القرآن سكينة القلوب

منذ 2024-09-21

القرآن! المعجزةُ العظيمةُ التي آتاها اللهُ تعالى لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم التي بَهَرَ الله تعالى بها الأوَّلينَ والآخِرين، وأعجزت البُلَغاءَ، وحَيَّرَتْ الشُّعَراء، وأذلَّتْ الكبراء

الْحَمْدُ لِلَّهِ {الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 1، 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له {الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 61، 62]، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وخاتم أنبيائه وسيِّد أصفيائه، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وخلفائه، يقول في حديثه:  «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»[1]، أمَّا بَعْــدُ:

فعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ»[2].

 

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

 

القرآن! المعجزةُ العظيمةُ التي آتاها اللهُ تعالى لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم التي بَهَرَ الله تعالى بها الأوَّلينَ والآخِرين، وأعجزت البُلَغاءَ، وحَيَّرَتْ الشُّعَراء، وأذلَّتْ الكبراء، تلكَ المعجزةُ هي التي قالَ اللهُ جل وعلا عنها: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت: 50، 51]، أما يَكفيهم القرآنُ حُجَّةً، وتَصديقًا ومُعجزةً وبَيِّنَةً؟!

وجعل الله له القرآنــــــــــــــا   **   آيةَ حقٍّ أعجَزَتْ بُرهَانـــــــــــــا 

أقامَ فيهمْ فوقَ عَشرٍ يَطلــبُ   **   إتيانَهُمْ بمثلِهِ فغُلِبُـــــــــــــــــوا 

ثمَّ بعَشْرِ سُوَرٍ، بســـــــــــورة   **   فلمْ يُطِيقوها ولو قَصيـــــــــرةْ 

وهُمْ لَعَمرِي الفُصحاءُ اللُّسْـنُ   **   فانقَلَبوا وهُمْ حَيارى لُكْــــــــــنُ 

وأُسمِعوا التوبيخَ والتَّقريعــا   **   لدى المَلا مُفترِقًا مَجموعـــــــــا 

فلمْ يفُهْ منهمْ فصِيحٌ بِشَفَــهْ   **   مُعَارِضًا، بلِ الإلهُ صَرَفَـــــــــــــهْ 

فَقَائلٌ يقولُ: هذا سِحـــــــــرُ   **   وقائلٌ: في أذُنيَّ وَقْــــــــــــــــرُ 

وقائلٌ يقولُ ممَّنْ قَد طَغَـــوا   **   لا تسمعُوا لهُ، وفيه فالْغــــــــوا 

وهُمْ إذا بعضٌ ببعضٍ قدْ خَلا   **   اعتَرَفوا بأنَّ حقًّا ما تــــــــــــلا 

وأنهُ ليس كلامَ البَشَــــــــــــرِ   **   وأنَّه ليسَ لهُ بمُفتَــــــــــــــــرِي 

وكيفَ لا وهْوَ كلامُ اللـــــــــه   **   مُنزهٌ عنْ نِحْلةِ اشتبَــــــــــــــاهِ 

يَهدي إلى التي هُدَاها أَقْـــوَمُ   **   بهِ يُطَاعُ وبهِ يُعتَصَـــــــــــــــمُ 

وهْوَ لَدَيْنا حَبْلُهُ المَتيــــــــــنُ   **   نعبُدُهُ بهِ، ونسْتعيـــــــــــــــــنُ 

وهْوَ الذي لا تَنقَضي عَجَائبُـهْ   **   ولا يَضلُّ أبدًا مُصاحِبُـــــــــــــه 

 

أيُّها الأحبَّةُ الكرام، لقد وصفَ الله تعالى كتابَهُ العظيمَ أنَّه نورٌ؛ فقال سبحانه وتعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]، {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15].

 

وبيَّن أنَّ من أعرضَ عن القرآن فإنَّ لهُ مَعيشةً ضَنكًا، فقال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: ذِكْرُ اللهِ تعالى هنا هو القرآنُ، تَكَفَّلَ اللهُ تعالى لمن أخذَ بالقرآنِ: ألَّا يَضِلَّ في الدنيا، ولا يَشقى في الآخِرَة، ثم قرأ: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123] [3].

 

ولقد جعلَ الله كتابَهُ رِفْعَةً لمن أخذَ بهِ؛ فقالَ: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف: 44]، إنه رِفعَةٌ وعِزٌّ شامِخٌ لك ولقومِك.

 

{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [الأعراف: 3]،{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155]،{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1].

جاءَ النبيُّون بالآياتِ، فانصرمت   **   وجئتنا بحكيمٍ غيرِ مُنصَـــــــــــرِمِ

آياتُه كلَّما طالَ المدَى جُـــــــدُدٌ   **   زَيَّنَهُنَّ جلالُ العِتق والقِـــــــــــــدمِ 

يكاد في لفظةٍ منه مشرَّفـــــــةٍ   **   يوصِيك بالحق، والتقوى، وبالرَّحِمِ 

 

ولك أن تتأمل كيف يرسم القرآن حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل القرآن، وحال النبي صلى الله عليه وسلم بعد القرآن: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]،وصدق الله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3]، {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [النساء: 113].

 

بل انظر كيف جعل الله خاصية الرسول صلى الله عليه وسلم تلاوة هذا القرآن، فقال: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً} [البينة: 2]. {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19] {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس: 70] ﴿ ا {تْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} [العنكبوت: 45].

 

وانظر إلى ذلك التصوير الشجي لحال أهل الإيمان في ليلهم كيف يسهرون مع القرآن؟ {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: 113].

وتلاوة القرآن من أهل التُّقَــــى   **   سيْما بحُسْن شجًى وحُسْن بيانِ 

أشهى وأوفى للنفوس حـــلاوةً   **   من صوت مزمارٍ ونقرِ مثـــــــانِ 

وحنينه في الليل أطيب مسمعٍ   **   من نغمة النايات والعيـــــــــدانِ 

 

تأمَّل يا رعاك الله، كيف أنَّ الله جل وعلا يُنوِّع ويُعدِّد التوجيهات لتعميق العلاقة مع القرآن! فتارةً يحثُّنا صراحةً على التدبُّر: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [محمد: 24]، وتارةً يحثُّنا على الإنصات إليه: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: 204]، وتارةً يأمرنا بالتفنُّن في الأداء الصوتي الذي يخلب الألباب لتقترب من معاني هذا القرآن: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]، وتارةً يأمرنا بالتهيئة النفسية قبل قراءته؛ بالاستعاذة من الشيطان؛ لكي تصفو نفوسُنا لاستقبال مضامينه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]، وتارةً يغرس في نفوسنا استبشاع البُعْد عن القرآن: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].

 

وتاراتٍ أخرى يُنبِّهنا على فضله، وتيسيره للذكر: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17]؛ كلُّ ذلك ليُرسِّخ علاقتنا بالقرآن، فهل تُرى ذلك كله كان اتِّفاقًا ومصادفة، لا تحمل وراءها الدلالات الخطيرة؟! بل هل من المعقول أن يكون القرآن الذي أقسم الله به، وتمدح بالتكلُّم به، وجعله أعظم الكتب السماوية التي أنزلها سبحانه، وخَصَّ به أفضل البشرية محمدًا صلى الله عليه وسلم، وجعل حفظ ألفاظه خاصيةَ أهلِ العلم، هل من المعقول أن تكون كلُّ هذه الخصائصِ والشرفِ والعظمةِ للقرآن، ويكون كتابًا اعتياديًّا في حياتنا؟! لا بُدَّ أنَّ هذا الشرفَ للقرآن يعكس عظمةً في مضامينه ومحتوياته، ولا بُدَّ أن يكون لهذا القرآن حضور في حياتنا يوازي هذه العظمة، وسطوة تغشى خلايا الوجدان.

 

تأمل هذا الحضور العجيب للقرآن في حياة فِئامٍ قدَّروه قدْره:

فمن أعجب تلك الأخبار: قصة شهيرة رواها البخاري في صحيحه، وذلك حين اشتدَّ أذى المشركين، فخرج أبو بكر يريد الهجرة للحبشة فلقيه مالك بن الحارث (ابن الدغنة) وهو سيد قبيلة القارة، وتعهد أن يجير أبا بكر ويحميه لكي يعبد ربَّه في مكة، يقول الراوي: «فَطَفِقَ أَبُو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلاةِ، وَلا القِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ»[4]، يا الله! تأمَّل هذه الكلمة: «فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ» إنها لعبارةٌ تأخذ بالألباب، وتستدرُّ الدموع مدرارًا، ومعنى «يَتَقَصَّفُ»؛ أي: يزدحمون ويكتظُّون حوله، مأخوذين بجمال القرآن.

 

فانظر كيف كان أبو بكر لا يحتمل نفسه إذا قرأ القرآن فتغلبه دموعه؟! وانظر لعوائل قریش كيف لم يستطع عتاة وصناديد الكُفَّار الحيلولة بينهم وبين سماع القرآن؟!

 

وتأمَّل كيف انبهر أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، وسيد ولد آدم (محمد صلى الله عليه وسلم)، بسكينة القرآن، ففي البخاري عن عبدالله بن مسعود أنه قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، فقلت: أَقْرَأُ عَلَيْكَ -يا رسول الله- وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» قَالَ: فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قَالَ لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُفَّ، أَوْ أَمْسِكْ»، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ)[5].

 

وتأمَّل كيف انبهر الأنبياء - عليهم أزكى الصلاة والسلام- بسكينة الوحي، كما يصوُّر القرآن تأثُّرهم بكلام الله، وخرورهم إلى الأرض، وبكاءهم؛ كما في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]، هل هناك تأثُّر وجداني أشدُّ من السقوط إلى الأرض؟!

 

تأمَّل هذا المشهد المدهش الذي يرويه ربنا جل وعلا عن سطوة القرآن في النفوس: قوم ممن أوتوا حظًّا من العلم، حين يُتلى عليهم شيء من آيات القرآن لا يملكون أنفسهم فيخرُّون إلى الأرض ساجدين لله تأثُّرًا وإخباتًا: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء: 107] تخيَّل هذا المشهد الذي ترسم هذه الآية تفاصيلَه: يا الله ما أعظم هذا القرآن!

 

ويا لعجائب هذه الهيبة القرآنية التي تتطامن على النفوس فتخبت لكلام الله، وتتسلل الدمعات والمرء يداريها، ويشعر المسلم فعلًا أن نفسه ترفرف من بعد ما كانت تثاقل إلى الأرض!

 

وتأمَّل كيف انبهر (صالحو البشر) بسكينة القرآن، فلم تقتصر آثار الهيبة القرآنية على قلوبهم فقط؛ بل امتدَّت إلى الجلود فصارت تتقبض من آثار القرآن، الجوارح ذاتها تهتز وتضطرب حين سماع القرآن، اسمع: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23].

 

وتأمَّل كيف انبهر (صالحو أهل الكتاب) بسكينة القرآن، فكانوا إذا سمعوا تاليًا للقرآن ابتدرتهم دموعهم، يراها الناظر تتلامع في محاجرها، كما ذكرها القرآن في معرض المدح والتثمين الضمني، في صورة أخَّاذة مبهرة، فقال: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} [المائدة: 83].

 

إن هذا الذي فاض في عيونهم حين سمعوا القرآن شيء فاق القدرة على الاحتمال، هذا السر الذي في القرآن هو الذي استثار تلك الدمعات التي أراقوها من عيونهم حين سمعوا كلام الله، لماذا تساقطت دمعاتهم؟ إنها أسرار القرآن.

وليس الذي يجري من العين ماؤها   **   ولكنها روح تسيل فتقطرُ 

 

وتأمَّل كيف انبهر (صناديد المشركين) بسكينة القرآن، ففي البخاري أن جبير بن مطعم أتى النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يفاوضه في أساری بَدْر، فلما وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا بالمسلمين في صلاة المغرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إمامَهم، فسمع جبير قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، ووصف كيف خلبت أحاسيسَه سكينةُ القرآن، كما يقول جبير بن مطعم: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 35 - 37] قَالَ: «كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ»[6]، لله دَرُّ العرب! ما أبلغ عباراتهم!

 

هكذا يُصوِّر جبيرٌ أحاسيسَه حين سمع قوارع سورة الطور؛ حيث يقول: «كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ»، هذا وهو مشرك، وفي لحظة عداوة تستعر، وقد جاء يريد تسليمه أسرى الحرب، ففي خضم هذه الحالة يبعد أن يتأثَّر المرء بكلام خصمه؛ لكن سكينة القرآن هزَّتْه حتى كاد قلبُه أن يطير.

 

وتأمَّل كيف انبهرت الملائكة الكِرام بسكينة القرآن، فصارت تتهادى من السماء مقتربة إلى الأرض حين سمعت أحد قُرَّاء الصحابة يتغنَّى بالقرآن في جوف الليل، كما في مسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ: بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ، إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، قَالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي، إِذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأ ابْنَ حُضَيْرٍ» قَالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ».

اقرأ لينجلي الظلام عن الرُّبـا   **   وليسمع الغافي زواجر هودِ 

اقرأ لعل الله يوقظ غافـــــلًا   **   من قومِنا ويلينُ قلبُ عنيدِ 

اقرأ ليرجع ظالمٌ عن ظلمــــه   **   ويُقِرُّ بالإيمانِ كُلُّ جحــــودِ 

اقرأ ليهدأ قلبُ كُلِّ مــــــروعٍ   **   من قومِنا وفؤادُ كلِّ شريــدٍ 

اقرأ لتفهم أُمَّتي معنى الهُدَى   **   معنى بلوغ مقامها المحمودِ 

 

قَالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ»، قَالَ: فَانْصَرَفْتُ، وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ»، أو قَالَ: «تِلْكَ المَلاَئِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا، لا تَتَوَارَى مِنْهُمْ»[7].

 

وتأمَّل كيف انبهرت تلك المخلوقات الخفيَّة (الجن) بسكينة القرآن، ذلك أنه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في موضع يقال له (بطن نخلة) وكان يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فهيَّأ الله له مجموعة من الجن يسمون (جن أهل نصيبين)، فاقتربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلما سمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة انبهروا بسكينة القرآن، وأصبحوا يوصون بعضهم بالإنصات، كما يقول تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا} [الأحقاف: 29].

 

وأخبر الله في موضع آخر عمَّا استحوذ على هؤلاء الجن من التعجب، فقال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1].

 

تأمَّل كيف تنفعل (الجمادات الصَّمَّاء) بسكينة القرآن: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21] {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} [الرعد: 31].

 

ولقد أكثر القرآن من عرض هذه الظاهرة البشرية أمام سطوته في النفوس باعتبارها من أعظم ينابيع اليقين بهذا الكتاب العظيم، فيا لَأسرار القرآن! وفي مقابل ذلك كله: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 22].

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22].

 

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} [الكهف: 1، 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس: 37]، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وأمينُه على وَحْيِهِ، قال له ربُّه: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} [مريم: 97] {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الدخان: 58].

 

صلِّ اللهم عليه، وعلى آله بإحسانٍ وصحبه، وبعـــد:

عباد الله، هكذا إذن الجمادات الرواسي تتصدَّع، ونساء المشركين وأطفالهم يتهافتون سرًّا لسماع القرآن، وصنديد جاء يفاوض في حالة حرب ومع ذلك كاد قلبه يطير مع سورة الطور، والجن استنصت بعضهم بعضًا، وتعجَّبوا وولَّوا إلى قومهم منذرین، والمؤمنون الذين يخشون ربهم ظهر الاقشعرار في جلودهم، والقساوسة الصادقون فاضت عيونهم بالدمع، والملائكة الكِرام دَنَتْ من السماء تتلألأ تقترب من قارئ في حرَّات الحجاز يتغنَّى في جوف الليل بالبقرة، والأنبياء من لدن آدم إذا سمعوا كلام الله خرُّوا إلى الأرض ساجدين باكين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع الآية تصوَّر عرصات القيامة ولحظةَ الشهادة على الناس؛ استوقف صاحبه ابن مسعود من شِدَّة ما غلبه من البكاء.

 

ربَّاه ما أعظم كلامك! وما أحسن كتابك!

 

هذا وإنَّ كتابنا القرآن لهو مُفَجِّرُ العلوم ومنبعها، ودائرة شمسها ومطلعها، أودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شيء، وأبان فيه كُلَّ هَدْيٍ وَغَيٍّ، فترى كل ذي فَنٍّ منه يستمد، وعليه يعتمد، وهُوَ وَإِنْ كَانَ لَا يَخْلُو لِلنَّاظِرِ فِيهِ مِنْ نُورِ مَا يُرِيهِ وَنَفْعِ مَا يُولِيهِ.

كَالْبَدْرِ مِنْ حَيْثُ الْتَفَتَّ رَأَيْتَـــــــــهُ   **   يَهْدِي إِلَى عَيْنَيْكَ نُورًا ثَاقِبَــا 

كَالشَّمْسِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وضوؤها   **   يَغْشَى الْبِلَادَ مَشَارِقًا وَمَغَارِبَا 

 

لكنه لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبِل عليه، ويهرول بكُلِّيَّتِه إليه.

 

اللهُمَّ إنا نسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمْتَه أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيعَ قلوبنا، ونورَ صدورِنا، وذَهاب أحزانِنا، وجلاء همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك، وإلى جناتك جنات النعيم، اللهُمَّ اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصَّتُك، اللهُمَّ ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظُّلَل، وادفع عنا به النقم، وزِدْنا به من النِّعَم، اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصًا، وعن النيران مخلِّصًا، يا ذا الجلال والإكرام.

 

 


[1] رواه الترمذي في سننه، من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ما له من الأجر (5/ 25)، ورواه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 371)، صحَّحه الألباني، السلسلة الصحيحة (13/ 130).

[2] رواه أحمد في مسنده (28/ 191)، الطبراني في المعجم الكبير (22/ 75)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 521)، حسَّنَه الألباني، السلسلة الصحيحة (4/ 149).

[3] تفسير الطبري (18/ 389).

[4] صحيح البخاري (3/ 98).

[5] رواه البخاري في صحيحه، باب البكاء عند قراءة القرآن (6/ 197)، ورواه مسلم في باب فضل استماع القرآن، وطلب القراءة من حافظه (1/ 551).

[6] رواه البخاري في صحيحه، باب قوله تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39] (6/ 140).

[7] رواه مسلم في صحيحه، باب نزول السكينة لقراءة القرآن (1/ 548).

_____________________________________________________
الكاتب: وضاح سيف الجبزي

  • 3
  • 0
  • 242

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً