شرح دعاء قنوت الوتر

منذ يوم

اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ، وتَولَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا أعْطَيْتَ

 

أي: دعاء القيام في صلاة الوتر. ومعنى الوتر الفرد.

«اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ، وتَولَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا أعْطَيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، [وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ]، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»

صحابي الحديث هو الحسن بن علي رضى الله عنه قوله: (اللهم اهدني) أي: ثبتني على الهداية، أو زدني من أسباب الهداية إلى الوصول بأعلى المراتب.

قوله: (فيمن هديت) أي: في جملة من هديتهم، أو هديته من الأنبياء والأولياء.

قوله: (وعافني فيمن عافيت) أي: بَرِّئني وادفع عني أسوأ الأدواء والأخلاق والأهواء.

قوله: (وتولني فيمن توليت) أي: تَوَلَّ أمري ولا تكلني إلى نفسي في جملة من تفضلت عليهم.

قوله: (وبارك لي) أي: أكثر الخير لمنفعتي.

قوله: (فيما أعطيت) أي: فيما أعطيتني من العز والمال والعلوم والأعمال الصالحة.

قوله: (وقني) أي: احفظني.

قوله: (شر ما قضيت) أي: ما قدَّرت لي.

قوله: (فإنك تقضي) أي: تقدر أو تحكم بكل ما أردت.

قوله: (ولا يقضى عليك) فإنه لا معقب لحكمك، ولا يجب عليك شيء.

قوله: (وإنه لا يذل) أي:لا يصير ذليلاً.

قوله: (من واليت) من الموالاة ضد المعاداة، قال ابن حجررحمه الله (أي: لا يذل من واليت من عبادك في الآخرة أو مطلقاً؛ وإن ابتلي بما ابتلي به، وسلط عليه مَن أهانه، وأذله باعتبار الظاهر؛ لأن ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله تعالى، وعند أوليائه، ولا عبرة إلا بهم، ومن ثم وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور).

قوله: (لا يعز من عاديت) أي لا يعز في الآخرة أو مطلقاً، وإن أعطي من نعيم الدنيا وملكها ما أعطي؛ لكونه لم يمتثل أوامر الله تعالى ولم يجتنب نواهيه.

قوله: (تباركت) أي: تكاثر خيرك في الدارين.

قوله: (ربنا [وَ] تعالي) أي: يا ربنا ارتفعت عظمتك، وظهر قهرك وقدرتك على من في الكون، وارتفعت عن مشابهة كل شيء.

(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوْذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك)

صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضى الله عنه.

«(اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، ولَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، ونَخْشَى عَذَابَكَ، إنَّ عَذَابَكَ بالكَافِريْنَ مُلْحَقٌ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُكَ، ونَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الـخَيْرَ، وَلا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنخْضَعُ لَكَ، وَنخْلَعُ مَنْ يَكْفُرُكَ) »

هذا أثر من قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

قوله: (نَحْفِد) أي: نسارع.

قوله: (ملحق) بكسر الحاء أو فتحها والأول أشهر: أي: واقع لا محالة بهم.

قوله: (نخلع) أي: نترك.

 – الذِّكْرُ عَقِبَ السَّلاَمِ مِنَ الوِتْرِ

  «(سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ، والثَّالِثَةُ يَجْهَرُ بِهَا ويَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ يَقُولُ: [رَبِّ الـمَلائِكَةِ والرُّوحِ])»

- صحابي الحديث هو عبدالرحمن بن أبزى رضى الله عنه.

  • 0
  • 0
  • 85
  • قتيبة عبدالفتاح الشيباني

      منذ
    عُمَلاء لا عُلمَاء • قال سفيان بن عيينة لابن المبارك عليهما رحمة الله: (إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور، فإن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: ٦٩]) مقتطف من إصدار: ولاية نينوى عُمَلاء لا عُلمَاء
  • قتيبة عبدالفتاح الشيباني

      منذ
    طاغوت الأحزاب والحركات • ومن الطواغيت المعاصرة الأحزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها في كل حين، ويؤيدونها على الحق والباطل، ويضمرون لها من صفات العصمة والتقديس ما يضاهي عصمة الأنبياء وقداسة الشريعة. ولذلك تجاوزوا بها حد الطاعة والاتباع فغدت طاغوتا معبودا من دون الله، حجبهم عن اتباع الحق والفيء إليه حتى انتهى بهم المطاف جنودا وبيادق في محاور وأحلاف الرافضة والنصارى الكافرين. [ افتتاحية النبأ - العدد: 457 ]
  • قتيبة عبدالفتاح الشيباني

      منذ
    حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة, [12/11/24 07:29 م] طاغوت الأحزاب والحركات • ومن الطواغيت المعاصرة الأحزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها في كل حين، ويؤيدونها على الحق والباطل، ويضمرون لها من صفات العصمة والتقديس ما يضاهي عصمة الأنبياء وقداسة الشريعة. ولذلك تجاوزوا بها حد الطاعة والاتباع فغدت طاغوتا معبودا من دون الله، حجبهم عن اتباع الحق والفيء إليه حتى انتهى بهم المطاف جنودا وبيادق في محاور وأحلاف الرافضة والنصارى الكافرين. [ افتتاحية النبأ - العدد: 457 ] حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة, [12/11/24 07:29 م] عُمَلاء لا عُلمَاء • قال سفيان بن عيينة لابن المبارك عليهما رحمة الله: (إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور، فإن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: ٦٩]) مقتطف من إصدار: ولاية نينوى عُمَلاء لا عُلمَاء حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة, [12/11/24 07:29 م] عُمَلاء لا عُلمَاء • قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في الفوائد: "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا؛ قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقا لكانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء، وفي الحقيقة قطاع طرق" [الفوائد (1/61)]. مقتطف من إصدار: ولاية نينوى عُمَلاء لا عُلمَاء حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة, [12/11/24 07:29 م] عُلمَاء القُعود • ليس على المسلمين شيء أشد ضررا من دعاة جهنم، الذين تفننوا في صد الناس بالدين عن الدين، ودعوتهم الناس إلى الكفر من على المنابر، أولئك الذين قال عنهم رسول الله ﷺ في حديث حذيفة بن اليمان: (يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صفهُمْ لَنَا، قَالَ: هُمْ قَوْمُ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلِّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا). ومن أغرب تناقضاتهم اليوم، مناداتهم بالناس للقعود سعيا للجهاد، إذ يحاول منظرو تيار القعود إثبات أنه "قعود في سبيل الله"، فجعلوا الجهاد سرابا، وسدوا أبوابه وعطلوا ركابه ، وبسبب فتاواهم وضلالهم قعد الكثيرون عن الجهاد، بعد أن لعبوا بالعواطف بكلام ظاهره شرعي وباطنه بدعي، هذا مع تسلط الكفار على بلاد المسلمين، وقد بغوا وهدموا مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، في ظل تفريق عجيب من السائرين عكس سبيل الجهاد بين قضايا الأمة ومسائل الدين، فيتخيرون ما يشاؤون وما يتماشى مع أهوائهم ومصالحهم، ويتجاهلون الطارئ وما تحتاجه الأمة. ومثلهم وأنكى منهم المنتكسون الهاربون من ميادين الجهاد المستلمون لزمام التنظير، وهم مقتنعون في أعماقهم أنهم قد جاوزوا القنطرة وأخذوا صكا بالعصمة من الضلال مدى الحياة، وأشد وطأة منهم أولئك الذين لم يعرفوا من الجهاد غباره ولا من البارود ريحه، وتراهم في كل مرة يناوئون المجاهدين ويخالفونهم. مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد (468) حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة, [12/11/24 07:29 م] من مقومات النصر: الصبر {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ۝٢٤} قال رسول الله ﷺ: (واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تكرهُ خيرًا كثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ). [رواه أحمد]. هذا الباب العظيم الذي إذا طرقه العبد نال محبة الله له: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} وإذا أحبّ الله عبدًا تولّاه، وإذا تولّاه نصره. • والصبر كما قسمه العلماء ثلاثة أقسام: * صبرٌ على طاعة الله: بالتزام أوامره والمحافظة عليها، والقيام بالعبادة على أكمل وجه. * صبرٌ عن محارم الله: باجتناب نواهيه والابتعاد عن معصيته وعن طرقها ومسبباتها. * صبرٌ على أقدار الله: فتأخّر النصر من أقدار الله يحتاج منا صبرًا عظيمًا حتى يُفرج عنا. * ومن الصبر على الطاعة: السعي في سبيل الله إعلاء كلمة الله رغم كثرة المعوقات. وحتى تكون صابرًا؛ فلا بدّ أن تكون في زمرة من لم يشكوا ولم يرتابوا، ولم يُغيّروا، ولم يُبدّلوا، ولم ينافقوا، ولم يداهنوا، ولم يجاملوا في دين الله عزّ وجل، وأن تبقي حبالك موصولة بالله ويقينك راسخًا في دينك، وأن تحافظ على ثباتك وتمسكك بكتاب ربك، وسُنّة نبيّك ﷺ. وما كل ذلك إلا لاقتفاء أثر الرسل والأنبياء: {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} فَإِن صبرت... فقد خطوت أهم خطواتك نحو النّصر، فاستعن بالله واصبر. حُ ـ ـ / ـماة الشَّريـ؏ـة, [12/11/24 07:29 م] طاغوت الحرية الشخصية • ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب والشرق، وحقيقتها الحرية المطلقة، المنافية للعبودية المطلقة لله تعالى، أي: أن يقول أو يفعل المرء ما شاء ومتى شاء، وكيفما شاء، دون ضابط من دين أو شرع، طالما أنه يوافق رغبته وهواه، فيصبح الهوى بذلك الأساس المتبع والسيد المطاع، وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: الإله المعبود كما قال الله تعالى: { أَفَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَاهُ }. [ إفتتاحية النبأ - العدد 457 ]

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً