شرح دعاء"اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار..

منذ 2024-10-29

شرح دعاء"اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك من فتنة الدجال"

 

 

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجالِ» ([1]).

قد تقدّم شرح بعض كلمات هذا الدعاء، مثل (عذاب النار، وعذاب القبر، فتنة الدجال)

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من هذه الأمور الأربعة؛ لأنها أشد الشرور في الدنيا والآخرة؛ ولهذا أمر صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منها، وقد بيَّنا سابقاً أن الدعاء الذي فيه أمر من النبي آكدَ من غيره من الأدعية، وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها في دبر كل صلاة لشدة خطورتها.

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:  «كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتعوّذ في دبر كل صلاة من هذه الأربع» ([2]).

وأمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم التعوذ «من الفتن ما ظهر منها وما بطن» : لأنها في غالب سبب هتك الحُرَم، وسفك الدماء، ونهب الأموال، ومع هذا فهي أعظم الأسباب في الوقوع بالإثم، ولهذا سأله نبيه صلى الله عليه وسلم أنه إذا أراد بقوم فتنة أن يتوفاه غير مفتون([3]).

وأرشدنا إلى أن نقول ذلك، وندعوه به، ففي ذلك دليل على أن (خطبها عظيم، وإثمها وخيم، وعقابها جسيم، وفيه دليل على أن الفتنة أعظم من الموت كما وصفها اللَّه سبحانه وتعالى بأنها أكبر من القتل)([4])، قال اللَّه تعالى: " {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْل} "([5])، وقال عز شأنه: "وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل"([6])، فإن فتنة المؤمن في دينه حتى يرد إلى الكفر بعد إيمانه، فذلك أكبر عند اللَّه تعالى من القتل([7]).

قوله: «ما ظهر منها وما بطن» : إن من الفتن ما يكون ظاهراً، وما يكون باطناً خفياً لا يُرى ولا يُعلم، وهذا أشدّ ما يكون من الفتن، والعياذ باللَّه، فتضمّنت هذه الاستعاذة العظيمة من جميع أنواع الفتن.

(ثم عطف فتنة المسيح الدجال على الفتن العامة، وهو من عطف الخاص على العام، ويستفاد منه أن فتنة المسيح الدجال، أشدّ الفتن وأعظمها، كما يقتضيه نكتة هذا العطف)([8]).

([1]) انظر: مسلم، كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها، برقم 2867، وفيه: (تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ عَذَاب النَّار)...، [تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ عَذَاب الْقَبْر...] إلى آخره.

([2]) رواه الإمام أحمد في المسند، 4/496، برقم 2778، والطبراني في الكبير، 12/ 166، برقم 12779، وعبد بن حميد، ص 234، وصححه إسناده الأرناؤط، 4/ 496، وحسن إسناده الألباني في صحيح أبي داود أثناء تعليقه على الحديث رقم 904.

([3]) انظر شرح هذا الدعاء، رقم (89).

([4]) تحفة الذاكرين، ص 442.

([5]) سورة البقرة، الآية: 191.

([6]) سورة البقرة، الآية: 217.

([7]) انظر: تفسير ابن كثير، 197.

([8]) تحفة الذاكرين ص 442.

  • 2
  • 0
  • 174
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    في زمن المجزرة • في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!. • مقتطف من افتتاحية النبأ العدد 456 الخميس 11 صفر 1446 هـ (في زمن المجزرة)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً