الأسباب التي اتخذها ذو القرنين للتمكين لدين الله عز وجل
علي بن محمد الصلابي
هذا المنهج الرباني الذي سار عليه يدل على إيمانه وتقواه، وعلى فطنته وذكائه، وعلى عدله ورحمته
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
أ ـ الدستور العادل:
إن المنهجية التي سار عليها ذو القرنين كحاكم مؤمن جعلته يلتزم بمعاني العدل المطلق في كل أحواله وسكناته ولذلك ساق الناس والأمم والشعوب التي حكمها بسيرة العدل، فلم يعامل الأقوام التي تغلب عليها في حروبه بالظلم والجور والتعسف والتجبر والطغيان والبطش، وإنما عملهم بهذا المنهج الرباني، قال تعالى: "قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا" (الكهف: 87 : 88).
وهذا المنهج الرباني الذي سار عليه يدل على إيمانه وتقواه، وعلى فطنته وذكائه، وعلى عدله ورحمته، لأن الناس الذين قهرهم وفتح بلادهم، ليسوا على مستوى واحد، ولا على صفات واحدة، ولذلك لا يجوز أن يعاملوا جميعاً معاملة واحدة، فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، ومنهم الصالح، ومنهم الطالح، فهل يستوون في المعاملة؟ ذو القرنين: أما الظالم الكافر وسوف نعذبه لظلمه وكفره، وهذا التعذيب عقوبة له، فنحن عادلون في تعذيبه في الدنيا، ثم مرده إلى خالقه لينال عذابه الأخروي.
ب ـ المنهج التربوي للشعوب:
إن الله تعالى أوجب العقوبة الدنيوية على من ارتكب الفساد في المجتمع وكلف أهل الإيمان ممن مكن لهم في الأرض أن يحرصوا على تنفيذ العقوبات للمفسد والظالم لكي تستقيم الحياة في الدنيا. إن ذا القرنين يقدم لكل مسئول أو حاكم أو قائد منهجاً أساسياً، وطريقة عملية لتربية الشعوب على الاستقامة والسعي بها نحو العمل لتحقيق العبودية الكاملة لله تعالى.
إن التربية العملية للقيادة الراشدة هي التي تجعل الحوافز المشجعات هدية للمحسن ليزداد في إحسانه وتفجر طاقة الخير العاملة على زيادة الإحسان وتشعره بالاحترام والتقدير وتأخذ على يد المسيء لتضرب على يده، حتى يترك الإساءة وتعمل على توسيع دوائر الخير والإحسان في أوساط المجتمع وتضييق حلقات الشر إلى أبعد حد وفق قانون الثواب والعقاب المستمد من الواحد الديان .
ج ـ الاهتمام بالعلوم المادية والمعنوية وتوظيفها في الخير:
قصة ذي القرنين تدل على وجوب الأخذ بالأسباب وبيان أن ذلك ضروري للنهوض الحضاري للأمم، وقد قدم القرآن الكريم "ذا القرنين" أنموذجاً متجسداً لربط الأسباب بالمسببات والمقدمات بالنتائج واعتبر ذلك مقدمة لابد منها للنهوض والإنجاز الحضاري
قال تعالى: {"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا"} إنه شخص مكن له رب السماوات والأرض الخالق المدبر المتصرف في شؤون الكون، رب العزة والجبروت مكن له في الأرض وآتاه من كل شيء سبباً، وينصرف ذهن السامع أو القارئ إلى وجوه التمكين له في الأرض. مكن له في العلوم والمعرفة واستقراء سنن الأمم والشعوب صعوداً وهبوطاً. ومكن له في سياسة النفوس أفراداً وجماعات تهذيباً وتربية وانتظاماً. ومكن له في أسباب القوة من الاسلحة والجيوش وأسباب القوة والمنعة والظفر.ومكن له في أسباب العمران وتخطيط المدن وشق القنوات وإنماء الزراعة.
ومهما قيل ومهما تصور من أسباب التمكين الحسنة التي تليق برجل رباني قد مكن له في هذه الأرض يمكن أن يدخل تحت قوله تعالى: "إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا"، ويبقى للتصور مجال وللخيال سعة لاستشفاف صورة هذا التمكن وأشكاله، وذلك من خلال المؤكدات العدة التي وردت في الآية الكريمة . لقد كان ذو القرنين على علم باخبار الغيب التي جاءت بها الشرائع، ومع ذلك لم يتخذ من الأقدار تكئة لتبرير القعود والهوان، فقد بنى السد وبذل فيه الجهد، مع علمه بأن له أجلاً سوف ينهدم فيه لا يعلمه إلا الله.
د ـ فقهه في إحياء الشعوب:
إن حركة ذي القرنين الدعوية والجهادية جعلته يحتك بالشعوب والأمم وتكلم القرآن الكريم عن رحلاته:
– الرحلة الأولى: لم يحدد القرآن الكريم نقطة الانطلاق فيها وحدد النهاية إلى مغرب الشمس ووجد عندها قوماً، فدعاهم إلى الله تعالى، وسار فيهم بسيرة العدل والإصلاح. قال تعالى: {"أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا"} (الكهف: 87 ـ 88). إنها سياسة العدل التي تورث التمكين في الحكم والسلطة وفي قلوب الناس الحب والتكريم للمستقيمين، وإدخال الرعب في قلوب أهل الفساد والظلم، فالمؤمن المستقيم يجد الكرامة والود والقرب من الحاكم، ويكون بطانته وموضع عطفه وثقته ورعاية مصالحه وتيسير أموره، أما المعتدي المتجاوز للحد، المنحرف الذي يريد الفساد في الأرض فسيجد العذاب الرادع من الحاكم في الحياة ثم يرد إلى ربه يوم القيامة ليلقى العقوبة الأنكى بما اقترفت يداه في حياته الأولى.
– الرحلة الثانية: وهي رحلة المشرق حيث يصل إلى مكان يبرز لعين الرائي أن الشمس تطلع من خلف الأفق، ولم يحدد السياق أهو بحر أم يابسة، إلا أن القوم الذين كانوا عند مطلع الشمس كانوا في أرض مكشوفة بحيث لا يحجبهم عند شروقها مرتفعات جبلية أو أشجار سامقة، وذهب الشيخ محمد متولي الشعرواي إلى أن المقصود بقوله تعالى: {"لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا"} (الكهف: 90)، هي بلاد القطب الذي تكون فيه الشمس ستة شهور لا تغيب طوال هذه الشهور ولا يوجد ظلام يستر الشمس في هذه الأماكن . ونظراً لوضوح سياسة ذي القرنين في الشعوب التي تمكن منها وهو الدستور المعلن في رحلة الغرب لم يكرر هنا إعلان مبادئه لأنها منهج حياة ودستور دولة مترامية الأطراف وسياسة أمم فهو ملتزم بها أينما حل أو ارتحل.
– الرحلة الثالثة: تختلف عن الرحلتين السابقتين من حيث طبيعة الأرض والتعامل مع البشر وكان المنطقة، ومن حيث الأعمال التي قام بها، فلم يقتصر فيها على الأعمال الجهادية لكبح جماح الأشرار والمفسدين، بل قام بعمل عمراني هائل، أما الأرض فوعرة المسالك، وأما السكان ـ وكأن وعورة الأرض قد أثرت في طبائعهم، وطريقة تخاطبهم مع غيرهم ـ ففي التفاهم والمخاطبة لا يكاد الإنسان منهم يقدر على التعبير عما في نفسه، ولا أن يفقه ما يحدثه به غيره من غير بني قومه: {"وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} " (الكهف: 93).
إذن فهو قوّى هؤلاء الضعفاء الذين كان يهاجمهم يأجوج ومأجوج، بأن علمهم كيف يعينون أنفسهم وكيف يبنون السد وجعلهم هم الذين يشتركون في البناء وهم الذين يقيمونه، وأعانهم هو بخبرته وعلمه فقط، ليأخذوا الثقة في أنفسهم بأنهم يستطيعون حماية أنفسهم وليتعلموا ما يعينهم ويحميهم، والإسلام ينهانا أن نعوّد الناس على الكسل أو نعطيهم أجراً بلا عمل، لأن ذلك هو الذي يفسد المجتمع، فالإنسان متى تقاضى أجراً بلا عمل لا يمكن أن يعمل بعد ذلك أبداً. إن ذا القرنين قام بمهمة الحاكم الممكن له في الأرض، فقوى المستضعفين وجعله قادراً على حماية أنفسهم من العدوان ولا يعتمد على حماية أحد، ولم يترك الناس في مقاعد المتفرجين بل نقلهم إلى ساحة العاملين. فعندما تحرك القوم المستضعفون نحو العمل بقيادة ذي القرنين، وصلوا إلى هدفهم المنشود، وغايتهم المطلوبة. ونقف مع ذي القرنين بعد أن تمّ بناء السد:
– نظر ذو القرنين إلى العمل الضخم الذي قام به فلم يأخذه البطر والغرور، ولم تسكره نشوة القوة والعلم، ولكنه ذكر الله فشكره، ورد إليه العمل الصالح الذي وفقه إليه.
– ذكر ذي القرنين لربه عند انجاز عمله، يعلمنا كيف يكون ذكر الله سبحانه، فإن من أعظم صور الذكر، هي أن يذكر العبد ربه عند توفيقه في عمل، فيستشعر أن هذا بأمر ربه، فيتواضع ويعدل ويذكر ويشكر.
– كان بناء السد رحمة من الله تعالى، وقد استخدم ذو القرنين علمه الذي علمه الله إياه، وتمكينه الذي مكنه الله له، استخدمه في مساعدة الناس وتقديم الخير لهم، منع العدوان عنهم، فكان علمه رحمة من ربه، وكان استخدامه له رحمة من ربه.
– كان القوم مهدّدين بيأجوج ومأجوج، معرضين لإفسادهم ولم يحمهم منهم إلا الله ببناء السد، فكان السد رحمة من الله لهم، وكان خلاصاً لهم وإنقاذاً بإذن الله، فلو لم يتم عمل ولا جهد ولا حركة، لما انقذوا أنفسهم من الخطر، لأن الإنقاذ لا يتم إلا بالعمل والجهد المتواصل وتكاتف الجهود والانقياد الطوعي للشعوب لشرع الله خلف القيادة الربانية. {"فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} " (الكهف: 98).
هـ ـ إحاطة الله علماً بذي القرنين وجيشه:
التوازن المدهش والخلاب في شخصية ذي القرنين سببه إيمانه بالله تعالى واليوم الآخر، ولذلك لم تطغ قوته على عدالته ولا سلطانه على رحمته، ولا غناه على تواضعه، وأصبح مستحقاً لتأييد الله وعونه
إن قصة ذي القرنين تدل على وجوب الأخذ بالأسباب وبيان أن ذلك ضروري للنهوض الحضاري للأمم، وقد قدم القرآن الكريم "ذا القرنين" أنموذجاً متجسداً لربط الأسباب بالمسببات والمقدمات بالنتائج واعتبر ذلك مقدمة لابد منها للنهوض والإنجاز الحضاري وبذلك لم يكتف القرآن بتأكيد موضوع السنن. والأسباب نظرياً، لقد مكن الله له في الأرض فأعطاه سلطاناً وطيد الدعائم ويسّر له أسباب الحكم والفتح وأسباب البناء والعمران، وأسباب السلطان والمتاع، وسائر ما هو من شأن البشر أن يمكنوا فيه في هذه الحياة " {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} " (الكهف: 85).
إن قصة ذي القرنين من قصص القرآن التي يتمثل بها من الدلالة على القدرة الفائقة لأصحابها ومدى ما كانوا عليه من قوة وتمكين، ولكن بواسطة ما سنّة الله من أسباب في هذا الكون، ووسائل تؤدي إلى غاياتها المراد منها، لتمثل بذلك أنموذجاً لكل مسلم يريد أن يسلك في هذه الحياة على هدي من الفهم لسنن الله في الخلق، وليتقين كل أحد أن التمكين في الأرض والسعادة في الآخرة، إنما يتحصل بأسباب ووسائط سواء المادي منها والمعنوي، من ما تحقق به ذو القرنين.
و ـ أخلاقه القيادية:
إن شخصية ذي القرنين تميزت بأخلاق رفيعة ساعدته على تحقيق رسالته الدعوية والجهادية في الحياة ومن أهم هذه الأخلاق:
الصبر: كان جلداً صابراً على مشاق الرحلات، فمثلاً تلك الحملات التي كان يقوم بها تحتاج إلى جهود جبارة في التنظيم والنقل والتحرك والتأمين، فالأعمال التي كان يعملها تحتاج إلى جيوش ضخمة، وإلى عقلية يقظة، وذكاء وقاد، وصبر عظيم وآلات ضخمة وأسباب معينة على الفتح والنصر والتملك.
مهابته: كانت له مهابة ونجابة يستشعرها من يراه لأول مرة، ولكنها ليست مهابة الملوك الظلمة الجبارين فعندما بلغ بين السدين ووجد القوم المستضعفين، استأنسوا به، ووجدوا فيه مخلصاً من الظلم والقهر الواقع عليهم فبادروه بسؤال المعونة فمن الذي أدراهم بأنه لن يكون مفسداً مثل المفسدين أو الظالمين، ومعه من القوة والعدة ما ليس لمثلهم.
الشجاعة: كان قوي القلب جسوراً غير هياب من التبعات الضخمة والمسؤوليات العظيمة إذا كان في ذلك مرضاة الله سبحانه، فإن ما طلب من إقامة السد كان عملاً عظيماً في ذاته، حيث أن القوم المفسدين كان من الممكن أن يوجهوا إفسادهم إليه وإلى جنوده ولكنه أقدم وأقبل غير متأخر ولا مدبر.
التوازن في شخصيته: فلم تؤثر شجاعته على حكمته، ولم ينقص حزمه من رحمته، ولا حسمه من رفقه وعدالته، ولم تكن الدنيا كلها -وقد سخرت له- كافية لإثنائه عن تواضعه وطهارته وعفته.
كثير الشكر: لأنه كان صاحب قلب حي موصول بالله تعالى، فلم تسكره نشوة النصر، وحلاوة الغلبة بعدما أذل كبرياء المفسدين، بل نسب الفضل إلى ربه سبحانه وقال: {"هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي} " (الكهف: 98).
العفة: كان مرتفعاً عن مال لا يحتاجه ومتاع لا ينفعه، فإن القوم المستضعفين لما شكوا إليه فساد المفسدين، عرضوا عليه الخراج، فأجابهم بعفة وديانة وصلاح: إن الذي أعطاني الله من الملك والتمكين خير لي من الذي تجمعونه، وما أنا فيه خير من الذي تبذلونه.
إن التوازن المدهش والخلاب في شخصية ذي القرنين سببه إيمانه بالله تعالى واليوم الآخر، ولذلك لم تطغ قوته على عدالته ولا سلطانه على رحمته، ولا غناه على تواضعه، وأصبح مستحقاً لتأييد الله وعونه، ولذلك أكرمه الله تعالى بالأخذ بأسباب التمكين والغلبة ، وهو تفضل من الله تعالى على عبده الصالح، فجعل له مكنة وقدرة على التصرف في الأرض من حيث التدبير والرأي وكثرة الجنود والهيبة والوقار.
وكذلك أكرمه الله بكثرة الأعوان والجنود وقذف الرعب في قلوب الأعداء وتسهيل السير عليه، وتعريفه فجاج الأرض واستيلائه على برها وبحرها ، وتمكنه بذلك من تملك المشارق والمغارب من الأرض، فكل هذه الأمور لا تعطي لشخص عادي، ولا يمكن أن يحققها حاكم بحوله وقوته وذكائه مهما بلغ، إلا أن يكون مؤيداً من الله، ذلك التأييد الذي ينصر الله به عباده المؤمنين، ويدل على هذه العناية أيضاً ضمير العظمة في قوله: " {وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} " (الكهف: 84)، أي: أمده بكل ما أراده من مهمات ملكه ومقاصده المتعلقة بسلطانه، فزوده بعلم منازل الأرض وأعلامها وعرفه ألسنة الأقوام الذين كان يغزوهم فكان لا يغزو قوماً إلا كلمهم بلسانهم.
لقد أعطاه الله تعالى من كل شيء سبباً، وينصرف ذهن السامع أو القارئ إلى وجوه التمكين له في الأرض، وأسبابه من العلوم والمعرفة واستقراء سنن الأمم والشعوب صعوداً وهبوطاً، وفي سياسة النفوس أفراداً وجماعات تهذيباً وتربية وانتظاماً، وأعطاه من أسباب القوة من الأسلحة والجيوش وأسباب القوة والمنعة والظفر، وأسباب العمران وتخطيط المدن وشق القنوات وإنماء الزراعة، وقيل: مهما تصور من أسباب التمكين التي تليق برجل رباني قد مكن له في هذه الأرض. يمكن أن يدخل تحت قوله تعالى: {"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا"} (الكهف: 84).
لقد كانت رعاية الله تعالى لذي القرنين عظيمة بسبب إيمانه بالله تعالى واستعداده لليوم الآخر، ولذلك فتح له باب التوفيق وفق ما سعى إليه من أهداف وغاية سامية. لقد بذل ذو القرنين ما في وسعه من أجل دعوة الناس إلى عبادة الله فقد جمع بين الفتوحات العظيمة بحد السيف، وفتوحات القلوب بالإيمان والإحسان، فكان إذا ظفر بأمة أو شعب دعاهم إلى الحق والإيمان بالله تعالى قبل العقاب أو الثواب، وكان حريصاً على الأعمال الإصلاحية في كافة الأقاليم والبلدان التي فتحها، فسعى في بسط سلطان الحق والعدالة في الارض شرقاً وغرباً، وكان صاحب ولاء ومحبة لأهل الإيمان، مثلما كان معادياً لأهل الكفران.
————————————————————————————————————
مراجع البحث:
إعلان
1.علي محمد محمد الصّلابيّ، الإيمان بالقدر، دار ابن كثير، بيروت، ص (183:170).
2. الآلوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ، (16/ 30).
3. مجدي محمد عاشور، السنن الإلهية في الأمم والأفراد في القرآن الكريم: أصول وضوابط، دار السلام القاهرة، 2007، ص166.
4. سيد قطب، في ظلال القرآن، القاهرة: دار الشروق، ط 38، 1430هـ، 2009م (4/ 2293).
منقول من : الجزيرة نت