قوم لوط يظهرون من جديد

منذ 2024-09-04

من المؤْسف حقًّا أنَّ قوم لوط الَّذين انتقم الله منهم قد ظهروا من جديد في بلادنا، وأصبح لهم أبواق تنطِق باسمهم وتدافع عنْهم، وتسوِّق لفعلهم القذِر تحت عناوين وحُجج هِي أوْهى من بيْت العنكبوت.

كثيرةٌ هي الأصوات النَّشاز الَّتي تعْلو من وقتٍ لآخَر في بلاد العرَب للمطالبة بإباحة بعض المحرَّمات، أو السَّماح ببعض المحظورات، وأصْحاب هذه الأصوات يظنُّون أنفسهم في أوربَّا أو أمريكا، أو غيرها من بلاد الانحلال.

 

من هذه الأصْوات صوتٌ قبيح ارْتفع قبل أيَّام في دولةٍ عربيَّة شقيقة؛ لمطالبة برلمان تلك الدَّولة بسنِّ تشْريع يُبيح فِعْل قَوم لوط بين شبابِها، تحت ذريعة (المثليَّة الجنسيَّة والحرّيَّة الفرديَّة).

 

ولأنَّ بلادَنا ابتُليتْ بالفساد، وابتليت بالمشاكل الاقتِصاديَّة والمعيشيَّة والإداريَّة، وأُصيبتْ بالتَّخلُّف العلمي والتردِّي الثَّقافي، فلا ينقصنا أن يُعاقبَنا الله بأن تُخسف البلاد من تَحتِنا بسبَب حفنةٍ من الشاذِّين المنحرفين.

 

وأوَّل مَن يَجب التَّصدّي لهم هم فئةٌ من الكتَّاب والإعلاميّين، الَّذين يسمُّون هذه الآفة بأسْماء تضْليليَّة، من قبيل (المثليَّة الجنسيَّة) أو (التَّعدُّديَّة الجنسية) وغيرها من الأسماء الوهميَّة المزيَّفة، وآخِر صرعةٍ أذكرُها لكم في هذا المجال، هي أنَّ أحدهم طالب بإباحة هذا الفِعْل النَّجِس بقولِه: "إنَّ الإسلام أباح التعدُّديَّة السياسيَّة، فلماذا لا نبيح التَّعدُّديَّة الجنسية؟!".

 

من المؤْسف حقًّا أنَّ قوم لوط الَّذين انتقم الله منهم قد ظهروا من جديد في بلادنا، وأصبح لهم أبواق تنطِق باسمهم وتدافع عنْهم، وتسوِّق لفعلهم القذِر تحت عناوين وحُجج هِي أوْهى من بيْت العنكبوت.

 

لماذا عذَّب الله امرأةَ سيِّدنا لوط مع قومِه، مع أنَّها امرأةٌ ولَم تكن من المشاركين فعليًّا في عملِهم القبيح؟

الجواب ببساطة شديدة: هو أنَّ امرأة سيِّدنا لوط كانت من المسوّقين والمؤيّدين لهذا الفعل، وهذا بحدِّ ذاتِه سببٌ يَجعلها تستحقُّ العذاب الشَّديد.

 

فلا ينبغي عليْنا كمدَّعين للإيمان أن نسمح بظهور هذه الظَّاهرة في بلادنا، ولا ينبغي السّكوت عن مسوِّقي هذا الفعل والدَّاعين له؛ وذلك حبًّا منَّا لبلادنا ورغبةً منَّا في أن تبقى نظيفة، وحبًّا  لنبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - الَّذي نهانا عن هذا الفعل.

 

وحبُّنا لنبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقتضي أن نخافَ ممَّا حذَّرنا منْه ونتجنَّبه، ونبتعد عنه ونحذِّر غيرنا منه، لا أن نقوم بالتَّسويق له أو تَبريره أو تسميته بغير أسمائه الحقيقيَّة، ثمَّ ندَّعي بعد ذلك أنَّنا نحبُّ النَّبيّ ونُحب الله، وندَّعي أنَّنا مطيعون ومخلصون له.

_____________________________________________
الكاتب: إسماعيل حيدر الأنصاري

  • 5
  • 0
  • 222
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    فُصُولِ الأَدَابِ وَمَكَارِمِ الأُخْلَاقِ الْمَشْرُوعَةِ وَإِذَا حَضَرَ وَلِيْمَةَ العُرْسِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ الأَكْلُ، بَلْ إِنْ أَكَلَ وَإِلَّا دَعَا وَانْصَرَفَ، وَإِنَّمَا تُسْتَحَبُّ الإجَابَةُ إِلَيْهَا: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْهَا لَعِبٌ وَلَا مُنْكَرُ وَلَا لَهُوْ، فَإِنْ كَانَ مِنْهَا مُحَرَّمٌ حَرُمَتِ الإِجَابَةُ، وَإِنْ كَانَ فِيْهَا مَكْرُوْهُ كُرِهَتِ الإِجَابَةُ. وَيُكْرَهُ لِأَهْلِ المُرُوءَاتِ وَالفَضَائِلِ التَسَرُّعُ إِلَى إِجَابَةِ الطَّعَامِ، وَالتَّسَامُحُ بِحُضُورِ الوَلَائِمِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةَ: فَإِنَّهُ يُوْرِثُ دَبَاءَةَ وَإِسْقَاطَ الهَيْبَةِ مِنْ صُدُورِ النَّاسِ. وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُسْلِمِ عِيَادَةُ أَخِيْهِ المُسْلِمِ، وَحُضُورُ جَنَازَتِهِ إِذَا مَاتٍ، وَتَعْزِيَةُ أَهْلِهِ، وَلَا بَأْسَ بِعِيَادَةِ الذِّمِّيِّ: فَقَدْ عَادَ النَّبِيُّ - ﷺ - يَهُودِيًّا، وَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ يَا يَهُودِيّ». فَصْلٌ وَالغَيْبَةُ حَرَامٌ فِي حَقٌّ مَنْ لَمْ يَنْكَشِفَ بِالمُعَاصِي وَالقَبَائِحِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} الآية. وَمَنْ ذَكَرَ فِي فَاسِقِ مَا فِيْهِ لِيُحَدِّرَ مِنْهُ أَوْ سَأَلَ عَنْهُ مَنْ يُرِيدُ تَزْوِيْجَهُ أَوْ شَرِكَتَهُ أَوْ مُعَامَلَتَهُ لَمْ يَكُنْ مُغْتَابًا لَهُ، وَلَا عَلَيْهِ إِثْمُ الغيْبَةِ، وَلَهُ ثَوَابُ النَّصِيْحَةِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ- ﷺ -: «قُوْلُوْا فِي الفَاسِقِ مَا فِيْهِ يَحْذَرُهُ النَّاسُ». وَلَا يُظَنُّ بِعُمَرَ-رضي الله عنه- أَنَّهُ أَقْدَمَ عَلَى مَا هُوَ عِيْبَهُ عِنْدَ نَصِّهِ عَلَى السِّتَةِ، وَجَعَلٍ الشوْرَى فِيْهِم وَذِكْرِ عَيْبِ كُلِّ وَاحِدٍ، بَلْ قَصَدَ بِذَلِكَ النُّصْحَ للهِ وَلِرَسُوْلِهِ وَلِأَهْلِ الإسلام. فَصْلٌ فَصَارَتِ الغِيْبَةُ: مَا يُذْكَرُ مِنَ النَّقْصِ وَالعَيْبِ لَا يُقْصَدُ بِهِ إِلَّا الْإِزْرَاءُ عَلَى المَذْكُورِ وَالطَّعْنُ فِيْهِ. وَيُسْتَحَبُّ ضَبْطُ الأَلْسِنَةِ وَحِفْظُهَا، وَالإقْلَالُ مِنَ الكَلَامِ إِلَّا فِيْمَا يَعْنِي وَلَا بُدْ مِنْهُ. وَأَفْضَلُ مِنَ الصَّمْتِ إِجْرَاءُ الأَلْسِنَةِ بِمَا فِيهِ النَّفْعُ لِغَيْرِهِ، وَالانْتَفَاعُ لِنَفْسِهِ مِثْلُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَتَدْرِيسِ العِلْمِ وَذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ وَالإِصْلَاح بَيْنَ النَّاسِ. تأليف: الإمام العلامة أبي الوفاء علي بن عقيل بن محمد ابن عقيل بن عبد الله البغدادي الظفري المتوفى سنة 513 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً