ابن منده صاحب كتاب الإيمان وأبناؤه أبو القاسم وأبو عمرو ويحيى بن منده

منذ 2024-08-28

أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، ولِد سنة 310 هـ. كان والده الشيخ "أبو يعقوب" من العلماء، مات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة

 

كتب : محمد ثروت أبو الفضل

ابن منده صاحب كتاب الإيمان:

أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، ولِد سنة 310 هـ.

كان والده الشيخ "أبو يعقوب" من العلماء، مات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، روى الحديث عن أبي بكر بن أبي عاصم، وجماعة.

 

ووجَّهه والده لطلب العلم وهو في الثامنة من عمره، فسمِع من أبيه، وعم أبيه عبدالرحمن بن يحيى بن منده، ومحمد بن القاسم بن كوفي الكراني، ومحمد بن عمر بن حفص، وعبدالله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني، وأبي علي الحسن بن محمد بن النضر، وغيرهم الكثير.

 

وارتحل في أول رحلته لطلب العلم إلى نيسابور وهو ابن تسعَ عشرةَ سنةً، وسمع بها نحوًا من خمسمائة ألف حديث.

وارتحل إلى أغلب حواضر الإسلام ومُدُنِه؛ قال الذهبي: "ولم أعلم أحدًا كان أوسع رحلةً منه، ولا أكثر حديثًا منه، مع الحفظ والثقة، فبلَغنا أن عدة شيوخه ألف وسبعمائة شيخ".

 

وقال ابن منده عن نفسه: "طفتُ الشرق والغرب مرتين، فلم أتقرَّب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثًا واحدًا".

قال أبو علي الحافظ: "بنو منده أعلام الحفاظ في الدنيا قديمًا وحديثًا، ألا ترون إلى قريحة أبي عبدالله؟!".

وقيل: إن أبا نُعيم الحافظ ذُكِر له ابن منده، فقال: "كان جبلًا من الجبال"، وكانت بينهما خصومة!

وقال الذهبي عنه: "الإمام، الحافظ، الجوال، محدِّث الإسلام".

قال الباطرقاني: "حدثنا أبو عبدالله بن منده إمام الأئمة في الحديث، لقَّاه الله رِضوانه".

وقال شيخ هراة أبو إسماعيل الأنصاري: "أبو عبدالله بن منده سيد أهل زمانه"؛ (سير أعلام النبلاء، ط. الرسالة) (17/ 35).

 

وكان كثير التأليف، صنَّف كتاب: "الإيمان" في مجلد كبير، وكتاب في النفس والروح، وكتاب "التوحيد"، و"معرفة الصحابة"، و"التاريخ"، و"فتح الباب في الكنى والألقاب"، و"جزء من روى هو وولده وولد ولده"، و"فضل الأخبار وشرح مذاهب أهل الآثار = شروط الأئمة"، و"أسامي مشايخ البخاري"، و"أمالي ابن منده - رواية البزاني"، و"مجالس من أمالي أبي عبدالله بن منده"، و"فوائد ابن منده من عقائد السلف = (الرد على الجهمية)".

وعلى سَعة حفظه وفَهمه، فقد خلط في الحديث في أواخر عمره، وتوفي سنة 395 هـ.

 

أبو القاسم بن منده:

قال الذهبي في آل منده: "ما علمت بيتًا في الرواة مثل بيت بني منده، بقيت الرواية فيهم من خلافة المعتصم وإلى بعد الثلاثين وستمائة"؛ (سير أعلام النبلاء، ط. الرسالة) (17/ 39).

وقد ولِد للحافظ ابن منده الكبير أربعة بنين: عبدالرحمن، وعبيدالله، وعبدالرحيم، وعبدالوهاب.. كلهم من العلماء، وكان أكبرَهم أبو القاسم عبدالرحمن.

 

وقد ولِد عبدالرحمن سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

وبدأ طلبَ العلم وهو صغير، سمع على أبيه وعلماء بلده، وارتحل إلى بغداد في سنة ست وأربعمائة ونيسابور وغيرها في طلب الحديث.

قال يحيى بن منده: "كان عمي سيفًا على أهل البدع، وهو أكبر من أن يُثني عليه مثلي، كان واللهِ آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، كثير الذِّكر، قاهرًا لنفسه، عظيم الحلم، كثير العلم، قرأت عليه قول شُعبة: من كتبتُ عنه حديثًا، فأنا له عبد.

 

فقال عمي: مَن كَتب عني حديثًا، فأنا له عبد".

قال الدقاق في "رسالته": "أول من سمعت منه الشيخ الإمام السيد السديد الأوحد أبو القاسم عبدالرحمن، فرزقني الله - ببركته وحُسن نيته، وجميل سيرته - فَهْمَ الحديث، وكان جذعًا في أعين المخالفين، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، ووصفه أكثر مِن أن يُحصى"؛ (سير أعلام النبلاء، ط. الرسالة) (18/ 352).

 

وصنف كتبًا كثيرة وردودًا على أهل البدع، منها: "المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة"، و"أخبار أصبهان".

توفي عام 470 هـ بأصبهان.

 

أبو عمرو بن منده:

عبدالوهاب بن الحافظ أبي عبدالله محمد بن إسحاق بن منده (أبو عمرو العبدي الأصبهاني).

كان أصغر من أخويه: الحافظ عبدالرحمن، وعبيدالله، ولِد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

 

قال ابن العماد: "محدِّث أصبهان ومسندها، الثقة المكثر، سمع أباه، وأبا إسحاق بن خرشيذ قوله، وجماعةً"؛ (شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب) (5/ 321).

قال الذهبي: "كان طويل الروح على الطلبة، طيب الخلق، محسنًا، متواضعًا، كان يقال له: أبو الأرامل".

 

قال المؤتمن الساجي: "لم أر شيخًا أقعد ولا أثبت من عبدالوهاب في الحديث، وقرأت عليه حتى فاضت نفسه، وفجِعت به".

وقال السمعاني صاحب "الأنساب": "رأيتهم بأصبهان مجتمعين على الثناء على أبي عمرو والمدح له، وكان شيخنا إسماعيل الحافظ مكثرًا عنه، وكان يُثني عليه، ويُفضله على أخيه عبدالرحمن".

قال ولده يحيى: "مات أبي سنة خمس وسبعين وأربعمائة".

 

يحيى بن منده:

أبو زكريا يحيى بن عبدالوهاب بن الإمام أبي عبدالله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، جده أبو عبدالله بن منده الحافظ الكبير، ولِد سنة 434هـ في أصبهان، قال ابن خلكان عنه: "هو محدِّث ابن محدث ابن محدث ابن محدث، وكان جليل القدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة حافظًا، فاضلًا مكثرًا، صدوقًا، كثير التصانيف، حسن السيرة، بعيد التكلف، أوحد بيته في عصره، خرَّج التخاريج لنفسه ولجماعة من الشيوخ الأصبهانيين"؛ (وفَيَات الأعيان)، (6/ 168).

 

ذكره الحافظ عبدالغافر بن إسماعيل بن عبدالغافر الفارسي في "تاريخ نيسابور"، فقال: "أبو زكريا يحيى بن عبدالوهاب بن منده رجل فاضل، من بيت العلم والحديث المشهور في الدنيا، سافر وأدرَك المشايخ وسمِع منهم، وصنَّف على الصحيحين".

ومن مؤلفاته: مناقب الإمام أحمد، وذكر من عاش مائة وعشرين سنة من الصحابة.

 

توفِّي يوم عيد النحر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بأصبهان.

قال الحافظ أبو بكر محمد بن أبي النصر بن محمد اللفتواني: "بيت ابن منده بُدِئ بيحيى وخُتِم بيحيى"؛ يريد في معرفة الحديث والعلم والفضل.

  • 0
  • 0
  • 427
  • منير الخالدي

      منذ
    أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم - عز وجل - وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لتعلموا حقيقة هذه الحرب، وحقيقة هذا التحالف اليهودي الصليبي الصفوي، بقيادة أمريكا وتخطيط اليهود، ولتعلموا حقيقة من يقف في صفه وخندقه وفسطاطه، فلقد قال لكم ربكم عز وجل: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وقال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وقال سبحانه: (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقال تعالى: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)، وقال سبحانه: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال سبحانه: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، وقال سبحانه: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ)، ثم بعد كل هذا، ما زال من المسلمين من يشك أنها ليست حربا على الإسلام والمسلمين، ما زال من المسلمين من يظن أن اجتماع دول الكفار وملله على حرب الدولة الإسلامية، ليس حربا على شرع الله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فأي ضلال بلغ من يعتقد هذا؟ وعلى أي دين أصبح من يقف في خندق هذا التحالف ضد الدولة الإس،لامية؟ وعلى أي دين بات من يحرض على الدولة الإسلامية ليل نهار ويدعو لقتالها، بل لأولوية قتالها، وهي تقف هذا الموقف تقارع وحدها جيوش الكفر قاطبة؟ • مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً