فقه الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم وحزنهم على انقطاع الوحي
اقتباس من الموسوعة الحديثية في موقع الدرر السنية
- التصنيفات: سير الصحابة -
«قالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بنَا إلى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كما كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إلَيْهَا بَكَتْ، فَقالَا لَهَا: ما يُبْكِيكِ؟ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ: ما أَبْكِي أَنْ لا أَكُونَ أَعْلَمُ أنَّ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ أَبْكِي أنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُما علَى البُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ معهَا.»
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2454 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكرِمُ حاضنتَه ومُربِّيتَه أُمَّ أيمَنَ رَضيَ اللهُ عنها، ويَبَرُّها مَبرَّةِ الأُمِّ، ويُكثِرُ مِن زِيارتِها، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندها كالولدِ، وبعْدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكْرَمَها الخُلفاءُ الرَّاشِدون والصَّحابةُ الكرامُ، وحَفِظوا لها قَدْرَها ومَكانتَها.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ وعُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهما ذَهبَا بعْدَ وَفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أُمِّ أيمنَ، وهي أُمُّ أسامةَ بنِ زيدٍ رَضيَ اللهُ عنها، يَزُورانها كما كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزورُها، فَلمَّا وَصَلَا إليها ورَأَتْهما بَكَتْ، فَسألاها: ما يُبكيكِ؟ أمَا تَعلمِينَ أنَّ ما عِند اللهِ خيرٌ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ وذلك أنَّ الآخرةَ هي دارُ البقاءِ، وقدْ ظَنَّا أنَّ بُكاءها أسَفٌ على مَوتِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحُزنٌ على فِراقِه، فَأجابَتْ أَنَّها ما تَبكي أسفًا وحُزنًا على فِراقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فهي تَعلَمُ أنَّه فارَقَهم إلى ما هو خَيرٌ له،