أهمية الصلاة

منذ 2024-09-08

الصلاة عمود الدين، وركن الإسلام الثاني، وتتجلى مظهر العبودية في أدائها على أعظم صورة حيث يضع العبد أشرف أعضائه على الأرض تعظيماً لرب

الصلاة عمود الدين، وركن الإسلام الثاني، وتتجلى مظهر العبودية في أدائها على أعظم صورة حيث يضع العبد أشرف أعضائه على الأرض تعظيماً لربه، ولا يضعها لأحد سواه، فكان «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد..»[1]. 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً أهميتها: «بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة» [2]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً أهميتها: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»[3]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يحسب عليه العبد يوم القيامة من عمله: صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر...»[4]..

 

ولما كانت الصلاة تجدد الصلة بالله فهي تطهير لصفحة ماضية، وفتح لصفحة جديدة مع الله عز وجل، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر»[5].

 

2- آثارها:

لكل عبادة من العبادات الإسلامية -وعلى رأسها الشعائر التعبدية- آثارها على مستوى الفرد وآثار على مستوى الجماعة، فمن آثار الصلاة على الفرد:

أ‌- تعتبر الصلاة معراجاً للروح تذكر النفس بالمقابلة والنظر إلى وجه الكريم يوم القيامة، وشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الجاري الذي يغتسل فيه خمس مرات في اليوم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء» ؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا»[6].

 

ويقول عز من قائل عن أثر الصلاة على الفرد: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].

 

ب‌- الصلاة محطات روحية خمس يقف فيها بين يدي الله سبحانه وتعالى، ليتذكر ما فاته من يومه وما عمل فيه ويقدم بياناً بالساعات التي أمضاها، هل كانت في رضا الله سبحانه وتعالى فليستمر على ذلك، أو كانت مما يغضب الله سبحانه وتعالى ليتوب منها، ويعطي العهد على عدم العودة إليها ويشهد الله على ذلك. لذا كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر، لأن المتيقن بأن الله يراه وسيحاسبه فيخجل منه أن يقابله في الوقت اللاحق أو اليوم التالي وهو على منكره وفحشه.

 

تعويد للمسلم على تنظيم وقته، وللاسترواح من العمل بين الفترة والفترة ليستعيد نشاطه الذهني والجسمي.

 


[1] رواه مسلم في صحيحه، رقم 482، باب ما يقال في السجود، 1 /350.

[2] رواه الترمذي، رقم 2619، باب ما جاء في ترك الصلاة 5 /13، وقال حديث حسن صحيح.

[3] رواه أحمد، رقم 22987، ورواه الترمذي رقم 2621، الباب السابق 5 /13، وقال حديث حسن صحيح.

[4] رواه الترمذي، الحديث رقم (413)، 2 /269.

[5] رواه مسلم، رقم 233، 1 /109.

[6] متفق عليه: صحيح البخاري (505) باب الصلوات الخمس كفارة، 1 /197، ومسلم (667) 1 /462.

_______________________
الكاتب: أ. د. مصطفى مسلم

  • 1
  • 0
  • 300

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً