نصيحة عامة

منذ 2024-11-04

على الدعاة أن يستمروا في الدعوة إلى توحيد الله في العبادة والدعاء والحكم، والجهاد في سبيل الله، والتربية الإسلامية، لإيجاد المجتمع الصالح الذي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله في جميع شئون الحياة.

1- على المسلمين جميعًا، والمرَبين والدعاة أن يقتدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فيبدأوا بالدعوة إلى التوحيد لتكثير الجماعة الإسلامية، ثم ليجدوا البيئة الصالحة، حتى يتقوى المجتمع المسلم الصالح، فإذا توفرت الشروط خرج الحاكم المسلم العادل الذي يحكم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتحقق للمسلمين عزهم ونصرهم.

 

2- الواجب على المسلمين عامة، والدعاة منهم خاصة أن يطبقوا حكم الإسلام على أنفسهم وأهليهم قبل أن يطالبوا الحكام بتطبيقه، حتى يكتب لهم النجاح، فقد رأينا بعض الجماعات الإسلامية لا يطبقون الإسلام في معاملاتهم مع الناس بل لا يقبل بالحكم إذا حُكِم عليه، وهذا ما حصل من بعض الأفراد.

 

3- إن السعي للحكم بما أنزل الله واجب كل مسلم، ويكون بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة عملًا بقول الله تعالى: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

 

4- لا يجوز استعمال العنف والمظاهرات للمطالبة بحكم الشريعة الإسلامية، لأنها ليست إسلامية، ولا تحقق المطلوب، بل قد يحصل معها أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، والجماعات الإسلامية، وهذا ما حصل في بعض البلاد العربية والإسلامية، ومن الغريب جدًا، بل من المؤسف أن تخرج مظاهرة نسائية في بلد عربي مسلم يطالبن بتطبيق القرآن والحجاب الشرعي، وما دَرَين أنهن خالفن القرآن الذي يأمرهن بعدم الخروج، قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33].

 

[أي: إلزمن بيوتكن ولا تخرجن].

 

5- والآية التي يستدل بها بعضهم على تكفير المسلمين: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].

 

قال ابن عباس: مَن أقَرَّ به فهو ظالم فاسق، واختاره ابن جرير.

 

وقال عطاء: كفر دون كفر [أي كفر أصغر غير مخرج من الإسلام].

 

(أ) فالحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله وهو معترف به فهو ظالم فاسق يجب نصحه برفق، والدعاء له بالصلاح.

 

(ب) وأما الحاكم الذي جحد حكم الله، أو استبدل به قانونًا وضعيًا يعتقد أنه أصلح، فهو كافر مرتد عن الإسلام، وهذا أيضًا يجب نصحه برفق عملًا بقول الله تعالى لموسى وهارون أن ينصحا فرعون الكافر الذي ادعى الربوبية:

{اذْهَبَا إلى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43، 44].

 

على الدعاة أن يتريثوا في إقامة الحكم الإسلامي، ويصبروا على ما يصيبهم مِن أذى أُسوة بالرسول الأمين صلى الله عليه وسلم وأن يستمروا في الدعوة إلى توحيد الله في العبادة والدعاء والحكم، والجهاد في سبيل الله، والتربية الإسلامية، لإيجاد المجتمع الصالح الذي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله في جميع شئون الحياة.

محمد جميل زينو

عالم كبير..مدرس في مكة المكرمة.

  • 1
  • 0
  • 117
  • عبدالسلام الفرحان

      منذ
    من آيات تعذيب الله لأمم الكفر بيننا قد أبقى الله تعالى بحكمته من بقايا ملكهم ما فيه معتبر لأولى الألباب، فتلك بيوتهم خاوية وقد غدت أثرًا بعد عين وأطلالا لا حياة فيها ولا حراك، كما قال تعالى: { أَوَلَمۡ یَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ یَمۡشُونَ فِی مَسَـٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتٍۚ أَفَلَا یَسۡمَعُونَ }، قال ابن كثير: "أي: وهؤلاء المكذبون يمشون في مساكن أولئك المكذبين، فلا يرون فيها أحدًا ممن كان يسكنها ويعمرها، ذهبوا منها، ( كأن لم يغنوا فيها ) كما قال: ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا).. ولهذا قال هاهنا: ( إن في ذلك لآيات ) أي: إن في ذهاب أولئك القوم ودمارهم وما حلّ بهم.. لآيات وعبر ومواعظ ودلائل متظاهرة". [ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً