" كيف أفعلُ عند ذلك "

منذ 2024-10-21

اقتباس من الموسوعة الحديثية في موقع الدرر السنية

« ينما نحن حول رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، إذ ذكر الفِتنةَ ، فقال : إذا رأيتم النَّاسَ قد مرَجت عهودُهم ، وخفَّت أماناتُهم وكانوا هكذا . وشبَّك بين أصابعِه ، قال : فقُمتُ إليه فقلتُ : كيف أفعلُ عند ذلك ! جعلني اللهُ فداك ؟ قال : الزَمْ بيتَك ، واملِكْ عليك لسانَك ، وخُذْ بما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ ، وعليك بأمرِ خاصَّةِ نفسِك ، ودَعْ عنك أمرَ العامَّةِ »
 
الراويعبدالله بن عمرو
المحدث :الألباني
المصدر :صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4343
خلاصة حكم المحدثحسن صحيح
التخريجأخرجه أبو داود (4343) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10033)، وأحمد (6987) باختلاف يسير، وابن ماجه (3957) بنحوه
 
كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه رضيَ الله عَنهم كيفَ يَعرِفونَ الفِتنَ، وكيفَ يكونُ حالُهم فيها، وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضيَ الله عَنهما: "بَينَما نحنُ حولَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم إذ ذَكرَ الفِتنةَ، فقالَ: إذا رَأيتُم الناسَ قد مرَجتْ عُهودُهم"، أي: ظَهرَ فيهِم وانتشَرَ فسادُ العَهدِ ولم يُوفُوا به، والفِتنةُ هي اختِلاطُ الحقِّ بالباطلِ فلا يُعرَف أهلُ الحقِّ مِن أهلِ الباطلِ، "وخفت أَماناتُهم"، أي: قلَّتْ بَينهمُ الأَمانةُ فأصبَحَ لا يُعرَف بها في ذلك الزمنِ إلا قليلٌ. "وكانوا هَكذا- وشبَّكَ بينَ أصابِعه-"، أي: خَلَطوا فلا يُميَّز فيهم الطيِّبُ من الخبيثِ والمؤمنُ مِن المنافقِ، قال ابنُ عَمرٍو: "فقمتُ إليه"، أي: إلى النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، فقلتُ: "كيفَ أفعلُ عندَ ذلكَ! جعلَنِي اللهُ فِداكَ؟"، أي: ما العملُ عندَ ظُهورِ هذا الزمنِ؟ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "الزَمْ بَيتَكَ"، أي: كنْ في بيتِكَ أكثرَ أوقاتِكَ فلا تَخرُجْ إلا لحاجةٍ، "وامْلِكْ عليكَ لِسانَكَ"، أي: ولا تتكلَّمْ فيما يحلُّ بالناسِ ويَنتشِرُ فيهِم حتي يَتركُوكَ وشأنَكَ، فلا تَدخُلْ في الفِتنةِ بقَولٍ أو فعلٍ "وخُذْ بما تَعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ"، أي: اقبَلْ بما هوَ حقٌّ، واترُكْ ما هو باطلٌ "وعلَيكَ بأمرِ خاصَّةِ نفسِكَ، ودَعْ عنكَ أمرَ العامَّةِ"، أي: الزَمْ نفسَكَ وأحوالَها وقومَها ولا تَنشغِلْ بما يحلُّ بالناسِ ويحدُثُ فيهِم، وهذا تأكيدٌ ومَزيدُ خلاصٍ من الفتنةِ.
 
وهذا كلُّه يُحمَل على أنَّ من عَجزَ عنِ الأمرِ بالمعرُوفِ، أو خافَ الضَّررَ عمومًا، سقطَ عنه الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكَرِ باليدِ واللِّسانِ ويُمكِنُه أن يُنكِرَه بقَلبِه.
  • 2
  • 0
  • 119
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة - الأمم المتحدة في نصف قرن: • باعتبارهما المنتصرين في الحرب، صُمِّمت الهيئة الجديدة لتوافق مصالح الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، أما بريطانيا فقد صارت بحكم التابع للولايات المتحدة، وهي التي ضغطت على الولايات المتحدة لضم فرنسا إلى (مجلس الأمن) لتقوي موقفها في وجه ألمانيا، التي يُخاف من عودتها مرة أخرى إلى ساحة الصراع، فيما تم ضم الصين للوقوف في وجه عودة اليابان إلى أحلامها التوسعية. وهكذا نشأت الهيئة الجديدة التي وُلدت معاقة بحكم تبعيتها للدول المتغطرسة الكبرى وعدم استقلالها في أي شيء. فأُعيق مسعاها لتشكيل جيش مستقل تفرض من خلاله قراراتها على الدول "المارقة"، وبالتالي لم يعد من سبيل إلى فرض القرارات إلا بالاعتماد على جيوش الدول المتغطرسة تلك، وكذلك كان تمويلها معتمدا على هذه الدول، ومن ناحية أخرى فقد صيغ نظامها ليضمن وجود الدول هذه ضمن "النظام الدولي" بأي شكل كان، وعدم تكرار مأساة خروج اليابان وألمانيا من (عصبة الأمم) عندما عارضت مصالحهم، وبالتالي اضطرار الدول الأخرى إلى محاربتهما لمّا تمادتا في تحقيقها خارج إطار النظام الدولي، أما الدول الضعيفة فيمكن ضبطها بسهولة عبر التهديد أو الفعل إن اضطر الأمر، دون أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب عالمية. ولكن هذا النظام القديم الذي مرَّ عليه أكثر من نصف قرن لم يراعِ في الحقيقة ظهور القوى الجديدة التي صارت تفوق بعضا من القوى الموجودة في (مجلس الأمن) مثل الهند والبرازيل واليابان وغيرها، أو ربما وُضِع النظام أصلا لتبقى كل الدول الناشئة مرتبطة بواحدة من الدول الكبرى حصرا، وهذا ما تحاول الدول الصاعدة التخلص منه بطريقة أو بأخرى. أما الوسيلة الموضوعة لضبط الدول الكبرى فهو الحق الذي أعطي للدول الخمس الكبرى دون غيرها والمسمى (الفيتو)، إذ يكفي لكل من هذه الدول أن تلغي أي قرار يعارض مصالحها أو مصالح أصدقائها بمجرد الاعتراض على القرار وبالتالي إيقافه، مهما بلغ عدد المؤيدين له من الدول داخل (مجلس الأمن) أو في (الجمعية العامة) التي أنشئت لتكون بمثابة "برلمان دولي" تتخذ فيه القرارات بالأغلبية، وبهذه الطريقة يضمنون بقاء الدول "الكبرى" ضمن (مجلس الأمن) وعدم لجوئها إلى تحقيق مصالحها بالقوة، رغم أن ذلك يؤدي إلى تعطيل دور (الأمم المتحدة) ومنعها من التدخل في كثير من القضايا "الدولية" الشائكة بسبب (الفيتو) التي تفرضه هذه الدولة أو تلك، فلم تتدخل في الجزائر بسبب فرنسا، ولا في كمبوديا بسبب الصين، ولا في فلسطين بسبب الولايات المتحدة، ونشاهد اليوم عجزها عن اتخاذ أي قرار حاسم ضد النظام النصيري بسبب الاعتراض الروسي. ولكن الغاية التي من أجلها مُنح "حق الفيتو" لهذه الدول لم يمنعها من التصرف بطريقة فردية، أو بمعاونة حلفائها، إذا لم تحصل على موافقة (مجلس الأمن)، كما في تدخّل الاتحاد السوفيتي في خراسان نصرة لحلفائه من الشيوعيين، وتدخل الولايات المتحدة في غرينادا، وغزوها للعراق، مبررة أفعالها بالحرب على الإرهاب أو غير ذلك من الحجج. أما التدخل المباشر للأمم المتحدة في الصراعات الدولية، فيجري عادة عن طريق توظيف جيوش الدول الفقيرة، على أن تقوم الدول الغنية بتمويل هذا التدخل، وبامتناعها عن ذلك لسبب أو لآخر، فإنها تعجز عن الدخول في أي عملية لفض الصراعات والنزاعات بين الدول، وكذلك فإن هذا التدخل يكون بحسب توجيهات الدول المتجبرة، حيث نجد أن تدخلها في قبرص للفصل بين اليونان والأتراك، جاء بصيغة قوات "فض اشتباك" و "عزل المناطق" التي يسيطر عليها الطرفان، وكذلك فعلت في "فض الاشتباك" بين جيوش الطواغيت العرب والجيش اليهودي بعد الحروب المختلفة. • المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15 السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ مقتطف من مقال: هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً