النجاة عند الفتن

منذ 2024-10-21

اقتباس من الموسوعة الحديثية في موقع الدرر السنية

« قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ »
الراويعقبة بن عامر | المحدثالألباني | المصدرصحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2406 | خلاصة حكم المحدثصحيح   
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عَنهم يَحرِصون حِرصًا شَديدًا على النَّجاةِ في الدُّنيا والآخِرةِ؛ فكانوا يَسأَلون النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن أسبابِ النَّجاةِ والفَلاحِ في الدُّنيا والآخِرَةِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُرشِدُهم ويَدُلُّهم إلى طريقِ الخيرِ والنَّجاةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عُقبةُ بنُ عامرٍ رضِيَ اللهُ عَنه: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما النَّجاةُ؟"، أي: ما أسبابُ النَّجاةِ والفلاحِ في الدُّنيا والآخرةِ، وكيف أتَحصَّلُ عليهما وأَنْجو بنَفْسي؟ "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أمسِكْ عليك لِسانَك"، أي: كُفَّ لِسانَك واحْبِسْه واحْفَظْه عن قولِ كلِّ شرٍّ، ولا تَنطِقْ إلَّا بخيرٍ، وقد قال اللهُ تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]؛ وذلك لِما للِّسانِ مِن خُطورةٍ، وفي صحيحِ البخاريِّ: "إنَّ العبدَ ليَتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سَخطِ اللهِ لا يُلْقي لها بالًا يَهوي بِها في جهَنَّمَ"، وقد يَخرُجُ الإنسانُ مِن الدِّينِ بكَلمةٍ وهو لا يَدْري.
"
وَلْيَسَعْك بيتُك"، أي: لِيَكُنْ في بيتِك سَعَتُك والْزَمْ بيتَك لِتَعبُدَ اللهَ في الخَلَواتِ، واشتَغِلْ بطاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، واعتَزِلْ في بَيتِك عن الفِتَنِ، ‏وقيل في مَعْناه: ارْضَ بما قسَم اللهُ لك مِن الزَّوجةِ والولَدِ والرِّزقِ والسَّكنِ، وغَيرِ ذلك مِن مَتاعِ الدُّنيا، وانظُرْ إلى مَن هو أعلى مِنك في أمرِ الدِّينِ، وإلى مَن هو أدنى مِنك في أمرِ الدُّنيا؛ لئلَّا تَزدَرِيَ نعمةَ اللهِ عليك، فهذا أسلَمُ لك.
"
وابْكِ على خَطيئتِك"، أي: واندَمْ على ما ارتكَبتَ مِن ذنوبٍ، وابكِ بكاءً حقيقيًّا؛ تصديقًا لتوبتِك وإنابتِك، ثمَّ اشتَغِلْ بإصلاحِ نفسِك وتَهذيبِها.
وفي الحديثِ: بيانُ أسبابِ النَّجاةِ والفلاحِ في الدُّنيا والآخرةِ.
  • 0
  • 0
  • 163
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ..} • تلك مصائر الأمم الكافرة المتجبّرة سطّرتها الآيات إعذارًا وإنذارا، وما هي من الظالمين ببعيد، يهودا كانوا أو نصارى أو رافضة أو غيرهم من أمم الكفر المعاصرة، فسُنّة الله فيهم وفي أضرابهم ماضية باقية، إلا أن عذاب الله تعالى للكافرين له صورة أخرى غير تلك المصارع والقوارع، صورة يحبها المؤمنون، وتشفي صدورهم نصر من الله وفتح قريب يمنحهم فيه المولى أكتاف عدوهم بعد جهاد وصبر ومصابرة وتربص، كما قال تعالى: {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة]، قال ابن كثير: "أي: ننتظر بكم هذا أو هذا، إما أن يصيبكم الله بقارعة من عنده، أو بأيدينا؛ بسبي أو بقتل". ونحن - والله - ما زلنا ننتظر بأمم الكفر قاطبة هذا أو هذا، فالوصية لأتباع الرسل أن تمسكوا بيقينكم بوعد ربكم، ولا تهولنكم أعداد عدوكم وعددهم ومعسكراتهم وتحالفاتهم أمام أعدادكم وعدتكم، فمسألة هلاك أمم الكفر وهزيمتهم ما زالت مسألة وقت كما كانت ولن يسبقوا أجلهم أو يستأخروا، وإنما يمهلهم الله ولا يهملهم، ويهيّئ أسباب هزيمتهم بعذاب من عنده أو بأيدينا، وعد الله {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}. • [ افتتاحية النبأ {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} 444 ]

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً