تاسعا : الوسائل المعينة على ترك السب والشتم

منذ 2024-10-21

سب وشتم بين طلبة العلم أنصاف المتعلمين بسبب الانتماءات، وسب وشتم في القنوات الفضائية بين الصغير والكبير بلا تقدير لمنازل الناس ؛ كأنَّ القوم غير مسلمين. ومن ضلال المرء أن ينظِّر لضلالهِ من القرآن والسنة. فرق عظيم جدا أن تعرف الحق وأن تعمل به . اقتباس من الموسوعة الأخلاقية في موقع الدرر السنية تحت مادة السب والشتم.

 

1- أن يعلَمَ أنَّ اللهَ سبحانَه نهى عن السَّبِّ والشَّتمِ، وحذَّر منهما، فيحرِصَ على اجتِنابِ ما نهى اللهُ سبحانَه عنه.
2- أن يعلَمَ أنَّ كُلَّ ما يقولُ مُحصًى عليه، وسيُسألُ عنه يومَ القِيامةِ، نظَر بعضُ السَّلفِ إلى رجُلٍ يسُبُّ آخَرَ في كلامٍ جرى بَينَهما، فقال: يا هذا، إنَّك تُملي على حافِظَيك كتابًا، فانظُرْ ما تقولُ  .
2- أن يعلَمَ أنَّ السَّبَّ مِفتاحُ الشَّرِّ وبابُ الفُحشِ مِن القولِ، والمُؤمِنُ ينبَغي أن يصونَ لِسانَه عنه.
3- أن يعلَمَ أنَّه بسبِّه وشَتمِه لغَيرِه يُعرِّضُ نَفسَه للسَّبِّ والشَّتمِ، فيُجازى بمِثلِ ما قال مِن القولِ القبيحِ، والعاقِلُ لا يُحِبُّ لنَفسِه ذلك، يُروى أنَّ عَمرَو بنَ كُلثومٍ لمَّا حضَرَته الوَفاةُ -وقد أتَت عليه خمسونَ ومائةُ سنةٍ- جمَع بَنيه، فقال: (يا بَنيَّ، قد بلغْتُ مِن العُمرِ ما لم يبلُغْه أحدٌ مِن آبائي، ولا بُدَّ أن ينزِلَ بي ما نزَل بهم مِن الموتِ، وإنِّي واللهِ ما عيَّرْتُ أحدًا بشيءٍ إلَّا عُيِّرْتُ بمِثلِه؛ إن كان حقًّا فحقًّا، وإن كان باطِلًا فباطِلًا. ومَن سبَّ سُبَّ؛ فكُفُّوا عن الشَّتمِ؛ فإنَّه أسلَمُ لكم، وأحسِنوا جِوارَكم يَحسُنْ ثَناؤُكم)  .
4- أن يعلَمَ المسبوبُ أنَّ تَركَ الرَّدِّ على السَّابِّ بسبٍّ مِثلِه مَدعاةٌ لكفِّه عن سبِّه؛ رُوِي عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أنَّه إذا أذاك إنسانٌ وشتَمك ونسَبك إلى القبيحِ، تقولُ له: إن كنْتَ صادِقًا فغفَر اللهُ لي، وإن كنْتَ كاذِبًا فغفَر اللهُ لك  .
5- أن يعلَمَ أنَّ الأخَ مِن شأنِه أن يوصِلَ إلى أخيه النَّفعَ، ويكُفَّ عنه الضَّررَ، والسَّبُّ والشَّتمُ ضَررٌ مُؤكَّدٌ، فيحرِصَ ألَّا يوصِلَ  إلى أخيه منه شيئًا.
6- أن ينظُرَ في عواقِبِ سبِّه وشَتمِه، ويعلَمَ أنَّه ولو كان حامِلُه على السَّبِّ الغَيرةَ على محارِمِ اللهِ ربَّما أدَّى السَّبُّ لمُنكَرٍ أعظَمَ، فيتفطَّنُ لذلك.
7- أن يعلَمَ أنَّ إثمَ السَّبِّ يقعُ على مَن سبَّ أوَّلًا، فيحرِصَ ألَّا يبدَأَ بسبِّ أحدٍ أو شَتمِه.
8- أن يعلَمَ أنَّ عَفوَه وصَفحَه وتَركَه الانتِصارَ ممَّن سبَّه وشَتمَه تسامُحًا أعظَمُ لأجرِه عندَ اللهِ.
9- أن ينظُرَ في سِيَرِ الأنبِياءِ والصَّالِحينَ، ويتأمَّلَ حِلمَهم وصَبرَهم معَ ما تعرَّضوا له مِن السَّبِّ والشَّتمِ وأنواعِ الأذى كافَّةً، فيجعَلَهم قُدوةً له.
ومِن ذلك:
- عن الأصمَعيِّ قال: بلَغني أنَّ رجُلًا قال لآخَرَ: واللهِ لئن قلْتَ واحِدةً لتسمعَنَّ عَشرًا، فقال له الآخَرُ: لكنَّك إن قلْتَ عَشرًا لم تسمَعْ واحِدةً!
قال: وبلَغني أنَّ رجُلًا شتَم عُمرَ بنَ ذَرٍّ، فقال له: يا هذا، لا تُغرِقْ في شَتمِنا، ودَعْ للصُّلحِ مَوضِعًا؛ فإنِّي أمَتُّ مُشاتَمةَ الرِّجالِ صغيرًا، ولن أحييَها كبيرًا، وإنِّي لا أكافِئُ مَن عصى اللهَ فيَّ بأكثَرَ مِن أن أُطيعَ اللهَ فيه)  .
- وشتَم رجُلٌ الشَّعبيَّ، فقال له: إن كنْتَ صادِقًا فغفَر اللهُ لي، وإن كنْتَ كاذِبًا فغفَر اللهُ لك  .
- وقيل: إنَّ الأحنَفَ سبَّه رجُلٌ وهو يُماشيه في الطَّريقِ، فلمَّا قرُب مِن المنزِلِ وقَف الأحنَفُ، وقال له: يا هذا، إن كان قد بقِي معَك شيءٌ فهاتِ، وقُلْه هاهنا؛ فإنِّي أخافُ أن يسمَعَك فِتيانُ الحيِّ فيُؤذوك، ونحن لا نُحبُّ الانتِصارَ لأنفُسِنا  .
- وقال سعيدُ بنُ العاصِ: (ما شاتَمْتُ أحدًا مذْ كنْتُ رجُلًا؛ لأنِّي لا أشاتِمُ إلَّا أحدَ رجُلَينِ: إمَّا كريمٌ فأنا أحَقُّ أن أحتمِلَه، وإمَّا لئيمٌ فأنا أَولى أن أرفَعَ نَفسَه عنه)  .
- وعن المُثنَّى بنِ الصَّبَّاحِ قال: (لبِث وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ أربعينَ سنةً لم يسُبَّ شيئًا فيه الرُّوحُ)  .
- وقال عاصِمُ بنُ أبي النَّجودِ: (ما سمعْتُ أبا وائِلٍ سبَّ إنسانًا قطُّ ولا بَهيمةً)  .
- وذكَروا في ترجمةِ النَّوَويِّ أنَّه كان غزيرَ الدَّمعةِ، كثيرَ الصَّمتِ، حافِظًا لِسانَه أشَدَّ الحِفظِ، غاضًّا للطَّرْفِ، طويلَ الفِكرةِ، حَسنَ الأخلاقِ جدًّا، إذا آذاه أحدٌ يقولُ له: يا مُبارَكَ الحالِ  .
10- أن يسألَ اللهَ سبحانَه، ويَستعيذَ به مِن شرِّ اللِّسانِ وشرِّ آفاتِه.
 

  • 1
  • 1
  • 119
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    الانهيار المالي للحكومة الرافضية.. الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية - مخاوف الرافضة وحلفائهم:   إنّ الرعب الذي يخيم على الحكومة الرافضية جراء أزمتها المالية، يتجاوز العجز عن تسيير أمور دولتهم، وهو ما حدث بالفعل، بإيقافها للمشاريع، والتهديد بإيقاف رواتب الموظفين، ما يعني توقف كل أجهزتها ومؤسساتها عن العمل، رغم ما يعنيه ذلك ضمنا من صب الزيت على نار الاحتجاجات الشعبية على انتشار الفقر والأمراض والفساد وسوء الخدمات، ويتجاوز كذلك المخاوف الكبرى من عجز الحكومة الرافضية عن تأمين التكاليف الكافية للعمليات العسكرية ضد الدولة الإسلامية، رغم ما يعنيه ذلك من تراجعات عسكرية أمام جيش الخلافة الذي يصرّ على التقدم باتجاه بغداد والنجف وكربلاء، ولكن الخوف الأكبر يتضح في خطر الميليشيات الرافضية التي تضخّمت بشكل هائل تحت ذريعة ما سُمّي "الحشد الشعبي المقدس"، حتى صارت أقوى بكثير من الجيش الرافضي، وصارت تمتص القسم الأكبر من نفقات الحرب ضد الدولة الإسلامية، حيث يبلغ عددهم المسجل 120.000 تقريبا، والحد الأدنى لرواتبهم هو (700 دولار)، وهذه الميليشيات تضغط بشدة عن طريق الأحزاب السياسية المرتبطة بها في البرلمان لتحصيل المزيد من الأموال والسلاح والدعم، وبالتالي فإن أي تقليص لمخصصاتها من شأنه أن يوجهها لا إلى الانسحاب من المعارك فحسب، بل إلى التوجه للبحث عن مصادر تمويل بديلة للحيلولة دون انفراط عقد مقاتليها، وهذه المصادر ستكون بالتأكيد مما في أيدي الحكومة الرافضية من نفط وموارد، أو من جيوب الناس وممتلكاتهم، ويزيد من خطورة هذا الأمر على الرافضة الصراع الحقيقي بين هذه الميليشيات والأحزاب السياسية المرتبطة بها، على الموارد والمناصب، حيث تقتسم الأحزاب الرافضية الكبرى الداخلة في إطار ما أسموه "التحالف الوطني" أهم المناصب في الحكومة، باستئثار(حزب الدعوة) برئاسة الحكومة، و(المجلس الأعلى) بوزارة النفط، و(التيار الصدري) بالوزارات الخدمية، هذا فضلا عن تقاسم "مجالس المحافظات"، والمناصب في الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وإن أي انخفاض في المخصصات المالية لهذه الأحزاب والميليشيات سيزيد من حدة الصراع بينها إلى درجة لا يمكن لإيران ضبطه وتحجيمه، خاصة وأن ملامح هذا الصراع باتت تطفو على السطح من خلال الصدامات داخل البرلمان بين الكتل السياسية، وخصوصا بين السياسيين المؤيدين لكل من رئيسي الحكومة الرافضية (المالكي) و(العبادي)، الذي وصل إلى حد التشابك بالأيدي وإطلاق النار بين النواب، والتهديد بالحروب العشائرية.   ومما يزيد من حدة هذه المخاوف الانفلات الكبير للميليشيات الرافضية، وقيامها بأعمال الخطف وقطع الطرق والسطو المسلح والقتل، على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الرافضية، دون أن تتمكن هذه الحكومة من ضبطها، خاصة في بغداد والبصرة، وذلك بسبب سحب معظم أفواج "الشرطة الاتحادية" التي يفترض خضوعها للحكومة الرافضية إلى خطوط المواجهة مع جيش الخلافة، في حين أن الشرطة المحلية في المحافظات الجنوبية تخضع تماما لسيطرة هذه الميليشيات، ما أدى إلى انهيار الوضع الأمني بشكل خطير في مناطق مثل البصرة، زاد من حجم هذا الانهيار الصراعُ على موارد النفط والتهريب بين الأحزاب والميليشيات الرافضية، والنزاعات العشائرية المحتدمة، ما عزز المطالبات القديمة من قبل بعض الأطراف الرافضية بانفصال البصرة، عبر تشكيل إقليم مستقل، وذلك للاستئثار بالموارد النفطية الضخمة المتوفرة في مناطق جنوب العراق. مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12 السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ مقال: الانهيار المالي للحكومة الرافضية.. الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً