الغزو العسكري والغزو الفكري

منذ 2024-09-13

إذا لم يفلح الغزاة عسكريًّا، لجؤوا للغزو الثقافي الذي يدمر البلاد والعباد، وهذا ما يحدث بالفعل

تمَّ الاتفاق على تقسيم شبه القارة الهندية حسب الأغلبية فيها، فكانت الهند وباكستان، وعلى ضوء هذه الاتفاقية يفترض أن تكون كشمير تابعة للباكستان، لكن وضعت العراقيل أمام هذه الخطوة وحدثت المأساة.


كان حاكم كشمير هندوسيًّا، وقد رغب الاستقلال وعدم الانضمام إلى باكستان، وبدأ الصراع بين المسلمين والهندوس المدعومين من قبل حاكم الولاية، وقد قرر الشباب المسلم القيام بالجهاد، وقد وُفِّقوا؛ حيث حرروا معظم الولاية، ثم هرب حاكم كشمير الهندوسي إلى الهند، ووقَّع معها اتفاقية؛ لضم كشمير إلى الهند، فأرسلت على الفور قوة عسكرية، واستولت على معظم أراضي كشمير، واعتبرتها أراضٍ هندية، ورفضت باكستان ذلك، وتجدد الصراع، وقد طالبت باكستان كثيرًا بحق تقرير المصير لهذا الشعب الأعزل، لكن دون جدوى.


هذا عن الغزو العسكري أما الغزو الفكري:
فهو أخطر من الغزو العسكري وهو البوابة دائمًا التي يتحقق من خلالها ما لا يتحقق من الغزو العسكري، وإذا لم يفلح الغزاة عسكريًّا، لجؤوا للغزو الثقافي الذي يدمر البلاد والعباد، وهذا ما حدث بالفعل في كشمير.


لقد حرص الأعداء ألا يخرجوا من بلد استعمروها عسكريًّا، حتى يوطدوا أقدامهم بتربية أفراخ لهم، يسدون الثغرات التي يتركها الغُزاة بعد خروجهم.


ولذا قرروا إرسال وفد إلى الأندلس لدراسة المخططات التي استخدمها الأسبان في القضاء على الإسلام هناك، وقد عُين رئيس هذا الوفد سفيرًا للهند في الاتحاد السوفيتي آنذاك، فقدَّم تقريرًا آخر حول الأساليب التي استخدمت للقضاء على الإسلام في الجمهوريات الإسلاميَّة.


وخلاصة هذين التقريرين نفذه الهندوس في كشمير، ومن ذلك:

 


1) تغيير المنهج التعليمي ووضع منهج هندوسي.


2) تحويل المعاهد التعليمية إلى أوكار لنشر الإباحية.


3) إباحة الخمور وترويجها على حساب الدولة.


4) تشجيع الزواج من الهندوس؛ لإيجاد جيل هندوسي العقيدة والفكر.


5) تجريد اللغة الكشميرية من الألفاظ العربية؛ للقضاء على الصلة بين الجيل الناشئ وكتاب الله.


6) بث الخلافات بين المسلمين.


7) استخدام وسائل الإعلام المختلفة؛ لنشر الإباحية والجريمة.


8) ترويج حركة تحديد النسل بين المسلمين.


9) طمس معالم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية في كشمير.


10) إنشاء قيادة عميلة لتنفيذ هذا المخطط، وتقضي على الشباب المسلم الذي يتولَّى الجهاد ضد الغزاة.

عبد الله بن محمد الطيار

وكيل وزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية سابقا

  • 2
  • 0
  • 239
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    وقفات شرعية مع غزوة باريس • الوقفة الثانية: وجوب جهاد فرنسا. ممّا تقدّم بيانه ينبغي معرفة أن جهاد فرنسا الصّليبيّة وقتالها واجب على المسلمين وهو من قبيل جهاد الدّفع في زماننا هذا ولا شكّ، قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) [البقرة: ١٩٠]، وقال الله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ) [البقرة: ١٩٤]. وهذا النّوع من الجهاد واجبٌ بإجماع أهل العلم سلفاً وخلفاً، وإنّ الغزوة التي وقعت في باريس هي من الجهاد الواجب على الأمّة، إذ به يُكَفُّ بأس الذين كفروا. • الوقفة الثالثة: جواز قتل الصّليبيّين من الفرنسيّين. مما دلّت عليه نصوص الكتاب والسنّة وما انعقد عليه إجماع الأمّة أنّ الكافر الذي ليس بينه وبين المسلمين عهدٌ من ذمّةٍ أو هدنةٍ أو أمانٍ، فإنّه حلال الدّم والمال، وهو بذلك صار حربياً يجوز قتله وإن لم يشارك في قتالنا، قال الله تعالى: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: ٥]. وعن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا أمّر أميراً على جيشٍ أو سريّةٍ، أوصاه في خاصّته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله"، [رواه مسلم]. فهذه النّصوص وغيرها تدلّ على أنّ سبب قتالهم هو الكفر والشّرك، فنحن نقاتلهم ابتداءً لكفرهم وشركهم، وقد جاءت نصوصٌ استثنت من حكم القتل مَنْ لهم عهدٌ شرعيٌّ مع المسلمين، فهؤلاء يوفى لهم عهدهم إلى مدّته، وعليه فالكافر الذي ليس بينه وبين المسلمين عهدٌ هو حلال الدّم والمال، وحلال العرض أيضاً بالجهاد. وهذه المسألة أجمع عليها الأئمّة والعلماء على مرّ العصور وسبقهم في ذلك الإجماع العمليّ للصّحابة على ذلك، قال الإمام الشّافعيّ: (حقن الله الدّماء، ومنع الأموال إلا بحقّها بالإيمان بالله وبرسوله، أو عهد من المؤمنين بالله ورسوله لأهل الكتاب، وأباح دماء البالغين من الرّجال بالامتناع من الإيمان إذا لم يكن لهم عهد) [الأم: 1/ 293]. وقال الإمام القرطبيّ: (والمسلم إذا لقي الكافر ولا عهد له جاز له قتله) [تفسير القرطبي: 5/ 338]. المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 6 مقال: وقفات شرعية مع غزوة باريس السنة السابعة - السبت 9 صفر 1437 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً