أي: ندوها بصلتها، وهم يطلقون النداوة على الصلة، كما يطلقون العبس على القطيعة، فالمراد بقوله (بلو أرحامكم) أي صلوها بما يجب أن توصل، وقيل: أحسنوا إليهم ولو بالسلام.

 

  • 1
  • 0
  • 263
  • صخر نضال

      منذ
    في زمن المجزرة تشتعل النفوس وتلتهب المشاعر مع كل مجزرة يهودية في فلسطين، دون ترجمة هذه المشاعر إلى أفعال أو مواقف على الأرض، بل تبقى حبيسة الصدور أو السطور، بينما تتوالى المجازر والمواجع، وتتوالى معها الصيحات والمدامع ثم تخبو تلك المشاعر تدريجيا، وهكذا حلقة مفرغة من التيه والعجز والقعود في زمن المهاجع والمضاجع. هذا توصيف الواقع بعيدا عن الإفراط والتفريط، لكن السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: ما هو الحل لدفع هذه المجازر؟ وما الدروس المستفادة منها؟ في زمن المجزرة سقطت كل دعاوى "السلام" وابنته "السلمية"! فالأولى كانت وسيلة العلمانيين، والثانية كانت بدعة "الإسلاميين"، وكما فشل خيار "السلام"، فشلت "السلمية" بكل صورها في دفع أي خطر عن الأمة أو حقن قطرة دم واحدة من دماء المسلمين خلافا للوهم الذي كان يسيطر على أربابها وأتباعها بوصفها حكمة وحنكة ومنقذة، وأينما حلّت السلمية حلّت المذبحة! بل كانت أشد فشلا من خيار "السلام"! ولذلك وجب على الناس هجر "السلمية" وخياراتها، فهي من المجازر الفكرية التي طرأت ولم تعرفها العصور السابقة. ومن مخلفات السلمية غير الصراخ والعويل؛ التعويل على الحلول "الدبلوماسية" الدولية، وما تغني "الدبلوماسية" في زمن المجزرة؟! وهل "الدبلوماسية" اليوم إلا الوجه الآخر للجيوش والحروب العسكرية؟! وهل تقصف الطائرات وتَحرق الدبابات إلا بإيعاز وتخطيط السياسيين "الدبلوماسيين" الذين يشكلون رأس الحربة في الحروب؟! في زمن المجزرة على المسلم أنْ يعي بأنّ هذا الكون يسير وفق سنن ونواميس إلهية لا تحابي أحدا، وأنّ السبيل الذي وضعه الله للتغيير ودفع الظلم عن المسلمين، لا يوجد له بديل في كل قواميس السياسة و "الوطنية" و "الثورات" المعاصرة، فالجهاد الذي شرعه الله تعالى لنصرة المسلمين والتمكين لهم؛ لا ينوب عنه نائب بحال، لا "سلمية" ولا "مقاومة" ولا "وطنية"، بل الجهاد الشرعي الأصيل الذي مارسه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وصحابته خلال دورة التاريخ الإسلامي، جهاد ليس لديه سوى الشريعة ضابطا وموجِّها ودافعا، جهاد لا يستجدي "مجلس الأمن" ولا مواثيقه الكفرية، هذا الجهاد المفقود في فلسطين وغيرها هو الحل الوحيد في زمن المجزرة. في زمن المجزرة على المسلم أنْ يوقن أنه لا يحدث شيء في أرض الله إلا بعلمه ومشيئته سبحانه، فما يصيب المسلم من محن وجراح مقدّر عليه تماما كما يناله من منح وأفراح، وأنّ المؤمن كما يسعد بالقدر خيره ويشكره، عليه أنْ يرضى بالقدر شره ويصبر عليه وتطيب نفسه به، وقد كشفت الحروب والكروب أنّ لدى الناس مشكلة عميقة في باب الإيمان بالقضاء والقدر، وأنّ المؤمنين بذلك -على وجه اليقين والتسليم- قلة مقارنة بمن يوغلون في الاعتراض على الخالق سبحانه!، قولا وفعلا، بالجنان واللسان والأركان وهذا بحد ذاته مجزرة تفوق المجزرة! إذْ الواجب على المسلم أن يستقبل أقدار المولى سبحانه بالصبر والتسليم والرضى، فنحن خلق الله نتقلب في أرضه وملكه، فالأرض أرضه والملك ملكه، والخلق خلقه، ونحن عبيده، وهذه هي العلاقة بين البشر والخالق، عبودية محضة، من رضي فله الرضى ومن سخط فعليه سخطه. في زمن المجزرة على العبد أنْ يتعظ بكثرة الموت ومشاهده، فيبادر في إحسان ما أساء، وإصلاح ما أفسد، وترميم ما تداعى مِن بناء التوحيد في قلبه وواقعه، فإنَّ آفة الأمة اليوم في عقيدتها، ومن قال غير ذلك فقد غشَّ الأمة وضيّع الأمانة وكتم النصيحة. في زمن المجزرة ليحذر المرء خطورة متابعة دعاة السوء الذين يحركون الناس بعيدا عن منهاج النبوة؛ يبكونهم تارة ويضحكونهم تارة ويخدرونهم تارات، وفقا لمصالح الطاغوت وسياسات الدول، وليدرك المسلم عمّن يأخذ دينه وكيف يحسم موقفه اتجاه قضايا المسلمين، فإنْ لم يكن الداعي إلى نصرة المستضعفين وقضاياهم هو العقيدة والرابطة الإيمانية؛ فإن هذه النصرة سرعان ما تخبو وتتلاشى بمرور الوقت، وهذا الذي يحدث ويتكرر مع كل قضايا المسلمين، ولذلك تختفي النصرة وتستمر المجزرة. في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    عليك بهم أيها الموحد وقوموا يا أهل التوحيد؛ فلئن كان أعداؤكم يسعون إلى إغلاق باب الهجرة في وجوهكم، فافتحوا في وجوههم باب الجهاد في عقر دارهم، فجروا بركان الغضب في وجوههم، واملؤوا شوارعهم رعبًا واسفكوا من دمائهم أنهارا، فقد ثقل الحساب وحان موعد السداد. والمجاهدون خصماء يوم القيامة لكل موحد يستطيع أن يريق قطرة دم ألماني كافر ولا يفعل، وقد علمتم مشاركة القوات الألمانية في معركة الموصل وقتل المسلمين الموحدين فيها. ولئن عجز بعضكم عن العبوة والرصاصة، فلن يعجز عن السكين والحجر.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً