علامات حسن الخاتمة التي تظهر للناس (2)
لَرباطُ يوم وليلةٍ خيرٌ من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يَعمله، وأُجْري عليه رُزقه
- التصنيفات: الطريق إلى الله -
الشيخ ندا أبو أحمد
7- المرابط في سبيل الله:
أخرج "الإمام مسلم" من حديث سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « ((لَرباطُ يوم وليلةٍ خيرٌ من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يَعمله، وأُجْري عليه رُزقه[1] وأمِن الفتَّان))» .
وفي "سنن أبي داود" و"الترمذي" من حديث فضالة بن عُبيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «((كلُّ ميِّت يُختم على عَمله إلا الذي مات مُرابطًا في سبيل الله، فإنه يُنمَّى له عملُه إلى يوم القيامة، ويأمن فِتنة القبر))» ؛ (صحيح الجامع: 4562).
وأخرج ابن حبَّان عن سلمان - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «((مَن مات مرابطًا في سبيل الله أُومِنَ عذابَ القَبر، ونما له أجره إلى يوم القيامة))» .
وفي رواية عند ابن حبَّان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( «(مَن مات مُرابطًا مات شهيدًا))» .
8- مَن قام إلى إمام جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر، فقتله:
ودليلُ ذلك ما أخرجه الحاكم والضياء عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «((سيِّدُ الشُّهداءِ حمزةُ بنُ عبدالمطلب، ورجلٌ قامَ إلى إمامٍ جائر، فأمره ونهاه، فقتله))» ؛ (صحيح الجامع: 3675).
9- الدعوة إلى السُّنة في وقت الفتن، والموت على ذلك:
فقد أخرج الطبراني في "الكبير" من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «((إنَّ مِن ورائِكم زمانَ صبرٍ، للمُتمسِّك فيه أَجرُ خمسين شهيدًا منكم))» ؛ (صحيح الجامع: 2234).
وفى رواية أخرى عن عُتبة بن غزوان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «((إن من ورائكم أيامَ الصَّبر، للمُتمسِّك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم))، قالوا: يا نبي الله، أو منهم؟ قال: ((بل منكم))» ؛ (السلسلة الصحيحة: 1/268، رقم 494).
10- المائدُ في البحر والغريق:
والمائدُ: هو الذي يموت بسبب دوَّار البحر، فله أجر شهيد.
فقد أخرج الطبراني في "الكبير" عن أم حَرام - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «((للمائد[2] أجرُ شهيد[3]، وللغريق أجر شهيدين))» ؛ (صحيح الجامع: 5187).
وفى رواية عن أبي داود: عن أم حرام - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «((المائدُ في البحر الذي يُصيبه القَيء له أجرُ شهيد، والغريق له أجر شهيدين))» ؛ (صحيح الجامع: 6642).
وأخرج ابن عساكر في "تاريخه" عن عليِّ بنِ أبي طالب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «((الغريق شهيد، والحريق شهيدٌ، والمبطون شهيد، ومَن يَقع عليه البيتُ فهو شهيد، ومَن قُتِلَ دون ماله فهو شهيد، ومَن قُتِلَ دون نفسه فهو شهيد))» ؛ (صحيح الجامع: 4172).
وأخرج البخاري في "التاريخ" عن عُقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «((الغريق في سبيل الله شهيد))» ؛ (صحيح الجامع: 4173).
11- الشَّريق:
قال ابن الأثير في "النهاية": "والشريق: هو الذي يَشرق بالماء فيموت".
قال ابن حجر في "الفتح" (6/52): وللطبراني من حديث ابن عباس مرفوعًا: « ((المرءُ يموت على فِراشه في سبيل الله شهيدٌ))» ، وقال ذلك أيضًا في: «"المبطون، واللديغ، والغريق، والشَّريق، والذي يَفترسه السَّبُع، والخارّ عن دابَّته، وصاحب الهَدم، وذات الجنب"» .
12- مَن افترسه السَّبعُ:
روى ابن قانع عن ربيع الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «((الطَّعن والطاعون، والهدمُ، وأكل السَّبعِ، والغرقُ، والحرقُ، والبطن، وذاتُ الجنب شهادةٌ))» [4]؛ (صحيح الجامع: 3953).
[1] أجري عليه رزقه: يعني أجر عمله الذي كان يعمل في حياته من الطاعات.
[2] قال المناوي - رحمه الله - في "فيض القدير": المائد: أي: الذي يلحقه دوران رأسه من ريح البحر، واضطراب السفينة، وهو من مَادَ يميد، إذا دار رأسه.
[3] أجر شهيد: قال المظهر: هذا إن ركبه لنحو طاعة: كغزو، وحجٍّ، وطلب علم، وكذا التجارة، ولا طريق له غيره، وقصد طلب القوت لا زيادة ماله.
[4] قال الألباني - رحمه الله -: أورده المنذري في "الترغيب والترهيب"، والهيثمي من رواية الطبراني دون قوله: "أكل السبع"، وجعل مكانه "النفساء بجمع شهادة"، وفقرة "السبع" لم أجد لها شاهدًا إلا من قول ابن مسعود موقوف عليه.