(مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان الشكر

منذ 2024-10-07

ومَن تأمَّل حاله وتدبَّر شأنه، وجد أنَّه مغمورٌ بنِعَمٍ لله تعالى لا يُحصيها؛ فالعافيةُ نعمةٌ، والأمن نعمة، والعقل نعمة، وحسن الخُلُقِ والخَلْقِ نعمة، والرزقُ نعمة، وصرفُ البلاء ورفعُهُ نعمة، وأعظمُ النعم بإطلاق هي نِعَمُ الإسلام

مِن الناس مَن يزدري نِعَمَ الله تعالى وهو لا يشعر، فمن ذلك قول بعضهم: إني منذ كذا وكذا أنتظر شيئًا جميلًا يحدث في حياتي، لكنه لم يحدث حتى الآن، وقول الآخر: فاتتكَ الحظوظُ فالحظوظُ لأهلها، ونحو تلك الجمل الدالة على نقص التوقير لله تعالى، ونسيانِ آلائه ونعمه؛ والله تعالى يقول: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [النحل: 83]، فأقلُّ الناسِ الشاكرون؛ قال سبحانه: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]، وقال جل وعلا: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28]، فقلبوا شكرَهُم كفرًا بالنِّعم والمُنْعِم؛ {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13].

 

ومَن تأمَّل حاله وتدبَّر شأنه، وجد أنَّه مغمورٌ بنِعَمٍ لله تعالى لا يُحصيها؛ فالعافيةُ نعمةٌ، والأمن نعمة، والعقل نعمة، وحسن الخُلُقِ والخَلْقِ نعمة، والرزقُ نعمة، وصرفُ البلاء ورفعُهُ نعمة، وأعظمُ النعم بإطلاق هي نِعَمُ الإسلام والإيمان، والتوحيد والسُّنَّة والاستقامة، ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون؛ {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34]، {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، وإنَّما يرى أثر النعمة مَن فَقَدَها، وتدبَّرْ مليًّا فالخطاب لك: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53]، والله المستعان.

_______________________________________________
الكاتب: إبراهيم الدميجي

  • 1
  • 0
  • 203
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا • النهي عن الحزن وأما "الحزن" فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين، كقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وقوله: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}، وأمثال ذلك كثير. • حكمة النهي عنه وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به. • حزن مباح لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرّم، كما يحزن على المصائب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا على حزن القلب، ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم، وأشار بيده إلى لسانه). • حزن محمود وقد يقترن بالحزن ما يُثاب صاحبه ويُحمد عليه، فيكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة الحزن، كالحزين على مصيبة في دينه، وعلى مصائب المسلمين عموما، فهذا يُثاب على ما في قلبه من حب الخير، وبغض الشر، وتوابع ذلك ولكن الحزن على ذلك، إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد، وجلب منفعة ودفع مضرة؛ نُهي عنه. • حزن مذموم وأما إن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله ورسوله به؛ كان مذموما عليه من تلك الجهة، وإن كان محمودا من جهة أخرى. [مجموع الفتاوى] لابن تيمية -رحمه الله- ▫️المصدر: إنفوغرافيك النبأ - وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 468 الخميس 5 جمادى الأولى 1446 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً